السبت 23 نوفمبر 2024

روايه حصرية بقلم ناهد خالد

انت في الصفحة 12 من 22 صفحات

موقع أيام نيوز


للإطمئنان على سمر فقابلته أثناء دلوفها من باب المنزل وقفت تنظر له بصمت تتفحص مظهره الذى بدى عليه الاختلاف بدا وجهه أنحف وعيناه غائره والهالات السوداء ظهرت بوضوح أسفلها وذقنه الناميه على غير العاده لم يكن بحاله جيده أبدا قطع شرودها صوته المبحوح الجاد 
تعالى عشان هنفتح العياده 

أومأت له سريعا موافقه وارتدت للخلف كى تفسح له الطريق فخرج متجها لعيادته وتبعته هى بصمت 
وصلا للعياده ودلف لغرفة الكشف فتبعته وهى تسأله بهدوء 
تحب اعملك قهوه 
أومئ بصمت فنظرت له لثوانى بتفحص ثم هتفت 
بس هو أنت كلت 
زفر بإرهاق وقال 
أعملى القهوه يانواره 
أومأت بموافقه وهى تدرك أنه لم يأكل فحين كانت جالسه ذات مره مع زينب وسمر قالت زينب حينها أنه لا يهبط للأكل معهم وحين تبعث له بالطعام يأكل منه القليل جدا وأحيانا لا يأكل أساسا 
غابت لدقائق ثم عادت دقت الباب ودلفت لتجده مستندا برأسه على ظهر الكرسى الهزاز وضعت ما بيدها على المكتب بعدما أزاحت ما عليه جعد أنفه يشم جيدا حينما عجت الغرفه برائحه طعام شهيه فتح عيناه باستغراب فبصرها تفتح أغطية الأوانى اعتدل فى جلسته باستغراب فوجدها تهتف بحماس 
حظك حلو أنا بقى عامله النهارده شوية ملوخيه ورز وفراخ هتاكل صوابعك وراهم وجبتلك عيش كمان لو عاوز 
قطب حاجبيه باستغراب متسائلا 
فين القهوه 
نظرت له ببراءه وقالت 
بعد الأكل يا يوسف 
التمعت عيناه بنظره خاصه حين نطقت باسمه مجردا من لقب دكتور لأول مره وجد نفسه يبتسم وهو يتابعها بعينيه وهى تكمل فرد الطعام ووضعه أمامه فى طبق مخصص له لكنها توقفت فجأه حين أدركت ما قالته سهوا فنظرت له لتجده يتابعها بعينيه فهتفت بحرج 
أنا آسفه يا دكتور أنا بس مخدتش بالى 
ابتسم بهدوء يقول 
ياريت متخديش بالك على طول 
نظرت له ببلاهه وهى تردد 
ها !
ضحك بخفوت وهو يقول 
ها ايه بس ! بصى بلاش دكتور دى غير لما نكون فى وقت العياده غير كده قوليلى يا يوسف عادى 
حمحمت بخجل وهى تضع الملعقه أمامه وقالت 
دوق بقى وقولى رأيك 
نظر للأطباق أمامه
فوجدها وضعت الأرز والدجاج فى طبق وطبق صغير وضعت فيه الحساء الأخضر ذم شفتيه برفض وهو يقول 
هو أنت مالك حطتيلى الأكل فى طباق لوحدى زي الكلب كده ليه !
ردت سريعا بتبرير 
لا والله مش قصدى أنا بس قولت عشان تاخد راحتك 
التقط طبق الحساء وأعاده للطبق الرئيسى مره أخرى ثم وقف وهو يقول 
تعالى نقعد على الكنبه أحسن 
نقل معها الأطباق للطاوله الصغيره الموضوعه أمام الأريكه وجلسا فوقها مع الحفاظ على مسافه مناسبه بينهما 
بدأو فى تناول الطعام فهمهم يوسف بلذه وهو يقول 
الله ايه الملوخيه دى طعمها حلو اوى 
ابتسمت وهى ترد عليه 
مسكره 
نظر لها بعدم فهم فأوضحت 
لما بتبقى الملوخيه طعمه بيقولوا عليها دى مسكره 
ابتسم بإيجاب 
هى فعلا مسكره تحسى فيها حاجه غريبه كده بس مميزه والفراخ بقى نفس الفراخ الى كانت بتعملها ماما بالضبط 
قال الأخيره بخفوت وهو يعود للطعام مره أخرى 
مرت دقائق حتى انتهى من الطعام وأنهى عليه ! لم يتوقع أنه سيأكل بكل هذا القدر فردد بحرج 
معلش بقى خلصتلك الأكل وأنت مكلتيش غير حاجه بسيطه أصلا!
بادلته الإبتسامه وهى تقول 
أنا أصلا كلت من ساعه بس قعدت أنقنق معاك عشان ترضى تاكل وبعدين بالهنا والشفا بقالك كتير مكلتش وعامل اضراب كأن الإضراب على الأكل هيرجع الى راح!
نفى برأسه وهو يتنهد بحزن 
لأ وأنا مكنتش عامل إضراب ولا حاجه أنا بس مكنش ليا نفس 
لملمت الأطباق وخرجت لتعد القهوه ثوان وعادت لتجده واقفا فى الشرفه فاتجهت له ووقفت بجانبه واضعه القهوه على السور تنهدت وهى تنظر للأمام ثم قالت 
لما ماما ماټت حسيت أنى تايهه ومبقتش عارفه المفروض اعمل ايه حسيت إنى اتشردت فجأه وده فعلا الى كان حاصل كانت آخر حد ليا كنت راجعه بعد ماعرفت إنى نجحت فى الثانويه وهعرف أدخل كليه كويسه لاقيتها ماټت بقيت لوحدى ممعيش حد والناس كلها بتبعد عنى وبقيت منبوذه واجهت الدنيا لوحدى واتخليت عن حلمى وبقيت برجع الشقه اقعد بين اربع حيطان لاحد يكلمنى ولا أكلم حد ولما كنت بتعب مكنتش بلاقى حد يناولنى كوباية مايه اعتقد إن حالك
أفضل من حالى يا يوسف 
ألمه قلبه عليها من حديثها وتخيله لحالتها بالطبع حالته أفضل بكثير هتف بتأثر 
متجوزتيش ليه وليه الناس كانت بتبعد عنك 
كادت تجيبه لكن قاطعها صوت هاتفه أخرجه من جيبه ليجد أخيه إبراهيم 
السلام عليكم 
قطب حاجبيه بضيق وهو يقول 
أنت بتقول ايه يا إبراهيم طب هى كويسه 
صمتت قليلا ومن تقف أمامه يتآكلها القلق 
لا حول ولا قوة إلا بالله طب ومحمد عامل ايه 
خلاص طيب أنا جاى 
أغلق المكالمه
 

11  12  13 

انت في الصفحة 12 من 22 صفحات