رواية بين الحقيقه والسراب بقلم الكاتبة فاطيما يوسف
اصلا دماغك بتفكر لفين ومش هوصلك للي انت عايزاه يا شايبه انت اذا كنت إنتي ولا السهتانه اللي فوق
في الملجا عصرا
تقف شريفه مديره الملجا وامامها جميع الفتيات تقفن منتظمات في صفوف امامها وهي تلقي عليهم ارشادات الحفل الذي يقام في الدار وسيحضره الوزير وبعض من قامات الدوله مردده بحزم
دلوقتي يا بنات الحفله اللي بتعملها الدار كل سنتين ميعادها قرب طبعا كل واحده فيكم عارفه دورها من النشاطات هتعمل ايه انا مش عايزه غلطه لان اللي حاضر الحفله زي كل مره قامات من الدوله عايزاهم يخرجوا ويقولوا اداره الملجا عظمه مش عايزه غلطه من الاخر
علشان لو رفعتم راسي هكافئكم مكافاه ما كنتوش تحلموا بيها .
استمعن الفتيات اللي حديثها المعتاد قبل اي حفله
تعد لها الدار ورددن
بكل قبول اعتادوا عليه
علم وينفذ يا ابله شريفه ما تقلقيش هنشرفك وهنرفع راسك زي كل مره واحسن كمان .
برافو حلوين كده احبكم اتفضلوا يلا تروحوا على اماكنكم وان شاء الله المدربات جايه من بكره عايزاكم تكونوا مستعدين على قدم وساق
ثم نظرت الى مريم وهي تشاور لها قائله لها بأمر
تعالي لي يا مريم على المكتب علشان انا عايزاكي .
ثم اولتهم ظهرها وغادرت الى المكتب ومريم تتبعها وجلس سويا على الاريكه الموجوده في المكتب ونظرت المديره الى مريم قائله لها بنظرات ثاقبة
الاغنيه اللي هتقول لك عليها المدربه تتقنيها كويس جدا وتسمعي كلامها في كل حاجه لان اللي هيحضر الحفله زي ما قلت ناس كبيره
انا عايزاكي تغني بقلبك وبروحك وبكل كيانك علشان خاطر الدار تاخد شهاده الجوده
استمعت مريم الى حديثها بكل اذان صاغية واجابت بطاعه عمياء معتاده عليها
ما تقلقيش يا ابله شريفه انتي عارفه اني بغني من قلبي اصلا وإن دي هوايتي المفضله فما تشغليش بالك خالص كل حاجه هتبقى تمام باذن الله والدار هتاخد الجوده زي ما انتي عايزه .
قامت المديره وذهبت الى مكتبها وتحدثت الى مريم قائله وهي تشير ناحيه الباب بيدها
اتفضلي يلا شوفي هتعملي ايه وعايزاكي تبقي جاهزه بكره
بكل حماس .
اطاعتها مريم وخرجت من المكتب وذهبت
الى غرفتها جمعت كتبها ونزلت الى حديقه الدار لكي تذاكر دروسها فلديها مادتين وتنتهي من اختبار نصف العام الدراسي
حتى رات امامها منشور لصاحب القلب الرحيم الذي اولاها بعطفه وادخلها الامتحان رغم تاخيرها ورددت وهي تنظر الى صورته الشخصية
بتمعن
فعلا اسم على مسمى رحيم وانت رحيم .
ثم اخذتها يديها الى ان تفتح صفحته الشخصيه وترى ما بها من باب الفضول
واذا بها استمرت في التقليب وقراءه منشوراته التي تمتاز بخفه الډم احيانا
فجاء
امامها منشور في صوره مضحكه للغايه وجدت نفسها تضع تفاعل ضحكه عليه
ثم خرجت من صفحته ووضعت هاتفها بجانبها وامسكت كتابها لكي تذاكر دروسها فهي لن تتنازل عن ان تصبح معيده في الجامعه وتقديراتها طوال السنين الماضيه الاولى على دفعتها
وستجاهد حالها على ان تنهي سنتها الأخيره بنفس التقدير مهما حاوطتها الظروف المحيطة بها .
اما عن رحيم فكان ممسكا بهاتفه واذا باشعار جاء على منشور له فنظر الى صاحبه التفاعل
وجدها وعرفها جيدا فهي واضعه صوره صفحتها بصورتها الشخصيه فوجد نفسه يفتح صفحتها واول ما رات عينيه هي سيرتها الذاتيه والتي كانت
عباره عن
مش هسمح يتمكن مني يخوف مش هستسلم للظروف وهكافح وهوصل رغم الأنوف
قرا سيرتها وتمعن فيها وحدث حاله بحيره
يا ترى ايه اللي وراكي وايه الظروف اللي مخلياكي دايما حزينه والدموع ما بتفارقش وشك
ايه المخاۏف اللي مهدده براءتك مش مخلياكي تعيشي ايامك وسنينك زي اللي في سنك
حاسس ان وراكي سر كبير مخليكي مليانه حزن
واللي شاغل بالي اكتر
ان انا ليه بفكر فيكي وبتيجي على بالي كتير
يمكن علشان صعبانة عليا مثلا
ثم وجد نفسه مرسلا اليها طلب صداقه دون ان يفكر
وأكمل حديثه وهو سارح في ملكوت تلك المريم مرددا بانتشاء
من انتي تلك الحسناء التي تراود خيالي كل وقت وحين
كالفراشه العابره حين يمر طيفك في بالي
وأحس بالحنين
ولمحه الحزن في عينيكي تشغل عقلي وحينها
أشعر بالجنون
وعندما أعود إلى
رشدي أعاتبه لما تسأل عن المكنون
فيجبب قلبي أن طيفك يستحق الانشغال ويتوه عقلي في غياهب الظنون
وأعود أفكر في المكنون بكل إحساسي وتشتاق
الجفون .
اما بداخل شقة اعتماد حديثها