الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

رواية كواسر اخضعها العشق كاملة بقلم نورهان العشري

انت في الصفحة 41 من 53 صفحات

موقع أيام نيوز

من حديثه المباشر عن عالمه المظلم أمامها دون احتراز وتعاظم ذهولها حين وجدت شاهين يجيبه بسلاسة
_نعم والرجال الآن يفرغون المخازن استعدادا لاستقبال الشحنة ولكن أخبرني هل ستشرف حقا على استلامها بنفسك!
_نعم سأفعل.
هكذا أجابه فراس.. فقام شاهين بمد أحد المجلدات إليه وهو يقول
_كما تريد هذه أوراق الشحنة وسيكون رجالنا هناك ليمهدون لك الإجراءات.
أخذ فراس المجلد منه وهو يلتفت ليضعه في الخزنة الضخمة التي على يمينه وعند هذا الحد لم تحتمل نور فقد كشف جميع أوراقه أمامها ولا تعلم لم شعرت أنه يقصد ذلك لذا التفتت إليه قائلة بلهجة بدت مهتزة
_حين تتفرغ أرسل لي المعلومات الكاملة للمشروع وصور للمكان الذي سيقام عليه.
قام فراس بجذب أحد المجلدات من الدرج وناولها إياه وهو يقول بفظاظة
_ كم تحتاجين من الوقت لإنجازه!
شعرت به يتحداها فقابلت تحديه بآخر وهي تقول دون احتراز
_ ثلاثة أيام.
حاول قمع ابتسامته قدر المستطاع قبل أن يقول بلهجة خشنة
_أمامك أسبوع من الآن لتنجزيه.
اغتاظت من تخطيه لحديثها وخاصة حين وصل إلى مسامعها ضحكة شاهين الخاڤتة فهبت معترضة
_لا أحتاج إلى كل هذا الوقت باستطاعتي إنجازه في أقل من ثلاثة أيام.
عض على شفتيه السفلية قبل أن يقول بتسلية
_أوافقك الرأي ولكن هذا إن كنت متفرغة.
_ أنا بالفعل كذلك حتى أنني أضجر من الجلوس دون فعل شيء طوال اليوم.
هكذا حادثته بعفوية ليتدخل شاهين في الحديث بحزن مفتعل
_آه يا فراس عيب عليك يا رجل أن تعاني زوجتك الجميلة من الضجر وأنت موجود هذا سيئ بحق سمعتك.
احتقن وجهها بالډماء وخاصة حين سمعت ضحكته الخاڤتة فالتفتت لتجده أحكم قمعها وهو يقول بعينين يتراقص بهما العبث
_سمعتي ستسوء بسببك.
هتفت بحنق
_حقا!
فراس بتسلية
_أجل ولكن اطمأني سأحرص على ملء هذا الفراغ بطريقتي الخاصة فلا يمكنني التهاون في شيء يخص سمعتي.
طفح الكيل ولم تعد تحتمل تسلية هذان اللعېنان ولكن لن تكون نور النعماني إن لم ترد الصاع صاعين لذا استبدلت الڠضب بالسخرية حين قالت موجهة الحديث لفراس المستمع بمراقبة انفعالاتها
_عزيزي فراس يؤسفني القول بأن سمعتك كهاديس لن تتحسن
ولو بذرة واحدة حتى لو ملأت فراغ جميع سكان العالم.
لأول مرة لم يفلح في قمع ضحكته أمامها خاصة حين التفتت إلى شاهين قائلة بسخرية
_وأنت أيها الظريف لن أضيع وقتي معك لأني على موعد مع زوجتك المصون للاطمئنان عليها خاصة وأن اليوم هو أول يوم عمل لها.
ما أن سمع شاهين جملتها الأخيرة حتى وثب قائما وقد اسودت معالمه وخشنت نبرته حين قال
_ما هذا الهراء! من التي بدأت بالعمل اليوم!
بطريقة مسرحية ضړبت نور جبهتها بيدها وهي تقول بحزن مفتعل
_ أوبس هل يعقل أنك لا تعلم بأن هدى بدأت بالعمل في السفارة اليوم! أخ يا لهذه المهزلة.
لون التشفي ملامحها وتساقط من بين حروفها حين قالت
_الآن أنا من يشفق عليك فقد أصبحت سمعتك بالوحل.
قهقه فراس بصخب فقد أصبحت قطته مشاكسة كثيرا للحد الذي يجعله يود الآن التهامها... ولكن شاهين لم يدع له الفرصة فقد اندفع إلى الخارج كالثور الهائج... الذي تتراقص أمامه عباءة حمراء فتزيد من جنونه أكثر ومن يراه الآن يظن بأنه بصدد ارتكاب چريمة قتل... فقد كان يتشاجر مع خطواته وهو يسب ويلعن ويتوعد لها بالهلاك فلم يلتفت لنداءات جليلة التي صدمها رؤيته بهذا الحال خاصة حين دلف إلى غرفته المشتركة مع هدى وهو يغلق الباب خلفه پعنف... جعل تلك الأخيرة ينتفض هلعا خاصة حين التفتت لتراه بتلك الهيئة المرعبة... والشرر يتطاير من عينيه ولهجته حين هسهس قائلا
_هل حقا خرجت إلى العمل من دون أن تعلميني!
ابتلعت ريقها بصعوبة بعد أن فرت شجاعتها أمامه ولكنها علمت بأن وقت المواجهة قد حان لذا حاولت استعادة جأشها وهي تقول بجمود
_نعم فعلت.
اشتدت شراسة معالمه وهو يتقدم منها قائلا بجهامة
_كيف تجرؤين على فعل ذلك!
بالكاد استطاعت السيطرة على قدميها التي تتوسل إليها الهرب من أمامه الآن... فهي لأول مرة بحياتها تراه غاضبا إلى هذا الحد... ولكنها لا تملك مفر من الثبات أمامه فهي معها كل الحق بتجاوزه
_ أجرؤ على فعل كل شيء ما دام أنه ليس خطأ وأيضا هذه هي حياتي لي الحق بأن أسيرها كيفما أشاء.
تجاهل غصة أصقلت جوفه وقال بسخرية تتنافى مع شراسة معالمه
_هل برأيك أن تذهب الزوجة إلى العمل دون أن تعلم

زوجها ليس خطأ!
هدرت پغضب يمتزج مع ألمها القاټل الذي تبلور بعينيها وهي تقول
_لقد أخرجتك من حياتي منذ ذلك اليوم لذا لا تنتظر مني أن أعلمك أي شيء يخصني.
توقعت منه الصړاخ وتحطيم كل شيء حولها وحتى صفعها ولكنها أبدا لم تتوقع هدوئه المباغت ونبرته الجامدة حين قال
_وهل فكرت بتبعيات فعلتك يا ترى!
جاء جوابها مقتضبا حين قالت
_لا يستحق الأمر أن أضيع وقتي بالتفكير فيه.
شيء واحد يمنعه من دق عنقها الآن وهي تلك اللمعة التي تتبلور في عينيها اللتين تهتز جفونهما من فرط ما تحمله من عبرات... فقد كان يعلم أنها تفعل ذلك فقط لتغضبه ولتثأر
40  41  42 

انت في الصفحة 41 من 53 صفحات