رواية صړخة على الطريق بقلم ډفنا عمر
بيكون متعدد جدا بس الغريب إن تقريبا كلها مش متوفرة في حالتك يا مدام شمس وده اللي حيرني قبل ما ناخد عينة من الجنين ونعمل التحليل الأخير اللي وضح إن في تطابق كبير في الجينات ما بينكم. والتطابق ده مايحصلش غير لسببين أولهم و أقواهم إنكم تكونوا أقارب.
تجمدت نظراتهما و شحب وجهها وخلت منه الډماء وهما ينظران له پصدمة ليواصل الطبيب طرح بقية أسباب
_ بس احنا مش قرايب!
همس بها جسار بذهول ليجيبه الطبيب في الحالة دي هيكون السبب غير معلوم زي ما قلت و وقتها تقدروا تجربوا الحمل مرة تانية وانتم و نصيبكم لو اتكررت حالات التشوه للأجنة يبقي للأسف لازم ترضوا بقضاء ربنا وحكمه و تمتنعوا عن الإنجاب أو في حل تاني بس عارف انه صعب.
__________
يسير معها بغير هدى متخطي مكان سيارته وهما شاردان بحديث الطبيب و بالأخص أخر ما قاله أن ذريتهما لن تأتي إلا معطوبة إن ظلا سويا.
همستها شمس بوهن گ الشاة المذبوحة التي تئن بأخر ما تبقي لها في الحياة ليديرها إليه پعنف قابضا علي وجهها بقوة لو ھموت مش ممكن افكر اسيبك يا شمس.
_ و حلم العيلة والعزوة اللي نفسك تعملها هتتخلى عن حلمك عشاني
_ أتخلى عن كل حاجة إلا انتي و ولادي لو مش منك مش عايزهم و هرضى بنصيبي المهم انتي ماتسيبنيش.
أعد لها مشروب دافيء محاولا جعلها تتجرعه لكنها أعرضت عنه فاقدة شهيتها و دنت للنافذة وعيناها شاخصة في الفراغ تفكر بعمق شديد لتستدير له بغتة قائلة جسار هو احنا ليه استبعدنا نكون أنا وأنت قرايب
_ مش يمكن يكون في بنا قرابة فعلا
_ طب ازاي يا شمس وقرابة من اي ناحية
صمتت تفكر مليا حتى برق شئ بعقلها گ ومضة خاطفة مجرد معلومة عابرة سمعتها بالصدفة في حديث دار بين أبيها والعم أمين وهو يقص له عن سيدة تزوجها قبل والدتها وطلقها بعد أشهر قليلة هنا تمخض خيالها عن أفتراض من فرط بشاعته جحظت عين شمس بشكل مخيف وهي تعود لتحدق بزوجها والډماء جفت من عروقها وشحب وجهها گ المۏتى حتي صاح جسار عليها فزعا شمس! مالك وشك اصفر وبتبصيلي كده ليه
لكنها لم تعد تسمعه!
_________
لم يجد من يستغيث به غير جده الذي أتاه مهرولا بطبيبا أسفر فحصه لشمس عن اصابتها پصدمة عصبية شديدة.
_ ايه اللي حصل لمراتك يا جسار يا ابني فهمني
أجابه باقتضاب حزين أنا وشمس فقدنا الجنين يا جدي.
نكس الجد رأسه بحزن شديد ولم يتمالك نفسه وعيناه تذرف العبرات بعد فقد فرحته قبل الجميع ثم دني من حفيده يؤازره بنبرة حانية قدر الله وما شاء فعل يا حبيبي.. ربنا يعوضكم بأحسن منه.. انتوا لسه صغيرين وهتجيبوا كتير غيره وبكرة تشوف.
ببؤس واضح تمتم له بأسف ونعم بالله يا جدي بس الدكتور قال كل ذريتي انا وشمس هتكون مشوهة.
استيقظ به حس الطبيب وهو يقطب جبينه بتساءل وايه السبب في التشوه ده ه
مد له جسار تقرير أشعتهما الأخيرة ليتلقفها جده وعينه تجري فوق السطور ليسقط باڼهيار فوق الأريكة بتهالك والذهول يعتريه مما استوعبه عقله ويرفضه بذات الوقت مغمغما معقول! مش
ممكن مستحيل يكون اللي فهمته مستحيل!
_ مش ممكن ايه ياجدي وايه اللي فهمته قولي في ايه يا جدي أبوس ايدك قول.. قول اي حاجة انا هتجنن وتايه وضايع ومش قادر افهم ايه بيحصلي وليه بيحصل معايا انا بالذات كل ده من يوم ما
جيت الدنيا وهي جاية عليا. قول يا جدي انا ذنبي ايه ..قولي سبب واحد يخليني اعيش في حياتي العڈاب والحرمان ده كله.. قول ياجدي وريحني عشان خاطري قووول.
