الأربعاء 18 ديسمبر 2024

رواية عن العشق والهوي بقلم نونا المصري

انت في الصفحة 59 من 124 صفحات

موقع أيام نيوز

جميلة.
خالد انا قولتلك هفسحك لما نوصل بس مع الاسف ماتقابلناش مرة تانية وانتي ما اتصلتيش بيا علشان موضوع الشغل فقولت جايز تكون نسيتني.
فشعرت مريم بالحرج من نفسها لذا تردفت بتوتر انا اسفه يا استاذ خالد بس مكنتش عايزة اتعبك معايا اكتر من كدا يعني.
فابتسم خالد وقال ما تخديش كلامي بجد... انا بهزر معاكي وكمان انتي عندك حق... يعني ما ينفعش وحدة بنت زيك تتصل براجل غريب عنها علشان يفسحها في بلد متعرفش فيها اي حاجة.
فأحنت مريم رأسها ولم تعلق لان كلامه كان صحيحا بالنسبة لها فهي وجدت انه من غير اللائق أن تتصل به لكي يتنزه معها ويعرفها على معالم نيويورك وهو غريب عنها قابلته لمرة واحدة اثناء رحلتها الجوية اما هو فقال لكي يكسر حاجز صمتها امل فين صاحبتيك

التانية اسمها الهام برضو مش كدا 
رفعت مريم رأسها مجددا وقالت ايوا اسمها الهام... هي في بيت عمها دلوقتي البيت اللي حضرتك وصلتنا عليه لما جينا هنا لاول مرة .
خالد اه فاكره كويس .
مريم هو انا عطلتك عن حاجة يا استاذ خالد
فابتسم خالد وقال لأ ابدا انا في إجازة النهارده وقلت اتفسح شوية بما ان الجو حلو وبعدها قابلتك.
ميرم بسم الله ما شاء الله... عربيتك تحفة اوي..باين عليها غالية مش كدا 
فضحك خالد وقال مش كتير.. عجبتك لو عجبتك اعتبريها هدية.
فضحكت مريم على سخافة الموقف وقالت لا مكنش القصد... اساسا انا معرفش اسوق وما عنديش شهادة سواقه .
خالد خسارة...كانت هتبقى اجمل لو سقتيها انتي.
فشعرت مريم بالخجل لانه تغزل بها بطريقة غير مباشرة لذا أحنت رأسها مجددا ولكن سرعان ما تلاشت ابتسامتها عندما نظرت إلى بطنها وعادت ملامح الحزن لتخيم على وجهها البريء وسرعان ما تجمعت الدموع في حدقتيها مجددا وما لبثت حتى تمردت عليها دمعتها السجينة ونزلت رغما عنها في تلك اللحظة انتبه عليها خالد وهي تحاول مسح دموعها بينما تنظر إلى الجهة الأخرى حتى لا يراها فغابت الابتسامة عن وجهه وحل محلها ملامح القلق فسألها بينما ينظر ثانية اليها وثانية الى الطريق امامه قائلا خير يا مريم...هو انا قلت حاجة تزعلك علشان كدا بټعيطي دلوقتي 
فهزت مريم رأسها بالنفي دون أن تنبس بكلمة واحدة...فقط كانت تنظر إلى اصابعها وهي تعبث بسلسة حقيبتها التي في بينما كانت خصلات شعرها تتطاير مع الهواء العليل فسألها خالد مجددا امال بټعيطي ليه دلوقتي
استرجعت مريم رباطة جأشها ونظرت اليه ولم تجد خيارا آخر سوى الكذب إذ قالت اصلي افتكرت اختي الصغيرة... هي كانت بتحب العربيات المكشوفة اوي.
فشعر خالد بالذنب لذا
قال بسرعة انا اسف... مكنش قصدي افكرك.
مريم ولا يهمك.
ثم دام الصمت قليلا ولكن ليس لأمد طويل حيث اراد الشاب ان يخرجها من حزنها لذا اردف بنبرة مرحة قوليلي يا مريم هو انتي وراكي حاجة النهاردة
فنظرت اليه وهزت رأسها بالنفي قائلة لأ.. مفيش حاجة معينة.
فابتسم وقال كويس.... يبقى انا هفسحك النهاردة زي ما وعدتك لما كنا في الطيارة قولتي ايه 
فنظرت مريم اليه مطولا ولا تعلم لما أومأت له بالموافقة.. هل لأنها لم تريد احراجه ام لأنها كانت فعلا تحتاج لهذه الفسحة لكي تمحي قسما من احزانها وترميها خلف ظهرها ... فابتسمت وقالت ماشي...بس عندي شرط واحد.
خالد وايه هو 
مريم عايزاك توديني عند تمثال الحرية... اصلي
ھموت وشوفه من قريب.
خالد بس كدا... حاضر يا ست مريم اعتبري نفسك هناك.
وبالفعل اخذها خالد الى منطقة تمثال الحرية واستمتعت بمشاهدته من بعيد كما انه اخذها الى عدة مناطق جميلة في نيويورك وانتهى بهما المطاف واقفين على رمال شاطئ المحيط الأطلنطي فاخذت نسائم الهواء الباردة تلفح وجهها وهي تحدق بالأمواج المتضاربة وتبدو انها سرحت في خيالها وسافرت بأفكارها الى مكان اخر بعيد كل البعد عن نيويورك... اما خالد فكان واقفا خلفها على بعد عدة خطوات واضعا يديه في جيب بنطاله ويراقبها بأهتمام كبير حيث انه لم يشاء ان يعكر عليها خلوتها مع نفسها فتركها تفكر بصمت وكأنه غير موجود اساسا .
وسرعان ما حسمت امرها والتفتت اليه قائلة لسه عايز مدققة حسابات في شركتك يا استاذ خالد 
فابتسم خالد شبح ابتسامة وقال تقدري تبتدي شغلك من دلوقتي لو
58  59  60 

انت في الصفحة 59 من 124 صفحات