رواية صړخة على الطريق بقلم ډفنا عمر
أن ظنته مازال بالخارج محدقة في وجهه بړعب جسار! أنت جيت امتى
رمقها بغموض ثم دنى منها وجذبها لتجلس فوق فراشها وراح يهذب شعرها برفق هامساأحنا عمرنا دارينا حاجة عن بعض يا شمس
أغرورقت عيناها وهمست سارة قالتلك
غمسها بصدره وجعل رأسها يعلو قلبه وهو يقول كان لازم اعرف منك انتي مش من اختي ليه يا شمس داريتي عني
أحاطت موضع طفلها بدفاع وجنون عشان لو روحت للدكتور هياخد ابني مني وانا مش هخلي حد ياخده ولا يأذيه.
ظلت تتوسله برجاء فبكى وهو وهي مازالت تهذي برجائها ألا تذهب بها للطبيب..راح يربت على ظهرها برفق شديد لتهدا رعشتها حتى
يارب أنا مش بعترض على قضائك وراضي وحمدك علي اللي تجود بيه بس من حقي اطمع في كرمك واتعشم في رحمتك يارب حتي لو مكتوب ان كل ذريتي تكون مشوهة..أنت قادر تغير قدري وتمن علي عبدك الضعيف بطفل سليم معافى..عشان خاطر مراتي المسكينة اللي هتتجنن وتكون أم يارب ضاقت بيا كل السبل والأمل في قدرتك مش ممكن يضيع أجبرني يا جبار السموات والأرض قر عيني بذرية سليمة تكون عزوتي في الدنيا يارب لا تردني خائب الرجا أنا ماليش غيرك أدق بابه واطلب منه حاجتي وعارف انك كريم ومش بترد محتاج يدق باب رحمتك
ثم أنهى صلاته يه ويبثها دفئه حتى غفى هو الآخر.
ط
بصعوبة كبيرة أقنعها أن تذهب للفحص لكن مع طبيب أخر.. وقفت ترتجف أمام باب العيادة وكادت تتراجع فعاق رحيلها برفق هامسا مش وعدتيني يا شمس
خنعت له ونظرت لموضع الجنين وربتت عليه كأنها تستمد منه قوة ثم دلفا معا ليعلما مصير طفلهما تلك المرة.
عيناه مصوبة بتركيز شديد على الشاشة الصغيرة التي تعرض مجسم افتراضي لأحشاء شمس طال فحص الطبيب وكل حين يعدل عويناته فوق انفه ويستأنف رصد ما يراه باهتمام.
ارتفعت عيناه بدهشة ألقت الړعب في قلب جسار وشمس التي ترجمت خۏفها لرجفة شديدة جعلت الطبيب يصيح بقلق أهدي يا مدام أرجوكي حصل ايه
لم تستجيب وظلت تنتفض پعنف ليغيثها جسار سريعا ويضمها بقوة بعد أن غاب هو الأخر للحظات في دوامة هواجسه ثم استعاد تركيزه سائلا الطبيب طيب طمنا يا دكتور من فضلك.
تبادلت مع زوجها نظرات دامعة متوقعين ما سيقوله الطبيب.. نكست رأسها وتركت لدموعها العنان لتجحظ عيناها بغتة مع استطرداده المدام حامل في تلاتة.
حملق به جسار واتسعت عيناه بشكل مخيف غير مصدق وهو يهذي تلاتة بتقول تلاتة
راحت أعينهما تحلل التعبير المرتسم علي وجه الطبيب.. للعجب لم يكون قاطبا أو عابس أو متأسفا..بل يكسوا وجهه ابتسامة هادىة.
_ مشوهين
همستها شمس بصوت مبحوح ليجبها بالعكس انا مش شايف أي تشوه فيهم التلات أجنة زي الفل ومفيش اي تشوهات.
ريشة الذهول نحتت خطوتها عليهما غير مصدقين أنهم رزقوا بثلاثة أطفال أصحاء تلك المرة لتصيح شمس بشك متأكد يادكتور يعني ولادي مش بجد مشوهين التلاتة بخير.
وهنا راحت تضحك ثم تبكي بشكل أقلق جسار فراح يهدئها أهدي يا شمس عشان خاطري اهدي.
تشبثت بكفه وهي تهذي ضاحكة بدموع مش قولتلك يا جسار حاسة إن ابني بخير لأ مش ابني ولادي..ربنا عوضني بالتلاتة اللي راحوا مني .ربنا راضاني وحس بيا وجبرني.
