رواية عن العشق والهوي بقلم نونا المصري
...وبالفعل فعلت ذلك فأجابها فورا وهو يحاول ايقاف سيارة أجرة وسألته انت وصلت مش كدا
اجابها ايوا... اديني عنوانك علشان اقدر اوصلك.
قالت لأ احنا هنتقابل في محطة غراند سنتر كمان ساعة.
ادهم طيب...هقابلك هناك.
مريم تمام.
قالت ذلك ثم اغلقت الهاتف ونظرت إلى نفسها بالمرآة التي في غرفة نومها حيث كانت تجهز نفسها للخروج من المنزل بعد ان اخذت إجازة من العمل لكي تقابل ادهم... اخذت نفسا عميقا ووضعت يدها على بطنها وقالت متقلقش يا ابني... انا عارفه ان دا احسن حل لينا كلنا وبكدا انت هترتاح وانا كمان.
الهام من شويه... انتي رايحه الشغل
مريم لا انا خذت إجازه النهاردة... لان عندي معاد عند الدكتورة.
الهام تحبي اروح معاكي
مريم ملوش لازمة...يلا سلام دلوقتي.
الهام سلام.
ثم خرجت مريم من الشقة اما الهام فتنهدت وقالت وانا هروح اجهز نفسي عشان انزل الشغل بقى .
قالت انا وصلت من شوية وهتلاقيني في قاعة الانتظار اللي جنب المترو....هتعرف توصلها
ادهم ايوا.. انا جنبها دلوقتي .
ادهم تمام... ثواني وهكون عندك.
قال ذلك ثم اغلق هاتفه وركض نحو المقهى حيث كانت هي جالسة وعندما وصل توقف عن الركض حين رآها من بعيد تتلفت حولها فبدأت نبضات قلبه تتسارع وكأن احدهم حقنه ب الأدرينالين اخذ يمشي ببطء شديد وهو يضغط بيده على مقبض حقيبته التي كان يحملها وسرعان ما وقف خلفها وقال بصوت حنون مريم ...
سماعه ينطق باسمها بصوته الذي حرك بركان من المشاعر بداخلها فاغمضت عيناها بشدة وابتلعت ريقها ثم نهضت والتفتت اليه ببطء شديد حتى اصبحت تنظر إليه مباشرة ... وقفا يحدقان ببعضهما البعض بصمت رهيب لمدة من الزمن وسرعان ما
رمى ادهم حقيبته ارضا واراد ان يعانقها ولكنها عادت بخطواتها الى الوراء مما جعله يتجمد في مكانه ... فوقف يحدق بها بصمت وهي تحني رأسها كما ان شيئا في داخله قد ټحطم بعد تصرفها ذاك إذ انها اظهرت له عدم رغبتها في ان يلمسها ابدا لذا عاد خطوتين للوراء وهو يضغط على قبضته وسألها بنبرة آلم ازيك
اجابها بصوته المخڼوق انا... بقيت كويس دلوقتي .
فابتلعت ريقها واشاحت بنظرها عنه لثانية ثم عادت ونظرت اليه وقالت بنفس الجفاء اتفضل خلينا نقعد .
ثم جلست اولا اما هو ازداد آلمه لانها تعامله بجفاء وبطريقة رسمية فمرر اصابعه بين خصلات شعره وسار قليلا حتى جلس على الكرسي الذي امامها بصمت فنظرت اليه وقالت انا اسفه لاني طلبت من حضرتك انك تيجي هنا بس كان ڠصب عني لاني مقدرش اسيب البلد دي دلوقتي.
فاخذت مريم تضغط بيدها على سلسلة حقيبتها التي في من شدة التوتر دون ان يراها ادهم ولكنها قالت بصوت عادي ايوا.
ادهم اتفضلي... انا بسمعك .
فنظرت الى عيناه اللتان لطالما عشقتهما وسرحت في سوادهما الحالك لثواني معدودة كما فعل هو المثل ثم قالت دون مقدمات طلقني .
في تلك اللحظة اغمض ادهم عيناه پألم ظهر على ملامح وجهه وكأنه كان يتوقع ان تطلب منه ذلك... كيف لن يتوقع وقد عبرت عن نفورها منه بطريقة مباشرة حين عادت للخلف عندما اراد ان يعانقها
ذلك التصرف اكد له انها لا ترغب به ابدا وانها لا تريد ان يقترب منها مجددا فنظر اليها بعيونه التي تحولت إلى جمرات ولكنه لم يقل اي شيء بل اشاح بنظره عنها مما جعلها