رواية بقلم ماجده بغدادي
سمحت سيبني أنام لأني مش قادرة أتكلم أكتر من كده .
نزل للأسفل وبحث بعينيه عن والدته فوجدها دخلت حجرتها تستعد للنوم
السلام عليكم يا أمي .
و عليكم السلام يا حبيبي نعمة نامت و أنت عايز تتعشا
لا يا أمي ربنا يخليكي نعمة عملتلي العشا .. أنا كنت عايزك في موضوع تاني .
خير يا حبيبي .
ليه يا أمي بتدي فرصة ل نجوى تكلم نعمة بالشكل ده و ټحرق ډمها كل أما تيجي بيتنا ! هي ضيفة و المفروض تلتزم بالأدب مع أصحاب البيت .
ايه .. ازاي يا أمي تقولي كده !
أيوة .. انتو متجوزين بقالكم ست شهور و محصلش حمل و يا تروح تشوف ايه اللي مأخرها يا تتجوز يا حبيبي عشان أشيل عيالك .
ازاي يا امي الكلام ده ! نعمة لسة بتدرس و أنا اتجوزتها في ظروف انتي عارفاها كويس ولولا هي معترضتش كان زمان مشروعنا خسر .. يا أمي كفاية قرارات غلط كفاية كلمة تجيبك وكلمة توديكي دانا كنت هتجوز نسمة بسبب ان أي حد بيقدر يأثر على تفكيرك .
بصي يا أمي عشان اللي هيتكلم في الموضوع ده هيزعلني أنا شخصيا ..أنا وعدت نعمة أننا هنأجل الخلفة لحد ما تخلص كليتها و مش هطلع عيل قدامها وأرجع في كلامي .. لو فعلا بتحبيني و بتدوري على مصلحتي مش هتضغطي عليا وتحسسيني إني منفعش أبقى راجل يا عيني عليك يا بني .. صحيح أنت فاقعني وانت مسوي البت الغلبانة .. بس للرجولة عنوان
في الوكالة التي ازدادت اتساعا بفضل المشروع الجديد
بس يا عمي .. ده كل اللي لينا برا و مواعيدهم خلاص قربت آخرها شهر وتبقى كلها معانا .
كويس .. كنت فاكر مش هتعرف تحصل الفلوس دي .
صحيح علي جه معاك ! أنا كنت خاېف يرفض الشغل معانا و يغلبني .
علي كويس هو بس مبيحبش يتحط تحت ضغط و عايز دايما يحس أنه له حرية ياخد قراراته مبيجيش بالعند وأنا قلتله أنا محتاجك تعالى ساعدني لو هتقدر ولو مقدرتش مش هزعل فجه .. حضرتك بس يا عمي غير لغة الحوار .. لغة الأمر بتثير العند و بتخلي أي حد يحس بالخنقة .
ليه فيه ايه
والدتك متضايقة من موضوع تأخير الحمل و ععايزة تاخد نعمة تكشف عليها وانت مش راضي.
يا عمي المفروض انت اللي تزعل .
وانا هزعل ليه أنا عايز بنتي تخلف .
أيوة هي لسة في دراستها و أنا وعدتها إني مش هطالبها بحمل أو خلفة لحد أما تخلص الأول .. مقدرش أبقى في نظر مراتي راجل أي كلام ماليش حكم على نفسي .. ترضاهالي !
خلاص يا عمي .. أنا اللي هودي مراتي للدكتور نطمن ان مفيش مشاكل و إن تأخير الحمل مش هيأثر عليها .. لو سمحت يا عمي إقنعها تشيل التفكير ده من دماغها وبلاش تسمع لعمتو نجوى عشان أنا مش هسمح لحد يتدخل بيني وبين مراتي .
على المقهى
مش عارف يا خليل الكل بيضغط في موضوع الخلفة ده و هي بتستحمل حاجات مش طبيعية
أبدا .. إذا كانت ماما ذات نفسها بتلمحلي أتجوز على نعمة مش عارف أتصرف إزاي .