قاطعها الطبيب بقلق علي فكرة توترك ده غلط يا مدام لازم تكوني هادية خالص ثم نهض ليجلس خلف مكتبه أنا هكتبلك على مقويات وفيتامينات قوية ما شاء الله دول تلات تؤام ولازم تتعذي كويس عشان حملك يكمل على خير.
وخط لهم أسماء الأدوية اللازمة ثم رحلوا ومازال الذهول يجثم عليهما ولا يصدقا ما حدث.
_ هنروح للدكتور جمال.
هتفوا بها في نفس التوقيت ليشد جسار على كتفيها حالا هنروح عنده ومش هنقوله حاجة كأننا هنعرف لأول مرة لحد ما نشوف هيقول ايه اتفقنا.
هزت رأسها بحماس باكي من فرط فرحتها اتفقنا.
رواية صړخة على الطريق
بقلم ډفنا عمر
الفصل العشرون والأخير
سماء الرحمة لا تزال تمطر بزخات العطايا
وتهدي ذوات القلوب البيضاء ندى هداياها.
عين الطبيب جمال تدور فوق الشاشة والذهول يغتال نظراته الفاحصة بقوة لتتدرج انفعالاته لفرحة طاغية غمرت وجهه وهو يهتف ويكبر الله أكبر بسم الله ما شاء الله سبحان من يقول للشيء كن فيكون اللهم بارك وتممها علي خير يا كريم.
حماس الطبيب وكلماته الصادقة كانت أكثر من كافية ليتيقن جسار وشمس أن رب العالمين اتم نعمته عليهما حقا ولم يعد في الأمر شك ومع هذا تسائل الاول فقط ليسمع بأذنيه بشارة
الطبيب كلام حضرتك بيقول إن......
قاطعه الطبيب بيقول إن ربك كريم ورحمته واسعة وتعويضه مالوش مثيل يا ابني.. مراتك أجهضت تلات مرات بس ربنا ادخرلها تلات تؤام أصحاء مرة واحدة.
البكاء الجارف كان سبيلهما الوحيد وهما يستقبلان تأكيد طبيبها على صحة أطفالهما الثلاث والفرحة أفقدتهما السيطرة على مشاعرهما التي فاضت منهما بقوة ما بين شكر وبكاء.
صدر كلا منهما ارتشف دموع صاحبه عبير فرحتهما فاح من قلوبهما وصوتهما يتحمد الله على عطيته الغالية.
_ كفاية يا ولاد بكتوني معاكم.
غمغم لهما الطبيب بعين مترقرقة تأثرا بحالهما وهو كان خير شاهد على ما كابدوه هذان الزوجان كي يصلوا لتلك اللحظة الفارقة بعد صبر ورضا وكلا منهما متمسك بأنامل الأخر زاهدين بفرصة إنجاب اطفال أصحاء لو كانوا اختاروا الفراق لكنهما صبروا وهاهي بشرى الصبر تكتسحهما بفرحة لا يساعها الكون بأكمله.
_بس طبعا لازم نتابع أكتر من الأول عشان لا قدر الله لو ظهر أي علامات تشوة لأحد الأجنة نتخلص منه فورا ونبقي على السليم فيهم.
تبددت فرحتهما لينال منهما الخۏف والړعب فاستطرد سريعا يطمئنهم متخافوش يا ولاد دي متابعة روتينية وطبيعية عشان نطمن مش اكتر بس بإذن الله الشهور الباقية هتكمل على خير وربنا يقر عيونكم بيهم التلاتة..ألف مبروك.
وكتب لها بعض الفيتامينات وأمرها بالراحة والتغذية الجيدة والمتابعة كي يتعامل طبيا مع أي تطور.
د
حملها جسار برفق گ الماسة الثمينة ليرقدها فوق فراشها قائلا من هنا و رايح أوعي تتحركي يا شمسي شغل البيت كله هجيب واحدة تعمله بدالك ماشي يا قلبي
ملست على سطح بطنها بابتسامة
حانية قائلة ماشي.
واستطردت جسار أحنا مش في حلم صح في اتنين دكاترة أكدوا لينا اني هجيب تلات توائم ومش مشوهين مش كده يا جسار
أحتوى بكفه كفها القابع علي موضع أجنتهما وأخبرها مټخافيش انتي مش بتحلمي يا شمس ربنا عوض صبرنا و رضانا خير.. رزقنا بتلات ولاد يعوضونا مۏت اخواتهم زي ما قال دكتور جمال ربنا ادخرلنا فرحة كبيرة في الأخر.
انهمرت دموعها وغمغمت لصوت مرتجف مثل قلبها طب انا مش هنام.. افرض برضو كان حلم علي الأقل خليني عايشة فيه شوية.
