رواية بين الحقيقه والسراب بقلم الكاتبة فاطيما يوسف
ان انا بطلع بطلع وبنزل على ما فيش
وان انا بحب اخواتي جدا اكتر من نفسي وما تقلقيش عمري ما هفكر افترق عنهم ابدا في يوم من الايام
ودايما هعود نفسي اتحمل معاهم غلطاتهم واجي على نفسي علشان خاطر زعلك يا ست الكل .
لا يا حبيب قلبي اوعى تيجي على نفسك ابدا علشان خاطر اي حد
كل اللي بطلبه منك ما تتفرقوش يعني عاقب وخاصم بس ما تزيدش في العقاپ والخصام علشان البعيد عن العين بعيد عن القلب ربنا يحفظكم لبعض يا ولاد عمري .
واكملوا حديثهم ومالك يحاول ان يروي عن قلب والدته وينسيها ما حدث حتى لا تحزن
احيانا نضطر ان نتنازل بعض الشيء حتى لا نحزن اغلى المقربين لقلوبنا لانهم هم نفسهم تنازلوا الكثير من اجلنا اجل فلتنازل قليلا كي نعبر بسلام حروب الحياه
في منزل باهر الجمال مساء وبالتحديد في شقه زاهر
وممسكا بهاتفه يتصفح من خلاله الأكونت الخاص به الى ان تاتي وبعد نصف ساعه دخلت هند بمنظرها المزري وشعرها الأشعث كعادتها
نظر اليها زاهر بضيق متحدثا بتهكم
هي قرون الاستشعار دي هتنزل امتى يا ست هند
كذا مره نبهتك على الحوار ده وأنتي ولا إنتي هنا !
واسترسل بسخرية
زي برده المنظر المقزز بتاع البيت اللي كل يوم ادخل الشقه والاقيها مبهدله ومش نظيفه وريحتها وحشه بالمنظر ده مش هتعدلي بقى .
تاففت هند بضيق واجابته بلا مبالاه
انت مش هتبطل بقى اسلوبك ده في الكلام معايا وتركز في كل حاجه حواليك هو احنا بنشوفك امتي اصلا انا والبنات غير الساعتين بتوع بالليل
ما بتشوفش اخوك باهر اللي كل يوم ما يرضاش ياكل لقمه ولا يتغدى بره بعيد عن مرات واولاده ولا احنا بنشوكك ومش قد المقام يا استاذ زاهر .
ضحك بسخريه على حديثها وردد قائلا
انتي تيجي ايه في ريم مرات باهر له حق طبعا يجي طاير يتغدى معاها ومع اولاده ست شاطره ونظيفه ومهتمه ببيتها وبولادها
بالرغم من ان ليها مهنة بتاخد من وقتها كتير
وخلاص
انا
جبت أخري منك انا راجل بحب أرجع بيتي بعد يوم شغل صعب الاقي مراتي في احسن صوره وبيتي هادي ومريح استريح فيه
لكن انا ولا لاقي ده ولا لاقي ده لما اشوف
اخرتها معاكي ايه
ويلا اتفضلي اطفي النور واخرجي بره عشان عايزه انام .
كل يوم خناق على التفاهات وتنكد عليا عيشتي ما اعرفش ليه شكل ما يكون ما فيش غير هند في الدنيا دي اللي واخده الهم كله
واكملت حديثها في الخارج دون ان يسمعها
تاتكم القرف رجاله تجيب الهم مش كفايه عليا خدمه بناتك اللي مطلعين روحي طول النهار لا وكمان بتتريق على كل حاجه
ونظرت حولها يمينا ويسارا مردده باستنكار
مالها الشقه نظيفه وزي الفل ده جت على حبه الورق والهدوم المرمين في الارض دول كل يوم يقرفني عليهم لما اروح اشوف لي اي حاجه اكلها بدل الهم ده
وذهبت الى المطبخ لكي تنفس همها في طعامها ولا تلقي بال لحديث زوجها ولا يزعجها من الاساس لانها اعتادت عليه
نفس المنزل في شقه باهر الجمال
تتحدث ريم مع والدتها في الهاتف
ريم بابتسامه لوالدتها
ربنا يخليكي ليا يا امي ويديم صحتك عليكي يا رب
صينيه النجرسكو اللي إنتي بعتها لي تحفه يا امي ولا الحمام خطېر بجد بجد تسلمي لي .
اجابتها والدتها بابتسامه مماثله
انا قلت ابعت لك الأكل اللي إنتي بتحبيه علشان انتي ما اكلتيش معانا لما كانت اختك موجوده
وبرده عشان اصالحك على زهقي عليكي لما جيتي معلش يا حبيبه قلبي إنتي عارفاني بحب اجمعكم
كلكم مع بعض بحس الفرحه مش سايعالي وانتم كلكم حواليا .
ريم باحترام لوالدتها
انا عمري ما ازعل منك ابدا يا امي مهما عملتي ده إنتي احن أم في الدنيا
بس إنتي عارفه طبيعه شغلي ايه
حتى لو كان التصميم بالنسبه لي هوايه بس انا واخده تحدي مع نفسي اني اتقدم فيه كل يوم خطوات عن اليوم اللي قبله
واسترسلت بدهاء كي تكسب والدتها
وانتي عارفه ان احنا كلنا طالعين لك في الحكايه دي لازم
الحاجه اللي بنعملها تطلع من تحت ايدينا مظبوطه وما فيهاش غلطه
وعودتينا برده ان احنا نبقى توب في مجالاتنا علشان خاطر نفضل طول عمرنا مميزين في كل حاجه
يسلم لي دعمك ليا وحنانك عليا
يا ست الكل
واستمرا في حديثهما الى ان انهت ريم المكالمه بعد رجوع زوجها باهر من العمل
دخل باهر غرفته ووجدها تتحدث مع والدتها ابدل ملابسه بهدوء
وانتظرها حتى انهت مكالماتها وسالها
فين الاولاد يا حبيبتي
مش سامع لهم صوت
ابتسمت له واجابته برقه
الاولاد ناموا من ساعتين انت عارف عمر عنده حضانة وياسين