لأ متقفش ساكت كده حرام عليك البنت متحملاك ومتحملة ظروفك و أفكارك وصابرة من غير كلمة واحدة يا تسكت الكل وتشوفلك طريقة معاهم يا إما بقى ...
إما ايه
تحول جوازك لجواز فعلي انت خلاص كده اتحسبت عليها و هي من حقها تعيش زي باقي الناس و تخلف وتفرح .
فكرت في كده والله بس نفسي لسة مش متقبلة .. أنا صحيح بقرب منها أكتر و معظم الوقت بحس إنها واحدة غير أختي بس مش قادر أغير الفكرة دي تماما .
عموما شوفلك حل لأن كده كتير
اعمل حسابك هنروح أسبوع المصيف و هناخد نهى و جوزها معانا و احتمال عمتك نجوى تحصلنا .
طيب ما تروحو أنتو يا عمي و أنا أقعد هنا أشوف الشغل .. إحنا الأتنين هنسيب الشغل .
الشغل اليومين دول قليل و الرجالة في الوكالة هيقومو بالواجب وأنت بتعرف تراجع عليهم كويس خلينا نروح يومين ننبسط .
طيب اللي تشوفه قالها بامتعاض
أنا عايز أقولك على حاجة يا نعمة .
خير .
إحنا طالعين مصيف الأسبوع الجاي .
صحيح ... ياااااااه أخيرا بعد الملل والخنقة هنصيف .
أيوة بس مش هو ده قصدي .
متخوفنيش بالله عليك ايه نويتو تروحو وتسيبوني في البيت لوحدي
لأ بس عمتك هتيجي .. أنا عايزك تطنشي الكلام ولا كأنك سامعة و هحاول أبعدك عنهم على أد ما أقدر .. في الأول و الآخر هي ضيفة و عايزين اليومين يعدو على خير من غير مشاكل.
طيب ما تفكروا تعاقبوني عشان مبخلفش وتحرموني من المصيف وتسيبوني هنا عما تصيفو و تيجو عشان بالشكل ده هيبقى مصيف أسود و مطين على دماغي .
و بعدين معاكي ! إحنا عايزين ننبسط لنا يومين وبعدين كلامها يهمك فإيه .
في نفسها
هو كلامها لوحدها حتى ماما بتقولي نفس الكلام كل يوم لحد ما بقت لبانة في بق العيال كمان .. ربنا يصبرني هعمل إيه بس !
إستأجر أحمد مكانا يتسع للجميع و منذ أولى اللحظات تحس نعمة بفروق كبيرة في المعاملة من خالتها التي هي أمها فلم تكن تعرف لها أم سواها .
قومي يا نعمة دخلي الشنط للأوض .
الشنط تقيلة يا ماما خلي كل واحد يدخل شنطته أوضته .
أنتي بتردي عليا وألا إيه !
حاضر مش برد .. هدخلهم أهو .
جذبت نعمة بعض الحقائب لتوزعها على الغرف ولكنها تعمدت أن تضع حقائبا مختلفة فوضعت حقائب الفتيات في غرفة الأولاد و العكس حتى صعد أحمد ورأى الجميع جالسين عداها فبحث بنظره عنها فوجدها تحما الحقائب .
إيه ده هو مفيش رجالة عندنا وألا إيه إيه يا ماما ده ! تسيبي بنت تشيل الشنط والرجالة بيتفرجوا .. تعالي يا نعمة ندخل أوضتنا و قوموا كلكم دخلو الشنط وهاتولنا شنطنا أنا و نعمة
جذبها من يدها ليدخلوا غرفة بدون أن يدع فرصة لأحد أن يرد كلمته .. يحب والدته ويحترمها ولكنه يعلم أيضا أنه في نظرها رجل