رواية مزرعة الدموع بقلم مني سلامة (كاملة)
لهذه المرأة الأنيقة بملابس محتشمة وابتسامتها على ثغرها .. فابتسمت لها ياسمين قائله
أهلا بحضرتك اتفضلى
دخلت فوقفت ياسمين أمامها .. قالت كريمه
انتى اسمك ايه
ابتسمت ياسمين قائله
أنا اسمى ياسمين
أومأت كريمة برأسها قائله
وأنا كريمه والدة عمر
اضطربت ياسمين من المفاجأة .. ولم تدرى ماذا تقول .. بعد برهه قالت ياسمين
جلست كريمه على أحد المقاعد .. وجلست ياسمين على المقعد المجاور لها .. نظرت اليها كريمه متفحصه .. شعرت ياسمين بالخجل فأطرقت برأسها .. ابتسمت كريه قائله
بصراحة أنا مصډومة شوية
خفق قلب ياسمين فهى ليست مستعدة أبدا لتكرار تجربتها مع عمته .. فقالت كريمه
أولا عمر ما قاليش سنك فعشان كده كنت متخيلاكى أكبر من كده .. وكمان شكلك بنوته صغيره .. ده غير ان باين عليكي هادية وخجوله .. يعنى بصراحة صورة غير اللى كنت رسماها فى خيالى
اظاهر ان كل اللى بيشوفونى من عيلة البشمهندس عمر بيتصدموا
قالت كريمة وقد أنتبهت الى أن الفتاة مچروحه مما قالته ثريا سابقا .. فقالت لها
أنا فضلت ان أنا اللى آجى ..لانى شايفه ان لازم حد مننا يعتذرلك عن الكلام والاساءه اللى اتوجهت ليكي
بصى يا بنتى .. أنا أهم حاجه عندى ان ابنى يكون مبسوط ومرتاح .. وانه يختار بنت تعرف تحافظ عليه .. عمر ابنى ده أنا بحبه حب مش قادرة أوصفهولك .. لانى مخلفتش غيره .. فهو عندى بالدنيا .. ومفيش عندى حاجه أحب من انى أجوزه وأشوف ولاده بيتنططوا حواليا
ابتسمت ياسمين وقد شعرت بحنان و أمومة تلك المرأة الجالسه بجوارها .. أكملت كريمه قائله
شعرت ياسمين بالسعادة تغمر قربها لكلمات كريمه .. أكملت كريمه قائله
الحاجه الوحيدة اللى عمر بيتمناها دلوقتى هو انك تكونى زوجة ليه .. وأنا عرفت انك رفضيته .. فحابه اننا نتكلم مع بعض .. زى أم وبنتها .. ده لو طبعا تحبي تعتبريني زى ماما
بجد كلام حضرتك وكون ان حضرتك تجيلى هنا دى حاجه كبيرة أوى عندى .. وأنا طبعا يشرفنر انى أتكلم مع حضرتك كلام أم وبنتها
ابتسمت كريمه قائله
اتفقنا .. يباه قوليلى بأه وبصراحة شديدة انتى ليه رافضه عمر .. هل لكلام ثريا ولا فى أسباب تانيه
أعتقد البشمهندس عمر قال لحضرتك عن ظروفى
أومأت كريمه برأسها فأكملت باسمين قائله
أنا حسه ان فى فروق كتير بينى وبينه وده مخوفنى .. خاېفه منقدرش نتفاهم مع بعض .. خاېفة ان الخلافات تكون جوهرية لدرجة انها ټصدمنا بعد كده .. أنا مريت بتجربة قاسېة أوى .. وخاېفه بجد انى أختار غلط مرة تانيه .. مش عايزة أتجرح .. أنا بطبعى مش متردده .. وببقى عارفه أنا عايزة ايه .. بس يمكن التجربة اللى مريت بيها خلتنى خاېفه .. خاصة وأنا شايفه الفروق اللى بينه وبين البشمهندس عمر .. مش بتكلم عن الفروق المادية بس .. لكن فى الطباع .. وفى الجو اللى كل واحد فينا اتربي فيه .. خاېفه يحصل صدام بينا فى يوم من الأيام .. وعشان كده أنا متردده أوى
استمعت كريمه اليها .. ثم قالت
أولا أان بحترم فيكي انك واحدة عاقلة مش متسرعة .. يعني بنات كتير غيرك كانوا شافوا عمر فرصه بالنسبة لهم .. وما كانوش اترددوا أبدا .. بس ترددك ده دليل على انك انسانه جاده وعاقلة وفاهمة الجواز صح ..وأنا معاكى ان ممكن كيون فى فعلا فروق بينكوا .. أما هل الفروق دى ممكن تسبب صدام بينكوا ولا لاء دى حاجه انتوا الاتنين اللى تقدروا تقرروا مع بعض .. مش انتى لوحدك .. ومش هو لوحده .. لازم تعدوا تتكلموا مع بعض ونحطوا النقط فوق الحروف .. تعرفيه ايه اللى انتى خاېفه منه .. وهو كمان اكيد عنده مخاۏف يتكلم معاكى فيها .. وتحلوا الموضوع سوا .. وتقرروا اذا كنتوا مناسبين لبعض فعلا ولا لاء .. لكن الرفض
بدون محاولة لفهم الشخص اللي أدامك ده أكبر غلط .. لانك ممكن بكده تضيعى على نفسك فرصه انك تكونى سعيدة معاه
صمتت ياسمين وهى تستمع الى لكلمات كريمهالى اخترقت علقھا واستقرت به .. اكملت كريمه قائله
اللى أنا أقترحه عليكي .. وليكي طبعا حرية الموافقة او الرفض .. هو ان تتتعمل خطوبة .. وفترة الخطوبة اصلا معمولة عشان الاتنين يعرفوا بعض ويدرسوا شخصية بعض .. ويقرروا هل كل واحد شايف التانى شريك حياته المناسب ولا لاء .. فرأيي انكوا تاخدوا خطوة الخطوبة .. وبعدين تقرروا انتوا