رواية بين الحقيقه والسراب بقلم الكاتبة فاطيما يوسف
واستطرد بحدة بالغة
ولا بتسألي علشان تروحي تبلغي الهانم اللي بتبلغيها كل اخباري وكأنها هي اللي أختك ومش أنا اللي اخوكي
إلا قولي لي يا هيام
بتقبضي كام من ورا الشغلانة دي
نهال بتقبضك كويس ولا بتضحك عليكي
أجابته متهكمة بكلمات خرجت من بين أسنانها باستنكار
إلزم حدودك وانت بتتكلم معايا يا مالك واعرف ان انت بتتكلم مع أختك الكبيرة
هو أنا محتاجة علشان تقولي الكلام ده ولا أنا أذيتك في إيه قبل كده علشان تتعامل معايا بالبرود اللي بقالك كذا شهر بتتعامل معايا بيه
واسترسلت بسخرية
ولا إنت كتر قعدتك مع العمال خلوك تتعامل مع أختك الكبيرة بقلة ذوق
جلس بجانب والدته ونظر لها بعيون حادة كعيون الصقر قائلا
العمال اللي إنتي بتتكلمي عنهم دول أنضف ناس
ثانيا أنا حذرتك قبل كده بدل المرة ألف مرة عايزة تفضلي مكملة صحوبيتك مع نهال على عيني وعلى راسي
لكن من غير ما تنقلي لها أخباري أول بأول لأن أنا خلاص جبت اخري منك
المرة الجاية همنعك تدخلي هنا اصلا .
كادت أن تتحدث لولا والدته عبير أشارت إليهم ان يصمتوا مرددة بعتاب
آمال لما أموت هتعملوا إيه في بعضكم إخص عليكم
ما كانش العشم يا مالك تطرد أختك من البيت في وجودي
وما كانش العشم يا هيام تروحي للحرباية طليقته وتبلغيها أخباره على طول
اقعدوا انتوا الاتنين واستهدوا بالله أحسن
والله العظيم اسيب لكم البيت ده خالص وامشي .
انا آسف يا أمي ما تزعليش مني وحقك عليا إنتي عارفة إن البيت ده بيتك وأنا ما اقدرش إن انا أتكلم وأقول مين يدخل ومين ما يدخلش حقك على راسي من فوق
واسترسل بحزن بالغ
بس أنا صعبان عليا نفسي إن أختي الوحيدة والمفروض ان هي الكبيرة بتاعتنا تقعد مع طليقتي وتبلغها باللي بيحصل في حياتي وهي عارفة كويس هي عملت فيا إيه.
يا حبيبي ربنا يبعدها عنك ويكفيك شرها ويرزقها باللي يلهيها عنك ويرزقك إنت كمان ببنت الحلال اللي تسعدك ويشفيك يا ابن بطني .
واسترسلت متسائلة
بس ليه يا حبيبي افترضت إن أختك بتحكي لها كل أخبارك ما يمكن بتعرفها من حد تاني
قطب جبينه وهز رأسه بعدم فهم وتسائل متعجبا
أكيد ما فيش واحد منكم هيديها رقمي غيرها هي
ثم نظر الى أخته متسائلا
صح الكلام ده ولا أنا غلطان يا هيام
فركت هيام يداها بتوتر وأجابت بزيف
والله يا مالك اتصلت بيا واتحايلت عليا اديها الرقم وقالت لي إنها عايزاك في شغل وانا كان نيتي خير ليك
واسترسلت بدفاع
ليه ما تسامحهاش يا مالك نهال بتحبك جدا وندمت على كل اللي عملته معاك
ليه ما تديهاش فرصة تانية وهي أحسن من غيرها على الاقل عارفة بظروفك وراضية بيها .
كاد مالك
أن ېعنفها بالكلام إلا أن والدته أشارت اليه بالسكوت لكي ترد بدلا عنه ونظرت إلى
ابنتها نظرة ڠضب متحدثة باندهاش
انتي اټجننتي يا بت إنتي ولا جرى لمخك حاجة !
عايزاه يرجع
لها إزاي إنتي ناسية هي عملت فيه ايه اللي تبيع مره تبيع ألف مرة ودي ما باعتش بس دي باعت وډمرت وهزمت اخوكي وسابته في عز شدته وكملت عليه
واسترسلت متسائلة باستنكار
وبعدين إنتي مالك اصلا يرجع لها ولا ما يرجعلهاش
تدخلي في اللي ما لكيش فيه هو بيجي يتدخل في حياتك وفي خصوصياتك وفي ولادك مالك انتي وماله
هتستفادي ايه يعني من الموضوع ده كله وعماله تحاربي علشانه وانا كل ده وساكته لك لكن لحد هنا واستوب يا هيام انا اللي هقف لك بعد كده .
استشاطت هيام ڠضبا وقامت من مكانها پغضب قائلة
بقى كده
يا ماما بتسمي خۏفي على اخويا وعلى مصلحته واني عايزه ارجع له بيته ومراته تدخل في اللي ما ليش فيه
واني عايزه مصلحة من وراه هتكون يعني ايه المصلحة اللي هستفادها من نهال شكرا قوي يا امي
ولم تنتظر رد والدتها واخذت حقيبتها وفرت من امامهم بعد ان جلدوها
ثم نظرت عبير الى ابنها وهي تربت على ظهره مردده
معلش يا حبيبي مهما كان دي اختك الكبيره والوحيده استحملها علشان خاطر امك
وانا ما سكتلهاش اهو
بس بالله عليك يا مالك اوعوا يا ابني الدنيا والزمن يفرقوكم في يوم من الايام انا عشت طول عمري اكلكم من طبق واحد وما فرقتش بينكم ابدا
ومش
عايزه الدنيا تفرقكم عن بعض
كده احس ان تعب السنين راح هدر واني ما أديتش الرساله كما ينبغي ان يكون وهحس ان والدك مش مرتاح في تربته بسبب فرقتكم عن بعض
يا ابني
طمأنها مالك وهو يحتضنها
يا حبيبتي يا امي ما تقلقيش ولا
تحطي في بالك انتي عارفه