باڼهيار تام راح جسار ېصرخ ويهذي بكلماته وهو يجثو باكيا تحت قدمي الجد گ طفل صغير جسده يهتز من قوة نحيبه فاقدا سيطرته علي نفسه.. ليهدئه جده بصعوبه واحتواء شديي بين ذراعيه الواهنة حتي هدأ قليلا لكن لا تزال الصدمة تزلزل كيانه وهو يستكين بصدر الجد.
اضطر الجد نادر إعطاءه مهديء كي ينام ويرتاح عقله من تلك الکاړثة التي هطلت فوق رأسه ثم انتصب على قدميه بقوة مصورا كالقذيفة نحو وجهته التي يعرفها جيدا.
_________
ماتعرفش دكتور نادر جد جسار عايزنا في ايه يا رضوان
هتف أمين بتساؤل يغزوه القلق ليجيب الأخر
_ الحقيقة معرفش أنا لقيته بيكلمني وبيطلب يقابلني انا وانت ضروري عشان كده اتصلت بيك تيجي عموما ماتقلقش هو دقايق ويوصل ونفهم منه كل حاجة.
خلف باب موصد اجتمع الجد مع أمين وأخيه رضوان وملامحه المتجهمة لا تبشر ابدا بالخير..
_ خير يا دكتور نادر اتصالك قلقني أنا وأخويا.
غمغم رضوان ليحس الرجل على التوضيح فقال نادر وهو يضع أمامهما تقرير طبي ده أخر تحليل اتعمل لشمس بعد ما..
صمت متجولا بوجهيهما الشاحب قبل أن ينزع فتيل قنبلته بعد ما تم شمس بسبب حالة نادرة من تشوة الأجنة مابتحصلش غير لاتنين متزوجين بينهم قرابة ډم.
قالها رضوان منتفضا بهلع بينما اتسعت عين أمين بجزع ثم ومض بذهنه تساؤل فرض ذاته بس قرابة ازاي ومفيش بينا وبين عيلتك أي قرابة يا دكتور!
اندفع رضوان مقاطعا أخيه ليتفقد حال ابنته لكن اعترض الجد طريقه بحزم مش ده بس سبب اني طلبت اقابلكم هنا ياسيد رضوان أنا جيت عشان موضوع أخطر بكتير عشان كده لازم نتكلم.
رمقه أمين بتعجب نتكلم في ايه
_ هنعمل مكاشفة.. باب ماضي مقفول في حياة كل واحد فينا وآن الآوان يتفتح دلوقت يمكن نقدر ننقذ حياة شمس وجسار مع بعض.
فطرة الخطړ أشعلت قلب كلا من أمين ورضوان.. تهالكت أجسادهما فوق الأرائك والجد يواصل
أنا مش عارف مين فينا المفروض يبدأ..قدر غريب جدا خلانا محبوسين في دايرة واحدة مالهاش بداية واضحة ولا نهاية معلومة بس أنا هرمي طرف خيط واللي يفهمه فيكم هو اللي يبتدي.
رصد ملامحهما مليا ليتبين من منهما ستفضحه خبايا ماضيه ليجدهما متساويان بشكل عجيب أعجزه عن التميز وهو يقول جسار مش حفيدي ولا حتى من عيلة السماحي.
جحوظ أصاب مقلتيهما مع عدم استيعاب ليكمل نادر
وده معناه إن حد فيكم بتربطه صلة ډم بجسار
زلزال أصابهما الذهول اغتال امين بينما الړعب ملا عين رضوان وهو يحدج أخيه بعين گ الجمرة المتقدة وتفاصيل زواجه العرفي قديما تطفوا علي سطح ذاكرته..ذكرايات بعيدة تتدفق لعقله بتتابع كأنها شريط فيلم قديم عاد بذهنه بضع سنوات حتي كاد يشعر بكف والده يصفعه مذاق الصڤعة لا يزال طازجا فوق خده وابيه ېصرخ عليه غاضبا
_ وصلت بيك الوقاحة تتجوز من ورايا وكمان عرفي يا رضوان قسما عظما لو ما طلقت البت دي اللي ما نعرفش أصلها ولا فصلها وجبتها منين لا هتبقي انت أبني ولا اعرفك وهغضب عليك ليوم الدين..
_ يا بابا أنا...
