رواية بين الحقيقه والسراب بقلم الكاتبة فاطيما يوسف
بوعيد
انسي إنك تلمس شعرايه مني بعد النهاردة انت خيبت ظني فيك .
قلب عينيه بتعب ثم زفر شهيقا قويا ينم عن مدى
تعبه وارهاقه الشديد وعلى ما هو قادم اليه اصبح ليس لينا
نظر اليها بعيون مترجيه مرددا
يا راندا الكلام اللي انت بتقوليه ده ما ينفعش احنا بينا اولاد
هيتدمروا صدقيني انت مش بصه لقدام
قطعت
حديثه وهدرت به پحده
رفع كلتا يديه في الهواء واخفضهما هاتفا بصوت عال بعض الشيء
جرحتك قتلتك!
اللي حصل حصل واحنا قدام امر واقع وانا جاي لك
وللمره المليون بقول لك يا راندا ما تهديش البيت وللمره المليون بعتذر لك وللمره المليون فكري كويس علشان خاطر اولادنا اللي هيدفعوا التمن .
اللي انت عملته ما ينفعش معاه الاعتذار
انت ما ضربتنيش قلم علشان خاطر اسامح
واعدي انت مسكت سکينه تلمع وغرستها في قلبي وكنت مفكر انها هتجرحني بس لكن للاسف هي قضت عليا وجعتني من فضلك ارمي اليمين حالا لاني هتطلق يعني هتطلق .
اما في ايطاليا كان مالك راكبا السياره وذاهبا الى المطار مصطحبا جوليا التي اصرت ان تذهب معه زياره الى مصر وهي متشجعه الى تلك الخطوه
زفر مالك انفاسه بإرهاق ثم تحدث إليها بعيون تفيض ارتياحا
ما تتصوريش انا عايزه اشكرك قد ايه علشان خاطر وقفتك جنبي طول الشهر اللي احنا سافرنا فيه
بجد انت ليكي فضل كبير عليا جدا بعد ربنا في تحسن نفسيتي تسلمي لي يا جوليا .
ابتسمت اليه ابتسامتها المعتاده التي تظهر جمالها اكثر فاكثر وتحدثت بعيون تفيض عشقا
احنا اتفقنا ان احنا هنبقى قلب واحد وعقل واحد ونخاف على بعض جدا وانا ما عملتش اكتر من كده .
اعتدل من جلسته ونظر اليها قائلا بتساؤل
يا ترى ايه سر النظره الحزينه اللي شايفها في عينيكي دي يا جوليا ممكن اعرف سببها
لانت ملامحها وشعرت براحة اجتاحت روحها لتساؤل ذالك الحبيب الذي وصل لأعماقها
خاېفه ان يكون اللي احنا عملناه ده غلط واتسرعنا فيه وفي الاخر هيتحكم علينا بالفشل .
حرك عينيه بهدوء وبنظرات طمأنتها وتحدث باستجواد
مش عايزك تقلقي خالص احنا مش صغيرين على الخطوه اللي احنا أخدناها وانا وانت مقتنعين تمام الاقتناع للخطوه دي وان شاء الله كل حاجه هتبقى تمام عايزك تهدي وتدي لنفسك سلام نفسي علشان خاطر لما نوصل تبقي في قمه الهدوء والارتياح .
انت عارف عمري ما شكيت لحظه ان انت ما تطلعش نفس الصوره اللي انا راسماها في بالي من زمان ليك .
رفع حاجبيه وتسائل بمكر
وايه بقى الصوره اللي كنت راسمها لي في بالك يا ست جوليا
واسترسل بمشاغبة
ده انا كنت ساكن عقلك من زمان وانا مش واخد بالي اتاريكي واقعه وانا مش داري .
ضحكت بشده على حديثه ومشاغبته وهتفت بصدق
اه كنت شاغل عقلي ومش بس كده ده قلبي كمان هكذب ليه يعني وهحور ليه
من زمان
وانا متابعه شغلك ومتابعه صورك وطبعا كنت دايما براسلك على ايميلات الشركه لحد ما تعاملت معاكم وكنت بحاول
دايما اكلمك كتير لو انت مش واخد بالك اني كنت دايما بطول معاك في الكلام اطول وقت علشان كنت مشدوده ليك جدا ولما كنت بتيجي الاتليهات السنين اللي فاتت كنت بفضل باصة عليك من بعيد لحد بقى ما اشتغلنا مع بعض وتقابلنا النوبادي ما كنتش متوقعه ان احنا نوصل للمرحله اللي احنا وصلنا لها دي .
وبقيا يتناولان اطراف الى ان هبطت الطائره الى مطار القاهره فكانت فرحتها بوصولها الى مصر أرض الأمن والأمان لا تضاهيها فرحه فهي عاشقه لمصر
رأى الفرحه في عينيها وبعد أن انتهوا من الاجراءات ركبوا السيارة وذهبوا إلي الفندق التي حجزت به ووضعوا الحقائب الخاصة بها
ثم اصطحبها معه الي والدته والذي لم يخبرها بمجيئه وفضل أن يجعلها مفاجأة
وصلوا إلي المنزل وكانت تنظر إليه بانبهار فقد نال إعجابها جدا ولاحظ مالك ذلك فنطق باستفسار
عجبك البيت بتاعي
ابتسمت له وعيونها تدور حول المكان وأجابته
جميييييل أوووي يامالك
ذوقك تحفة .
أشار بيديه إليها أن تدلف هاتفا بابتسامه
طيب يالا بينا علشان تسلمي وتتعرفي علي أطيب قلب في
الدنيا .
دلفت معه ومشيت بجانبه وقلبها مملوءا بالسعادة الي أن فتح مالك الباب ودلف وراءه وأشار إليها أن تتبعه مرددا بنبرة سعيدة
يابيرووو ياست الكل إنتي فين نحن هنا .
ما إن سمعت والدته صوته في المنزل دق قلبها لعزيز عينيها الغائب
عنها شهرا وكأنه غائب منذ قرن
هرولت
الى الخارج مسرعه تبحث بعينيها عن مكانه الى ان وجدته ولكنها لاحظت وجود