رواية كواسر اخضعها العشق كاملة بقلم نورهان العشري
لا تقل لا فهذه هي أمنيتي الأخيرة.
بعد مرور خمس ساعات تحدث شاهين باستياء
_هل يمكننا للمغادرة الآن فقد انتصف الليل.
اقتربت هناء تحتويه وهي تتدلل قائلة
_حبيبي دعنا نبقى لبعض الوقت فالحفل ما زال في بدايته.
لون الامتعاض ملامحه قائلا بملل
_اللعنة على تلك الحفلات.
اقتربت تلثم صدغه في محاولة منها للقضاء على ذلك العبوس الذي يلون تقاسيمه ثم قالت بغنج
تمطى بكسل وعيناه تطلقان سهاما عابثة قبل أن يقول بتخابث
_الجو أصبح خانقا لذا اريد الرحيل.
_ لك ما تريدين.
تمايلت معه أمام أعين تراقبها بحسد بينما هي تشعر بالسعادة الغامرة كون هذا الرجل يخصها من بين كل هؤلاء النساء.
كانت نائمة على الفراش تتقلب وكأنها تتقلب على جمر مشتعل لا يهدئ أبدا كتلك الأفكار التي تدور برأسها دون أن تجد لها أي إجابة فقد انقلب عالمها رأسا على عقب منذ أن عاد لم تقصد عالمها الخارجي فقط... إنما داخليا لم تعد مستقرة وكأن إعصارا ففجر بها كوامن الشعور التي لم تختبرها مسبقا... كل شيء أصبح مختلفا لا يشبه ما سبقه شعورها نحوه الذي كان يقتصر على الخۏف فقط تخللته مشاعر أخرى لا تعرف كنهها وتخشاها للحد الذي يجعلها تهرب حتى من التفكير بها.
_ هل لي أن أدخل!
نور بلهفة
_أجل بالطبع.
دلفت إلى الداخل وأغلقت الباب خلفها متوجهه إلى نور وهي تقول بمزاح
_علمت بأن الأميرة سقطت ولوت كاحلها والأمير الوسيم حملها وطار بها إلى هنا فجئت لأطمئن عليها.
تفاقمت دقات صدرها حين سمعت كلمات هدى عن أميرها الوسيم ولكنها رسمت الامتعاض على ملامحها وكذلك نبرتها حين قالت
ابتسمت هدى على كلماتها وقالت تشاكسها
_وأنت لا تكونين خجولة إلى هذه الدرجة فتفضحك وجنتاك فها هو محصول الطماطم بدأ بالظهور.
ابتسمت نور على حديثها وقالت مغيرة الموضوع
_كيف حالك الآن!
تجاهلت الغصة التي تتوسط بلعومها وقالت بجفاء
_كيف أبدو لك!
نور بشجن وهي ترى أبعد مما تريد هدى أن تظهره
توقعت أن تجادلها ولكنها فوجئت بهدى التي قالت بجمود
_وهل أنجح في ذلك!
_ بالنسبة لشخص لا يعرفك نعم وبدرجة امتياز ولكن أنا...
قاطعتها هدى قائلة بجفاء
_عزيزتي نور لا أحد يعرفني جيدا حتى أقرب الناس إلي وطبقا لكلامك فإذن أنا على الطريق الصحيح.
تحدثت نور بلهجة مشجبه
_إلى متي ستطول لعبة التظاهر تلك!
_إلى أن أستعيد نفسي القديمة وأيضا حين أستطيع أن أقف على قدماي دون أن أحتاج إلى أحد.
خربشت أنياب الفضول عقلها لذا قالت مستفهمة
_ ماذا تقصدين!
_سأعمل.
نور بذهول
_ماذا! هل تمزحين!
هدى بسخرية
وأين المزاح في ذلك! ونعم سأعمل حتى أنني بحثت عن عمل في مجال
دراستي ووجدت وسأذهب السبت القادم لإجراء المقابلة.
_هل يعلم شاهين بذلك! أقصد هل سيوافق!
ولد ذكره شحنات من الڠضب داخلها ولكنها تجاهلتها وهي تقول بلا مبالاة
_لم أفكر بإعلامه وموافقته هي آخر شيء أحتاج إليه.
نور بتعقل
_هدى أنت تشعلين الڼار بينكما أكثر.
هدى پقهر أخفته خلف قناع الجمود حين قالت
_النار كان هو أول من أشعلها وأنا أول من احترق بها والآن لنتبادل الأدوار.
أوشكت نور على الحديث فسبقتها هدى التي قالت باستهلال
_الآن أخبريني كيف هي أحوالك مع فراس!
قشعريرة جارفة اجتاحت حين سمعت اسمه وازدهر الزيتون بنظراتها ولكنها حاولت الظهور بمظهر اللامبالاة حين قالت
_عادية لا شيء مهم لذكره.
شعرت هدى بأن هناك أشياء أبعد من العادي كما ذكرت نور لذا تدبرت كلماتها حين قالت
_ إن أردت نصيحتي اجعليها غير ذلك.
نور باستفهام
_ماذا تعنين!
واعظتها قائلة
_فراس رجل لا يقدر بثمن فهو شهم ونبيل وأيضا وسيم وذو سلطة ونفوذ... أي امرأة في مكانك ستكون في غاية السعادة لامتلاكها رجلا مثله لذا حاولي أن تجعلي حياتك معه أكثر بهاء لا تعتمدي على عشقه لك فقط.
كانت تركز على كل كلمة تتفوه هدى بها وهي تستعرض ملامحه ونظراته وأفعاله معها ولكن عقلها توقف عند تلك الكلمة التي جعلت قلبها يرتج داخل صدرها للحد الذي جعل حروفها تخرج مرتبكة من بين شفتيها حين قالت
_ماذا! عن أي عشق تتحدثين!
انكمشت ملامح هدى باندهاش تجلى في نبرتها حين قالت
_ماذا بك نور! هل أصبت عقلك حين سقطت! أقصد عشق فراس لك.
للمرة الثانية التي تستمع إلى تلك الجملة التي تفعل الأفاعيل بقلبها الذي رفض هذا التخبط الذي ينتابه كلما ألقيت على مسامعه هذه الكلمات فتشدقت نور ساخرة
_والله لا أعلم من
منا الذي أصيب في عقله! أنت أم أمي فهي أيضا قالت تلك الجملة ولا أعلم على أي مصدر تستند لتتفوه بها والآن أنت.
أجابتها هدى بفطنة
_أنا أتحدث وفق حقائق لامستها بنفسي ورأيتها بعيني.
عاودتها تلك الوخزات التي تفشت في بالكامل تلك المرة وهي تتحدث بترقب
_أي حقائق تلك! وماذا تقصدين بما رأيته بعينك!
صمتت هدى لثوان قبل أن تعيد سرد أحداث من الماضي
_أتذكر يوم ولادة إياد حين كانت حالتك خطړة