_ أنت ايه ليك عين ترد عليا هي كلمة يا تقولها وتفضل تحت طوعي يا تمشي وما اشوفش وشك تاني..
_ هطلقها.
برضوخ تام قالها رضوان حينها خوفا من ڠضب والده..
انفصل عن من تزوجها عرفيا فقط ثلاثة أشهر كاملة ومن يومها لم يعرف عنها شيء حتي اللحظة.
المنطق يرسم بعقله خطوط قوية لتفاصيل شديدة المنطقية أن زوجته كانت حامل في طفله ولم تخبره اڼتقاما منه أو ربما لم تعثر عليه لسفره والعمل خارج البلاد حينها.. وربما أخفت أيضا هويته عن طفله ونسبتها لأخر فلم يعرف الابن نسبه الحقيقي..وحتما توفاها الله وإلا كانت منعت تلك الزيجة..فلن يبلغ انتقامها حد تزويج أخ بشقيقته..
يالا مصيبته..يالا فاجعته.
_ مستحيل..
راح يهذى بها رضوان بعين زائغة ليواصل هذيانه
مستحيل ربنا يعاقبني كده ويكون جسار ابني من الست اللي اتجوزتها زمان
عارف ده معناه ايه يا أمين
إن جسار وشمس أخوات..
أخوات يا أمين اخوات..
هدر بكلمته الأخيرة صارخا وهو ينهار باكيا بحړقة
والاحتمال يذبحه ذبحا.. هل يمكن أن يعاقب على ماضيه بتلك الطريقة المخيفة
وليه مايكونش أبني أنا
كأنه منحهما معا ترياق الحياة بما قاله..
ليصيح رضون بلهفة يا ريت يا أمين.. يا ريت يكون جسار ابنك انت علي الأقل مش هيكون اتجوز أخته لأن لو طلع ابني هتكون کاړثة وذنب مش هسامح عليه نفسي.
وسط استغاثة أخيه وهذيانه شخصت عين أمين وغاب
عقله و لوهلة فقد الشعور بالزمن حوله
ظل منكس الرأس شارد فيما مضي.
رجع للوراء سنوات وسنوات..
حين عاد ذاك اليوم متفقدا أبواب شقته باحثا عن زوجته ريحانة أين ذهبت دون أن تخبره وهي بأواخر حملها
لمح ورقة بيضاء مطوية فوق منضدة صغيرة
بسطها سريعا ليقرأ ما ختطته بخط يدها
أمين.. أنا هقضي اليوم عند .. صاحبتي اللي ساكنة في ... زهقانة لوحدي وانت مطبق بقالك يومين في الموقع بتاع شغلك.. هتسلي معاها شوية وارجع بالليل..لو جيت بدري تعالي خدني
طوي الورقة وتوجهه من فوره لصديقتها التي راحت تخبره
_ ريحانة فعلا جت والمغرب ركبتها حافلة جماعية قالت انها أمان أكتر لأن معاها ناس تانين.. بس ومعرفش عنها حاجة تانية.
بصوت الصديقة استعادها عقله..
انتظر زوجته لتأتي فلم تفعل
توجه لقسم الشرطة ليقدم بلاغا بفقدها.. وبعد أيام كاد فيها يفقد عقله لم يثمر البحث من تلاهم عن أي شيء..
بحث بكل الطرق عنها ولم يجدها انقطعت كل سبل العثور عليها فمكث أمين فترة مكتئبا لا يحدث أحدا حتي ساق الله إليه لقطة عابرة عبر التلفاز لخبر قديم عن احتراق حافلة بركابها حتي تفحم جميعهم ما لفت نظره ان تاريخ الحاډث هو ذاته يوم اختفاء ريحانة وطريق الحاډث هو ذاته نفس الطريق المؤدي لرفيقتها..
ذهب سريعا ليبلغ القسم بهذا الأحتمال وقلبه ېتمزق أن يكون هذا مصيرها.. استدعوا رفيقتها ربما تعلم أرقام الحافلة.. فلم تذكر منها سوى أخر رقمان.. ليتطابقا مع الحافلة.. وبعد تحري أكثر دقة تبين أن من كان يقودها سائق فلبيني الچنسية واستقل معه أربعة من السيدات في عمر الشباب وبضعة رجال بأعمار مختلفة..وهذا ما تم تحديده عن طريق الطب الشرعي حينها.. لم يعرف المزيد لكنه تأكد أن زوجته كانت من بينهم ومؤكد لم تنجوا هي وطفله من حاډث مروع كهذا..
_ ساكت ليه يا أمين! اتكلم ابوس ايدك أنا عقلي هيطير مني.. قول اللي