رواية بين الحقيقه والسراب بقلم الكاتبة فاطيما يوسف
ولا ايه
وبغمزة من عيناه ردد ماكرا
عايز أشوف شعرك مش خلاص بقيت جوزك ياقلب مالك .
بتلقائية وضعت يدها على رأسها ورددت بعيون تتهرب منه
ايه ده أنا همشى احنا متفقين هنكتب الكتاب وتسيبنى فترة ناخد على بعض .
تركها وذهب ناحية الباب وأحكم إغلاقه بالمفتاح ورماه إلي أعلي الدولاب الموجود في الغرفة اتسعت مقلتيها من حركته وأردفت بذهول
أجابها بمشاغبة
عملت ايه يعنى
ذهبت ناحية الباب تحاول فتحه وتحدثت باستنكار
إنت هتخلف وعدك معايا ولا إيه متفقناش على كدة من أولها
وتابعت وهى تنهره على فعلته
إنت متعرفش إن المؤمنون عند شروطهم ولا ايه
انفرجت أساريره وأردف مكملا حديثها
طيب ماتكملي الحديث ياقطة إلا شرطا أحل حراما أو حرم حلالا .
أه تمام فين المشكلة بقي
جذبها إلي ه وهو يحاصرها بكلتا يداه
إزاي بقي في واحدة تسيب جوزها اللى طلعت عينيه عقبال ما كتبوا الكتاب وتقولوا إحنا متفقين !
وتابع بغمزة من عيناه
بذمتك كدة مش بتحرمى الحلال ده أنا مستنى اللحظة دي من بقالي كتير وفي أحلامك ياريم هانم إنك تخرجي برة ى النهاردة
انتهى اليوم وأتى الصباح محملا بالتفاؤل والأمل في قلوب أبطالنا
في فيلا إيهاب حيث استيقظ ووجد ابنته تجلس في الحديقة بشرود أخذ حماما دافئا وأدي فريضة الضحى
وذهب الي ابنته
ربت على ظهرها من الخلف ثم احتضن رأسها وقبلها من
جبهتها وجلس أمامها مرددا بابتسامة
صباح الخير على البرنسيسة سما الجميلة
مش عوايدك تصحى بدرى يعنى ده إنتي بتصحى على بعد الضهر كل يوم
ردت صباحه بابتسامة وأجابته
قلقت من نومى ومعرفتش أنام تانى فقلت أقعد في الجنينة شوية على ماتصحوا ونفطر مع بعض كلنا .
أمسك
يداها وتحدث بحب
طيب ممكن بابي يقعد معاكي شوية
نتكلم مع بعض وحشتني قعدتنا مع بعض من أخر مرة لوحدنا
.
ابتسمت عيناها بحب لاهتمام والدها بها منذ رجوعه إليهم فهو دائما يتقرب منها ولا يدعها تحزن أو تتوه بشرود وأمائت برأسها بموافقة
أحس بحزنها على فراقه عمرا بأكمله لهم وهو لم يراهم إلا أياما قليلة وردد
خلاص يا حبيبة بابي انا مش هسيبكم تاني ابدا وهنفضل مع بعض طول العمر
وتابع حديثه بتذكر
الا قولي لي ياسيمو هو البرفان اللي انتي كنتي حاطاه امبارح بتجيبيه منين ريحته حلوه جدا
بجد يابابي عجبك
أومأ لها بموافقة وأشار إليها أن تكمل فتابعت هي بعيون مبتسمة
واحدة صاحبتى قالت لي عليه وبصراحة طلع جمييل أووى وريحته تحفة بتقلب المكان .
أخذ نفسا عميقا ثم زفره بهدوء وتحدث بإيضاح
طيب إنتي تعرفي إن حرام البنت البالغ أو الست تخرج من بيتها وهي حاطة برفان ولو حتى ريحته متكنش باينة .
ضمت حاجبيها
باندهاش وتسائلت باستفسار
إزاي يابابا مش فاهمة حضرتك
أمسك كف يداها وتحدث شارحا لها بهدوء
إنتي متعرفيش حديث سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا من ريحها فهي ژانية
يعني الست ما ينفعش تخرج من بيتها وهي حاطه اي برفان أو معطر لأن لو شم ريحتها اي راجل يعتبر اختلى بيها وده حرام جدا يا بنتي علشان خاطر الفتنة
إنتي جميلة وحلوة مش محتاجه ان إنتي تظهري نفسك من إن برفانك ريحته تبقى سابقاكي وتلفتي الأنظار ليكي من مجرد عطر ممكن يخليكي تاخدي ذنوب تعتبر من الكبائر.
اتسعت مقلتيها بذهول وأردفت
بجد يا بابا !
انا ما كنتش اعرف الحديث ده خالص ومحدش قال لي قبل كده اني ما احطش برفان وانا خارجه اول مرة اسمع منك كده .
ربت على يديها بحب
علشان هما لسه شايفينك صغنونة أما أنا بقي شايفك حاجة تانية وعلشان كدة عايزك تبدأى حياة الالتزام زي أي بنت متدينة وحابة إنها ترضى ربنا
وتابع ارشاده وهو ينظر إلي ملابسها
وفي حاجة مهمة كمان ليه تخرجى خصلة من شعرك وتبينيها إنتي خلاص
ياسوما كبرتى ولازم تعرفي الحلال والحرام ومينفعش بردوا تبقي لابسة بلوزة وترفعي كمها وتبيني دراعك الحاجات دي كلها البنات بتعملها علشان الشياكة ويبقوا شايفين نفسهم في قمة الأناقة لكن دي كلها حاجات تغضب ربنا سبحانه وتعالى البنت أو الست ربنا خلقها عفيفة وعندها حياء ودايما تشوف نفسها عالية وغالية أوووى ياقلبي .
أحست بالارتياح لحديث والدها بشدة وسألته بتيهة
أنا مش فاهمة بردوا يابابا أوووي مامى كانت دايما تقول لي عيشى سنك علشان لما تكبرى هتتغيرى تماما بس عمرى مافهمت معنى كلامها .
ربت على ظهرها بحنو وأردف شارحا لها
شوفي ياقلبي البنت عاملة زي الجوهرة الثمينة
اللى محدش يقدر يقرب لها إلا لما يكون واثق ومتأكد إنه يعرف يشتريها ولما يتعب ويعافر علشان يمتلكها بيحطها فى أغلي مكان في بيته ويقعد يفتخر بنفسه إنه قدر يوصل للجوهرة الغالية دي ويفتكر تعبه ومعافرته علشان يوصل لها فبيخبيها من عيون الناس ويحافظ عليها ويحطها جوة عيونه ومفيش حد يقدر يجي ناحيتها أو حتى يبص عليها غيره
واستطرد بإبانة
زي البنت بالظبط اللى خرجت وبينت