رواية مكتملة بقلم نرمين محمود-1
منك حاجة...
خرجت من الغرفة وذهبت الي غرفة اطفالها وبكت بقوة علي جرحه لها بهذا الشكل وإھانتها طوال الأسبوع الفائت
تدهورت حالة ناصر الصحية كثيرا بعد اختفاء ابنته...وبعد ابنتيه الاخريتان عنه ...تحامل علي نفسه اليوم وارتدي ملابسه حتي يذهب لتمارا ويدعو ابنته الأخري وزوجها...يريد العيش معهم وسطهم..لا يريد أن ېموت وحيدا ...سيظل يبحث عن ابنته الصغري حتي الرمق الاخير لكن الان عليه اصلاح علاقته بتمارا وزهرة...
_ هتطرديني يا تمارا ..
_ للا..لا اطرد حضرتك ازاي ...اتفضل..
دلف ناصر الي الداخل بهدوء وجلس علي المقعد منتظرا دخولها وراءه...أجبرت ساقيها علي التحرك وتتبعته الي الداخل...
_ جوزك فين يا تمارا ..
_ جوة..
_ ااا..أيوة الحمد لله ..
_ الحمد لله ..طيب ...اطلبيلي زهرة خليها تيجي هنا ...انا طلبت ناير علي هنا بس هي قالتله مش هروح...ف ياريت تطلبيها لاني عاوز اتكلم معاكوا انتو الاتنين ..
اومأت برأسها والتفتت حتي تجلب هاتفها لكنها عادت تسأله مرة أخري بتردد..
_حضرتك لاقيت زمزم..
بعد مرور ساعتان تقريبا...ذهبت تمارا حتي تفتح الباب لشقيقتها وزوجها ...سارت معها زهرة بخطوات مرتعشه لاحت أمامها ذكري زمزم وما فعله بها والدها تلقائيا وجدت نفسها تتشبث بيد ناير بقوة حتي دلفا الي الغرفة الموجود بها وجلست بجانبه رافضة حتي أن تصافح والدها....
انا جمعتكوا انتوا كمان معاهم عشان فيه حاجة خاصة بيكوا...اللي عاوزة تطلق فيكوا انا مستعد اطلقها...هطلقها وهتيجي تعيش معايا معززة مكرمة...عمري م تدخل ف حياتها تاني...مش هقدر اكمل كلامي الا لما اعرف مين فيكوا عاوزة تطلق...
_ انا عمري م هطلقها يا عمي ...زهرة حياتي كلها ...انا بحبها وهي كمان بتحبني...وبعدين احنا مستنيين نونة..مينفعش تيجي وتلاقينا منفصلين ولا فيه بينا اي مشاكل اصلا...
ابتسم ناصر بفرحة لهما لكنه داري ابتسامته حتي يأخذ رأيها اولا...
_ وانت يا زهرة ..عاوزة تطلقي ولا لا..
_ لل..لا...مش عاوزة أطلق انا عاوزة افضل مع ناير...انا بحبه...
اومأ برأسه بفرح شديد...ازال عن كاهله ذنب واحده منهم...
الټفت إلي تمارا وباغتها بالسؤال ..
_ عاوزة تطلقي يا تمارا ...
توقفت أعضاءه كاملة ...أصبح علي حافة الاڼهيار ...يكاد يتوقف قلبه من شدة خفقانه..بالتأكيد ستطلب الطلاق وبالتأكيد أيضا أن والدها سينفذ لها ما تقوله...نظر إليها ينتظر قرارها...حتي لو كان تصريحها بحبها له صادق فهي لن تتحمل الإهانة مرة أخري وامامها والدها يمد يد المساعدة لها ...
عاد ناصر يسألها من جديد قائلا...
_ عاوزة تطلقي يا تمارا...
اخذت نفسا عميقا ورفعت نظرها إلي والدها وهتفت....
الفصل الثاني والعشرون...
_ أيوة...
كلمة فقط هوت بروحه الي الچحيم ..رغم أنه هيأ نفسه وكان يعلم قرارها من البداية إلا أن رفضها له أمامهم جميعا چرح رجولته...
اغمض ناصر عينيه پألم علي حالهم...يشعر بالذنب تجاه الاثنين بقوة...
_ طلقها يا عابد...طلقها يا ابني كفاية اللي كل واحد فيكوا شافه..
هنا تحدثت زهرة معنفة شقيقتها...
_ انت كدابة ...مطلقهاش من عابد يا بابا...اتصلت بيا لما كان ف المستشفي ولما روحتلها قالتلي انها بتحبه..وأنها عمرها م حبت الواد بتاع الكلية ده ...
دمعت عينا تمارا وهتف توقف زهرة...
_ اسكتي يا زهرة ..اسكتي انا مبحبش حد...
صاحت زهرة پغضب...
_ لا انت كدابة...لغاية امبارح كنت بتقوليلي انك بتحبيه حتي وهو بيعاملك وحش...كفاية قرارات غلط ف حياتك بقي...من الاول اتجوزتيه ولما المأذون سألك قولتي موافقة زي الجردل...وعشتي عيشة ما يعلم بيها الا ربنا...ودلوقتي بعد م حبتيه وهتعيشي مرتاحة معاه عاوزة تطلقي!!!...الحاجة الوحيدة اللي المفروض تعاقبيه عليها هي جوازه عليكي...مش حاجه تانية...انت كمان غلطي ف حقه...انت مقولتيلوش انك مش عاوزاه...مش ذنبه انك جبانه...
احتفظ عابد بثباته أمامهم رغم رغبته الجامحة في ضمھا الي صدره واشباعها تقبيلا..
_ انا مش هطلقها يا عمي...عيالي يمنعوني اني اعمل كده..عدي وسجدة مقدرش اعيشهم مشتتين كده بيني وبين امهم..
رغم سعادة ناصر بأن العشق دق باب ابنته تجاه زوجها إلا أنه رفض التخلي عنها فلم يلتفت إلي ايا منهم وهتف موجها حديثه لها...
_ قومي يا حببتي البسي وهاتي عيالك...تعالي قضي معايا اسبوع ولا حاجة لغاية ما تاخدي القرار اللي يريحك...محدش هيضغط عليكي ...
حاولت زهرة الحديث لكن ضغط زوجها علي يدها أوقف الكلام بحلقها ...اما عابد فتركها حتي تتخذ قرارها دون تأثير عليها من احد...
رفعت بصرها الي إلي ابيها غير مصدقة لما سمعته منه ...والدها يسلمها زمام أمورها ...لها وحدها...دون تدخل منه أو فرض رأيه عليها...
تحدثت بسعاده ظهرت بصوتها...
_ حاضر...حاضر يا بابا هاجي معاك...
ونهضت من مكانها ذاهبه للغرفة حتي تجلب كم قطعة ملابس لتكفي مكوثها في بيت والدها واتجهت الي أبناءها حتي توقظهم...
بشقة المعادي..
يجلس قدري أمام ابنته التي أصبحت كثمرة