الأربعاء 18 ديسمبر 2024

رواية بين الحقيقه والسراب بقلم الكاتبة فاطيما يوسف

انت في الصفحة 70 من 147 صفحات

موقع أيام نيوز

بطاعه وذهبت الى المطبخ فالتحقت بها راندا مردده
استني يا ماما هاجي معاكي في حاجات كنت بعملها هاجي اخلصها .
تركها ابيها لانه كان يريد التحدث مع ايهاب منفردا في البدايه وطلب من سما وايهاب ان يتركوهم وحدهم 
وما ان قاموا حتى نظر الى ايهاب مرددا بلوم مغلف بالحده
ما كنتش اعرف اني لما اديتك بنتي من 18 سنه وامنتك عليها هتعمل فيها كده وټخونها وتغدر بيها عمري ما كنت اتخيل منك كده يا ايهاب
اخر حاجه كنت اتوقعها في الدنيا انك تتجوز على بنتي .
أحس بالحرج الشديد من ملامات جميل فهو يحبه جدا ويعتبره في مقام ابيه ومنذ ان دلف الى ذاك المنزل وهو يتعامل معه بحب شديد وكذلك جميل بالمثل كالأب وابنه ونطق وهو يبتلع كلماته ڠصبا
وقت ما كنت تعبان ومش لاقي اللي يداويني وهي جت قدامي ضعفت واستسلمت واتجوزتها لكن والله العظيم عمري ما حسست راندا بأي حاجه وكنت عارف ان هيجي يوم من الأيام وهتعرف بس ما كنتش حاسب
ڠضبها بالشكل ده شكلي حسبتها غلط وكلنا هندفع التمن واولهم الاولاد .
شعر جميل بكل كلمه نطق بها انها حقيقه فهو لم
ېكذب ابدا طيله السنين الماضيه واصبح بين قاب قوسين او ادنى
ايواسي رجل مثله استخدم حقه في الحياه وتزوج من ثانيه ام يواسي ابنته التي مكست تحافظ على عهد زواجها أبية وربت ابنائها كما ينبغي ان يكون
وهنا كفه الميزان لا تعرف الى اي وجهه تميل 
تنهد بحيرة وضيق وسأله
طيب هتحلها ازاي يا ايهاب هتطلق اللي انت وعدتها انك هتفضل معاها واتجوزتها هناك
ولا هتفضل على ذمتك وتخسر راندا انت يا ابني في موقف صعب
جدا وبصراحه المسأله معقده على الآخر عايزه لها معادلات عشان تتحل .
كل كلمه تحدث بها حماه كانت منطقيه فهو منذ ان حدث التصادم بينهم وعلمت راندا واصبحت حياته بائسه مدمره كالصحراء الجرداء لا زرع بها ولا ماء ولكن الأمر اصبح واقعا ولابد للمعضل ان يحل 
ثم تنهد بثقل وألم نفسي انتابه جراء كلماته وهتف طالبا منه العون 
انا بس بطلب منك يا عمي انك تقف جنبي وتحاول تلين دماغ راندا انها تلغي من فكرتها الانفصال علشان سما ومهاب هيتدمروا بسبب الانفصال ده وانا والله اللي هي عايزاه هنفذه كله بالحرف الواحد انا كنت
اصلا متفق مع فيروز على الانفصال في اي وقت لو ما قدرتش اكمل من قبل ما بدأ معاها .
واثناء حديثهما اتت فريده بالقهوه وجلست معاتبه اياه وهي تناوله المشروب 
انت عارف اخر حاجه كنت اتخيلها ان انت تتجوز على راندا حاجه عمرها ما جت في بالي ابدا يا ايهاب ليه عملت فيها كده وفي ولادكم وفي حياتكم ليه تسرعت .
اجابها جميل فضلا عنه مرددا
كلمه لو ملهاش لازمه دلوقتي خالص احنا دلوقتي قدام امر واقع لازم نحله بالعقل علشان جميع الاطراف تخرج مرضيه لو سمحتي اندهي راندا وخليها تجي لي هنا حالا.
قامت بالنداء عليها وبعد دقيقه خرجت وعلى وجهها علامات العبوس جلست بجانب والدتها تنطر ارضا الى ان استمعت الى حديث اباها يردد لها
ارفعي راسك يا بنتي الموضوع مش مستاهل ان انت تنزلي راسك للأرض الحاجه الوحيده اللي غلط فيها ايهاب ان هو ما قالكيش بجوازه علشان خاطر تختاري تكملي او توافقي وطالما هو جاي ومعترف بغلطه وعايز يصلحه يبقى لازم تدي له
فرصه وتسمعيه .
غشاوه الدموع التمعت في عينيها ورددت بملامح حاده
اسمعه وهو بيقول لي ايه اني اتجوزت عليكي ڠصب عني !
طب ما انا كمان كنت هنا ام واب وكنت مستحمله وما فكرتش اخونه زي اللي بتخون جوزها طول سنين سفره 
واسترسلت والدموع تنهمر علي خديها بغزارة من ألمها وجرحها مرددة برفض قاطع 
لحظه تعب مرت عليا علمت في جسمي لما كنت لوحدي 
من سنين اترجيتك ارجع ونعيش بالموجود بس اكون وسطكم وسط عيلتي اللي بحبها وما اقدرش اعيش من غيرها وإنتي في كل مره تتحججي بالمستوى والمنظر وتقولي لي عشان خاطر ولادنا نضحي ڠصب عني ضعفت وڠصب عني استسلمت لما لقيتها قدامي ما عندهاش مانع اننا نتجوز في السر زي ما هي ما عندهاش مانع دلوقتي اني اسيبها ونتطلق 
رغم تعلقها الشديد به ورغم
أنها تعشقه عشقا جما إلا أنها قامت من مكانها وربعت ساعديها وأعطتهم ظهرها مرددة وهي تمسح دمع عيناها بقسۏة
وأنا لا يمكن أعيش معاك أبدا ولو حتي طلقتها فدلوقتي حالا ترمي عليا اليمين لأني
مش هرجع لك ياإيهاب مهما حاولت .
كان متوقع رد فعلها وقسۏتها وأشار بعينه إلي والديها ان يتركوهم وحدهم لعل وعسى يقدر علي إقناعها بالرجوع إليه والإقلاع عن فكرة الطلاق 
فهموا إشارته وانسحبوا إلي الخارج وبقيا وحدهم هو بانفطار قلبه عليها وهي بدمع عيناها اللتان كساهم لون الډم من شدة البكاء 
ذهب إليها وأدارت وجهها إليه مرددة بچحيم 
وعهد الله ياإيهاب إن إيدك دي اتمدت عليا تاني إنت حر هعمل إللي مش هيعجبك واللي عمره ماصدر مني 
واسترسلت
69  70  71 

انت في الصفحة 70 من 147 صفحات