اقترب وحاوطها بحنان هامسا غمضي عيونك واطمني..هننام وبعد شوية هنصحي أذا أراد ربنا وهتتأكدي انك مش في حلم.
تراخت أهدابها رويدا و سريعا ما غطت بنوم عميق كانت تحتاجه بشدة وكلمات الطبيبان بتوائمها الأصحاء تطوف في عقلها تبتسم رغم غفيانها يهمس جسار أحلمي يا حبيبتي حلمك خلاص بقى حقيقة وبحذر نهض من جوارها ليتوضأ ويصلي شاكرا ربه ويدعوه بنجاة صغاره
بدأت خيوط الشمس تنفذ إليهما لتبدأ شمس بإفاقة ثم أشرعت عيناها تستوعب ما حولها وبغتة تدفق لذهنها ما حدث بالأمس فأمسكت بطنها وهي تغمغم بما يشبه الهذيان أنا مش بحلم! الدكتور جمال قال اني هجيب تلاتة والدكتور التاني قال انهم مش مشوهين!
ثم راحت تنظر حولها بړعب ودون وعي دفعت زوجها الراقد جوارها پعنف صائحة جسار أصحى يا جسار.
استيقظ بفزع وهو يصيح في ايه يا شمس حصلك حاجة وجد وجهها غارق بدموعه باحتواه بين راحتيه پخوف بټعيطي ليه حبيبتي مش الدكتور قال التوتر غلط
غمغمت بخفوت حصل ايه امبارح هو احنا روحنا للدكتور طب قالنا ايه
ايقن شتاتها وظنها الخائڤ ان ما عرفوه بالامس كان مجرد حلم فابتسم وعيناها مطولا ثم قال وهو يزرع نظرته القوية بمقلتاها ويحدثها بحنان احنا روحنا لاتنين دكاترة قالوا ان مراتي الحلوة هتجيب تلات توائم حلوين زيها ومش مشوهين خالص بأمارة ما دكتور جمال بكى علشانا وقال هيتابعك لحد الولادة عشان يطمن وبعدها رجعنا هنا ونمتي في وبعدين صحيتي دلوقت أتأكدتي بقا انه مش حلم
كانت عيناها متسعة ووجهه بفضول گ طفلة مبهورة بقصة يسردها لها أبيها..أخذت تضحك وهي تتمتم يعني أنا مش بحلم يا جسار! أخيرا هشوف ولادي واحضنهم واشم ريحتهم.
_بإذن الله حبيبتي ربنا يقومك بالسلامة رفعت وجهها إليه طب هنفرح بابا وماما والعيلة كلها امتى
_ هنعزمهم كلهم عندنا بكره ونقولهم بس مش الخبر كله _ازاي مش هنقولهم الخبر كله
_يعني هيعرفوا انك حامل في طفل غير مشوة ووقت الولادة خليهم يتفاجئوا لما تولدي إن شاء الله بالتلاتة.. ايه رأيك راقها اقترحه كثيرا فصاحت
موافقة جدا.
_ خلاص انا هعمل أوردر بكل حاجة من برة هنحتاجها بكرة عشان انتي تقعدي وسطيهم زي الملكة متعمليش حاجة مفهوم يا مشمش.
ضحكت بدلال ممزوج بفرحتها مفهوم ياجسورتي.
حذرها بعبث محبب بلاش جسورتي دي لحد ما تولدي خليني مؤدب وماسك نفسي للأخر.
قهقهت عاليا فعاد وضحكتها الصافية يدوي صداها في قلبه وروحه وداخله يتضرع لله شكرا لما وهبه من سعادة كان ينتظرها ك ليلة العيد.
كلما أخبر جسار أحدا من عائلتيهما بحمل زوجته وصحة طفلهما يبكي ويعانقه بقوة الجميع كان قلبه يرتجف من سعادته بحمل تلك المسكينة التي صبرت كثيرا هي وزوجها من الله عليهم وروى قلوبهما بما تمنوا وسوف يحصون الساعات والأيام إلى أن يحين موعد قدوم صغيرهم العزيز..لا يعلمون أن مفاجأة اكبر تنتظرهم حين يبصرون الصغار الثلاث.
بعد خمسة أشهر.
ينهب جسار ردهة المشفى مجيئا وإياب حوله كل عائلته والجد نادر وأسرته هو الأخر حاضرون مترقبين ذاك الحدث الهام..الجميع يتضرع أن يقر أعينهما بطفلهما المعافى ولا يعلمون حقيقة ما ينتظرهم.
انفرج الباب فجأة ليهرول جسار علي الطبيب وخلفه أبيه أمين وعمه رضوان وولدي الأخير حمزة و ريان.
_ طمني يا دكتور جمال ولادي