تفسير الشعراوي للآية 146 من سورة الأنعام
أي أحل لهم ما هو فوق الظهر من الشحم، وأحل لهم ه الحوايا من الشحوم و(الحوايا) جمع حوية أو حاوية أو حاوياء أو حاوياء وهي حوّي من الأمعاء أي تجمع واستدار، وفي الريف تقول المرأة عن ة القماش التي تبرمها لفها صنع منها دائرة مستديرة تضعها على رأسها لتحميه عنا ت فوقه الأشياء؛ تقول: صنعت (حواية) والحواية هنا هي الأمعاء يظة، وطولها كذا متر، ومن حكمة تكوينها الربانية نجدها تلتف على بها، ولذلك اسمها (الحوايا)، وهي ما نسميه (الممبار). وكذلك حلل لهم ما اختلط بعظم في القوائم والجنب والرأس والعين، وكذلك أحل لهم ش اختلط بعظم منه الألية، لأن الألية تمسك بعَجْب ال. أي أصله، وهو الجُزَيْء في أصل الذّنب عند رأس العُصْعُص. ولأنه رحيم فهو ينزل عقوبة فيها الرحمة فيبيح له شيئا ويحرم شيئا آخر.
وليس هذا التحريم تعدًّيا عليهم، أو تعنتاً في معاملتهم، بل لأنهم بَغَوْا، والباغي يجب أن يأخذ حظه من الجزاء؛ حتى يفكر ماذا يحقق له البغي من النفع، وماذا يمنع عنه من النفع أيضاً، وحين يقارن بين الاثنين قد يعدل عن بغيه، وهم قد صدّوا عن سبيل الله، وأخذوا ربا لينمّوا أموالهم وأكلوا أموال الناس بالباطل، لذلك حرّم عليهم الحق ب الحلال. وسبحانه صادق في كل بلاغ عنه، ونعرف بذلك أن علة التحريم لب الحلال كانت بسبب ظلمهم وما بدر منهم من المعاصي فكان التحريم عقوبة لهم.
ويقول الحق سبحانه بعد ذلك: {فَإِن كَذَّبُوكَ فَقُلْ رَّبُّكُمْ…}.