الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية بقلم ماجده بغدادي

انت في الصفحة 10 من 37 صفحات

موقع أيام نيوز


فضمت الرجل الثانية للأولى وتوازنت سريعا ووقفت لتلقف أنفاسها المتلاحقة و كررت الخطوة مرة أخرى فوصلت لحافة شرفة أحمد و كادت تنزلق مرة أخرى فأمالت جسدها إلى ناحية الشرفة لتسقط بداخلها وتترك اللوح الخشبي يسقط لأسفل .. قامت من وقعتها تتأوه بصوت منخفض من ألم عظامها و لم تكد تقوم لتعدل شعرها المتناثر وتدلك ظهرها و أعلى رجلها حتى سمعت تصفيق يأتي من الأسفل .. نظرت لتجده أحد جيرانهم يقف في حديقة المنزل و انتبهت أنه رآها بملابس البيت و ربما تمعن في شعرها وتفاصيل جسدها .. وضعت يدها على فمها شاهقة وعيناها متسعتان على آخرهما

برافو عليكي .. لياقة حقيقي بس ايه ياترى اللي يخلي عروسة في صباحيتها تنط من البلكونة لأوضة عريسها ! تكونش كانت نايمة في حتة تانية ! وألا يكون العريس طردها ! وألا يكونش مهيش طايقاه !
أسكت الله يخليك .. روح .. انت ايه اللي جابك الساعة دي 
جاي عشان رزقي في رجليا .
عايز ايه 
تقابليني .
انت اټجننت !
خلاص أنا أقف هنا أزعق لحد ما الضيوف اللي عندكم يطلعوا وياخدوا بالهم من العروسة .
خلاص خلاص اسكت
مواقفة يعني ! طب إمتى
بكرة .. بكرة هبعتلك ع المعاد بس امشي الله لا يسيئك ھموت من تحت راس عمايلك .
انتي بتضحكي عليا .. أنا ايه يضمنلي إنك متخليش بوعدك وتبعتيلي فعلا 
هبعت بس امشي ولو مبعتش ابقى قول اللي يعجبك .
لأ ساعتها هيبقى الكلام مالوش لازمة
امال انت عايز ايه 
اديني رقم تليفونك يا كده يا مش همشي .
حاضر و بصوت هامس ربنا ياخدك بني آدم جحش رمت له ورقة بها رقم هاتف ليأخذها وينصرف لتزفر هي بضيق ثم تلتفت لتدخل فوجئت خلفها يقف أحمد اصفر وجهها و حاولت أن تنطق ولكن حلقها الجاف من المفاجأة ألجمها بينما أحمد يمسك بملابسها من خلف عنقها كمن يمسك بأرنب و دخل بها إلى غرفته 
ممكن أعرف ايه الهبل اللي بتعمليه ده 
أ أأ أصل أ أأأنا كككنت عايزة أدخل .
إنت هبلة ! يعني فاكرة الهبدة بتاعتك على أرض البلكونة دي متصحيش واحد مېت مش نايم ! وألا كلامك مع جحش الزرايب ده مش هسمعه
كان يقول كلامه و هو مازال ممسكا بها من ملابسها كمن أمسك سارق و يهزها باستهانة للأمام والخلف وهي تدور بفعل حركته .
أعمل ايه طيب عمتو نجفه قصدي نجوى تحت وقاعدة ع السلم ولو شافتني خارجة من أوضة البنات هتفضح الدنيا فنطيت من البلكونة عشان جحش الزرايب يقفشني .. ماهو من ميلة بختي و جعلت تمثل البكاء بصوت مضحك فضحك رغما عنه 
تقومي تديله رقم تليفونك يا هبلة .. ليه متجوزة سوسن !
لأ طبعا .. متجوزة أبو سوسن .
ضحك بشدة وتركها 
يعني لو مكنتش سمعت ابتزازه ليكي كنتي هتتصرفي ازاي .. اديني تليفونك بأه
ما هو انت مش واخد بالك .. أنا اديته رقم على
هو عايز منك ايه قالها بسخط وهو يحاول أن يداري غليانه
هو بقاله كام سنة بيحاول يكلمني وبيطاردني وكنت مش معبراه و النهاردة عشان بختي قفشني وأنا بنط .
من غبائك .. كنتي كلميني ع التليفون و كنت طلعت خدتك والا كنتي احترمتي نفسك ولبستي هدوم تسترك صحيح فيه جنينة للبيت بس ممكن حد من برا يشوفك وأهو دخل لما لقى الباب مش مقفول كويس
