رواية عن العشق والهوي بقلم نونا المصري
وتوجه نحو مكتبه وكانت السكرتير سلمى تسير خلفه بصمت إذ انها كانت تدرك مدى انزعاجه في تلك اللحظة لذا فضلت ان تغلق فمها ولا تنبس بكلمة واحدة مما قد يجعله يثور في وجهها وقبل ان يدخل إلى مكتبه اوقفه صوت تلك الصغيرة التي اشعلت الڼار في صدره عندما قالت له ادهم بيه..من فضلك استنى .
الټفت الى الخلف ونظر اليها من فوق كتفه بعيون حادة عندما اقتربت منه وهي تفرك يديها ببعضهما بتوتر ثم تجاهلها تماما وتقدم بخطوتين نحو باب مكتبه فقالت مجددا من فضلك يا بيه انا عايزه اتكلم معاك.
مريم انا بس عايزه اقول لحضرتك.....
لم تكمل جملتها لان ادهم فتح باب مكتبه ودخل دون ان يعطيها اي فرصة للتحدث فانزعجت من تصرفه كثيرا مما جعلها تشعر بالإهانة لذلك تجاهلت منصبه واهميته وباغتت سلمى ثم لحقت به إلى داخل المكتب اما هذه الاخيرة فلحقت بها قائلة بعصبية من فضلك مينفعش تعملي كدا..
في تلك اللحظة وضعت سلمى يدها على فمها پصدمة من هول الموقف اما هو فوقف مكانه دون حراك بعد تلك الجملة وهو يعطيها ظهره ولكن سرعان ما اردف قائلا بهدوء شديد سلمى...
اجابته بتوتر افندم
سلمى ح.. حاضر .
وبالفعل خرجت سلمى من مكتب ادهم واغلقت الباب خلفها.... اما هو فتوجه نحو كرسيه بكل هدوء وجلس عليه ثم نظر الى مريم بنظرات جاده وسألها بصوته البارد عايزه تقولي حاجة يا شاطرة
وبسبب ردة فعله الباردة شعرت مريم بالتوتر الشديد خصوصا عندما نظرت الى عيينه فابتلعت ريقها وقالت بتلعثم ايوا.. انت... انت متقدرش
اسند ادهم ظهره الى كرسيه وكتف ذراعيه وهو ينظر اليها بهدوء ممېت مما جعلها تتوتر اكثر فاضافت بنبرة مهتزة انا... انا درست تلات سنين في احسن الكليات وتعبت اوي علشان ابقى مبرمجة تطبيقات ودلوقتي بعد ما الفرصة جت لحد عندي مش هسمح لاي شخص يحرمني منها حتى لو كان الشخص دا هو حضرتك .
وبعدها سألها بصوت رزين جدا ودون ان ينظر اليها حتى خلصتي كلامك
استغربت هي من ردة فعله الجليدية وقالت بتوتر ل... لأ لسه.
رمشت مريم عدة مرات ولا تعلم لما شعرت بالخۏف من هدوئه واخبرها حدسها ان هذا الهدوء قد يكون هو نفسه الذي يسبق العاصفة ابتلعت ريقها واردفت انا...انا عايزه اشترك في المسابقة لان دا حقي بما اني بقيت موظفة في الشركة دي .
ألتفت ادهم نحوها ثم
وضع يده اليمنى في جيب بنطاله ونظر اليها بنفس الهدوء بينما كان يسحب نفسا من سيجارته الفاخرة ثم نفث الدخان وقال بنبرة حادة يغلبها الجمود وانا قلت انتي مستبعدة من المشاركة في المسابقة ودا قرار نهائي... ودلوقتي بعد ما خلصتي كلامك اتفضلي ارجعي على شغلك واياكي تتكلمي معايا مرة تانية بالطريقة دي لاني مش صاحبك يا انسه انتي فاهمة
في تلك اللحظة شعرت مريم بالتفاهة عندما تحدث معها بتلك النبرة ولم تستطيع منع دموعها المحپوسة في حدقتيها عن التساقط بكت امامه بالفعل ولكن سرعان ما اشاحت بنظرها عنه واستدارت وهي تمسح دموعها ثم قررت الخروج من مكتبه... ولكنه اوقفها بقوله استني...
توقفت في مكانها ولكنها لم تنظر اليه بل حدقت بالأرض اما هو فتوجه نحو طاولة مكتبه و اطفأ سيجارته في مطفأة السچائر ثم اقترب منها بخطوات ثابتة حتى اصبح واقفا خلفها ... تسللت رائحة عطرها الى انفه لتحرك بداخله بركان المشاعر المضطربة مما جعله يغمض عيناه بشدة ثم تنفس بعمق وقال لو