رواية كواسر اخضعها العشق كاملة بقلم نورهان العشري
كاد أن يجن في الخارج وأخذ يصيح هنا وهناك حتى أصابهم بالهلع فكان طاقم المستشفى بالكامل يدعو لك بأن تلدي بالسلامة حتى أنه لم ينظر إلى إياد حينما أخرجته الممرضة على سريره وكانت أنظاره متعلقة على باب غرفة العمليات وكأنه يتوسل أن تخرجي منها على خير وأيضا كانت تلك المرة الأولى التي أراه ېدخن بها ولم يكن الأمر عاديا فقد استهلك علبة تبغ كاملة في مدة لا تتعدى الثلاث ساعات في تقييمي كانت محاولة للاڼتحار من جهته.
_حمدا لله على سلامتك أنت والطفل.
ولم يمكث معها لأكثر من ربع ساعة بعدها اقترب مترددا ليضع قبلة جافة على جبهتها وهو يخبرها أن لديه عمل ولا يستطيع التأخر عنه ثم غادر جذبت أنظار هدى تلك المرارة التي ارتسمت بمقلتيها فتحدثت باستفهام
نور بمرارة
_ لا لا شيء ولكن ما ذكرتيه يتنافى كثيرا مع حقيقة شعوره تجاهي فأنا في هذا اليوم لم أحصل سوى على قبلة جافة وجملة مقتضبة لا أتذكرها حتى لذا فأنا لا أعول كثيرا على هذا الموقف.
فوجئت هدى من حديثها ولكنها كانت متشددة تجاه حدثها لذا عاندتها قائلة
_ وماذا عن ما فعله بأشرف فالمسكين ما زال في المستشفى ليومنا هذا.
_إنه رد فعل طبيعي لرجل مثله عاد ليجد زوجته تزف لآخر.
_كنت لأوافقك لو لم يخبره عمي زين بأنها كانت زيجة مدبرة من قبل العائلتين حفاظا عليك وعلى إياد وأن أشرف لم يتجاوز حدوده أبدا حتى أنها كانت المرة الأولى التي يراك بها منذ ۏفاته.
استرعى كامل انتباهها حديث هدى فهي لم تكن تعلم أن ذلك حدث وقد اندهشت كثيرا من
_هل أنت متأكدة من حديثك هذا!
هدى بتأكيد
_أجل متأكدة هل أكذب في شيء كهذا! ثم إنه كان يوما حافلا فقد أخذ يصيح ويتوعد له بالهلاك وقد كانت السيطرة عليه أصعب من السيطرة على ثور هائج... وقد تعب عمي زين من محاولة تهدئته وانتهى الأمر به قائلا أن من يتجرأ ويقترب منك سيدق عنقه يعني في تفسيري لو قال من يقترب من امرأتي أو زوجتي كنت سأقول أنه رجل متملك ولكنه قال اسمك أي يخصك أنت.
_أهلا هدى.
لم تنتظر أن تجيبها هدى لأنها التفتت إلى نور قائلة بجفاء
_كيف أصبحت الآن!
استاءت من طريقتها مع هدى لذا أجابتها بفتور واختصار
_بخير.
أومأت برأسها وهي تنظر إلى هدى بطريقة توحي بأن وجودها لم يعد مرغوبا وقد فهمت هدى الرسالة بطريقة صحيحة لذا اقتربت تعانق نور وهي تقول بخفة
ابتسمت نور بحرج وهي تودعها إلى أن خرجت وأغلقت الباب خلفها فالتفتت تنظر إلى فريال بحدة تجاهلتها وهي تقول بجلافة
_ لم يكن وقت تمثيليتك السخيفة الآن يا نور
تدلي فكها من فرط الصدمة حين وقعت على مسامعها حديث فريال التي تجاهلت صډمتها وتوجهت لتقف أمام الشرفة فجاءتها كلمات نور المستنكرة
_أي تمثيلية سخيفة تقصدين!
فريال بجفاء
لم يأت التواء كاحلك في الوقت الصحيح فهناك أشياء كثيرة ستتعطل الآن بسببك.
تعاظمت صډمتها وتبدلت نظراتها إلى أخرى ضائعة كنبرتها حين قالت
_ما الذي تقصدينه بتلك الكلمة هل تظنين أنني حين سقطت كان الأمر متعمدا!
فريال بسخرية
_ألم يكن الأمر كذلك!
تحولت صډمتها واستنكارها إلى حزن جلل ولكنها حاولت السيطرة على حزنها وهي تقول بجفاء
_لا لم يكن كذلك وأنا لا أفعل مثل هذه الأمور أبدا.
أومأت فريال برأسها دلالة على عدم اقتناعها فأرجأت نور تغيير الموضوع حتى لا يحدث صدام بينهما فهذه والدتها وهذه طباعها التي لم تتغير
_ثم ما هي تلك الأشياء التي تقصدين أنها تعطلت بسببي!
ناظرتها فريال بجمود تجلى في نبرتها حين قالت
_تدمير فراس الأخذ بثأر والدك لقد أعددت خطة للقيام بذلك بصورة مرضية لذا عليك الشفاء بأسرع وقت حتى تشرفين على نهاية ذلك الشيطان بنفسك.
يتبع
بسم الله الرحمن الرحيم
الفصل الثامن..
علينا أن ندرك جيدا بأن هناك لحظات فاصلة في حياتنا لا
يعود بعدها كل شيء كما كان .. لحظات أحيانا من فرط مرارتها تشعر أنها النهاية ولكنها لم تكن سوى البداية .. أو لنقل أنها ولادة روح جديدة بداخلك خلقت من رحم المعاناة و قساوة الخذلان الذي حتى و أن استطعت تجاوزه ستظل مرارته عالقة بجوفك لتذكرك بأن لا تغفر أبدا ..
نورهان العشري
ټدمير فراس و الأخذ بثأر والدك .. لقد أعددت خطة للقيام بذلك بصورة مرضية لذا عليك الشفاء