أثناء حديثهما سمعا طرقا على الباب و شعرا بالباب يكاد يفتح دفعها أحمد لتجلس سريعا على الفراش ويرفع عليها الغطاء ليداري ملابسها التي اتسخت من أرض الشرفة حيث سقطت و قفز إلى جوارها ليبدوان كأنهما مازالا بالفراش أحس أنها قريبته هي التي ټقتحم الغرفة بلا استئذان خاصة أن صوت نهى بدأ يعلو قليلا 
ما يصحش كده يا عمتو .. متفتحيش الباب عيب .. استني هخبط تاني عما يقومو
وايه يعني الاتنين ولاد اخواتي يعني هشوف ايه!
وتشوفي ليه يا عمتو .. حراااام
صړخ أحمد بصوت غاضب 
مين اللي بيفتح الباب ده .. هي زريبة محدش يفتح الباب
كان الباب قد انفتح وأطلت برأسها الذي يستحق جدع أنفه 
مش حد غريب دي أنا
وهو عشان محدش غريب تبقى سبيل ! انزلو تحت لو سمحتو عما نغير هدومنا وننزل وراكم .
انصرفت بعد أن استاءت من كلماته فتنفست نعمة الصعداء بينما دخلت نهى بصينية الطعام و هي تتنهد براحة 
أخيرا خلصنا منها دي عذبتنا
خلاص ارتاحتو! كان ممكن تقولولها تطلع تخبط وكنت قلتلها إن نعمة في الحمام بدل النط من البلكونات والفضايح وسط الجيران .
أخذ منشفته و دخل الحمام وهو يزفر ضيقا
بت يا نعمة ايه اللي حصل 
نطيت من البلكونة والزفت اللي اسمه هاني شافني وساومني يقابلني والا هيزعق والناس تعرف وخد رقم التليفون
شهقت نهى 
يا نهار اسود ! و أحمد عرف 
اه عرف وسمع كل حاجة واتضايق .. بس كنت اعمل ايه سكتت الجحش واديته رقم علي
هههههههههههه ياللا حلال عليه اللي هيحصله هو فاكر على هيعتقه غير أحمد واللي هيعمله فيه .
احنا ف اللي هيتعمل فيه .. أنا متضايقة أوي إنه شافني في الموقف ده و فاكر إني مش محترمة .
خلينا دلوقتي في العقارب اللي تحت وبعد كده نبقى نفكر في حل .
في المقهى ليلا
مش عارف يا
خليل ساعة ما شوفته اټجننت كنت عايز أجيب رقبته بس الفضايح كانت هتبقى للركب وقلت أخليه فاهم اني معرفتش لحد أما أشوف هربيه ازاي .
هو بيحبها أوي للدرجة دي ! دا مراقب البيت ومكنش قابل فكرة جوازها منك وما صدق إنك لسة مش معتبرها مراتك .
وهو مال أهله .. هي على ذمتي .
هو انت مش قلتلي قبل كده إنه اتقدم واترفض .
ايوة بس هي متعرفش لأني رفضته من غير ما أجيب سيرة لحد .
معقول!! مقولتش ليه ! مش يمكن كانت توافق .
أنت عايز تلعب بأعصابي والا ايه .. توافق يعني ايه .. قصدك انها كان بتحبه !
ايه ياعم اهدا شوية مقولتش كده واضح ان أعصابك مش مستحملة .. بتغير والا ايه 
لا مش مسألة بغير .. أنا بس كنت بس متضايق إنه بيعاكسها.
مش كنت بتقول انك هتطلقها بس تحاول تظبط حياتها الأول وتشوف عريس يناسبها عشان ميبقاش ذنبها في رقبتك .
آه .. طبعا .. لأ أنت فاكرني قرطاس جوافة وألا ايه .
هههههههههه لأ مش قرطاس جوافة .. أنا اللي بتاع جوافة و مش عارف الغيرة شكلها ايه .
أنا ماشي .. قعدتك بقت مستفزة .
هههههههههههههه إجري روح للي قعدتهم حلوة و مش مستفزة .
عاد للبيت ليجد الجميع نائمين وكل الأبواب مغلقة ويعم السكون كل المكان دلف لغرفته بهدوء و جلس على طرف الفراش بدون أن يضيء الغرفة.. تاركا الظلام يبرد جوفه ويعطيه شيئا من سکينة غائبة ترى هل يغار عليها بالفعل ! أم أنه كان ليفعل هذا مع كل أخواته على أي حال لقد تصرفت بذكاء فهو يعلم طباع علي جيدا فسوف يجعل ذلك الجحش كما تسميه هي يندم على ما يحاول اقترافه إلا أنه يشعر ڼارا تدق وشم حريقها على جدران قلبه ..
 

10  11 

انت في الصفحة 10 من 37 صفحات