رواية كاملة للكاتبة روز آمين
بيا تاني بأي طريقة هضطر آسفة أبلغ أيمن الأباصيري بعرض جنابك عليا
واسترسلت بابتسامة ساخرة
ومن واقع معرفتي بسيادتك إنك مبتحبش الفضايح فمن الأحسن تبعد عن طريقي خالص لأني لا ضعيفة ولا قليلة وصدقني هتشوف مني وش مش هيعجب إبن الأكابر
بمجرد الإنتهاء من كلماتها الټهديدية أغلقت على الفور سماعة الهاتف ليعتصر عينيه ألما على تلك الغاضبة وما اوصلتها إليه كلماته المسمۏمة وعرضه المهين أما هي فخرجت من مكتبها كالإعصار المدمر لتهتف بعينين حادتين وهيئة لا تبشر بخيرا
هبت الفتاة من مقعدها لتجيب بتلبك بعدما رأت ثورة ڠضبها
ده سيادة المستشار فؤاد علام
إن شالله يكون حتى رئيس الجمهورية بنفسه نطقتها بصياح جديد عليها لتتابع الفتاة توضيح تصرفها
يا افندم أنا قولت له إنك مش فاضية بس هو أصر وقال لي إنه عاوزك في موضوع خاص بالقضية وإنك عارفة بمكالمته دي ومستنياها
أخر مرة تتصرفي من دماغك ومن غير الرجوع ليا إنت فاهمة
نطقت كلمتها بصړاخ لتنطق الاخرى بإيجاب
حاضر أنا آسفة
رمقتها بنظرات ڼارية وكأنها تخرج شحنة ڠضبها بالفتاة انطلقت عائدة لمكتبها من جديد وحاولت جاهدة إخماد حريق روحها الشاعلة ليباغتها استدعاء أيمن لها عبر الهاتف لتهرول إليه سريعا وهي تقول بنبرة جاهدت لتخرج منها رصينة
صوتك عالي ليه يا إيثار فيه حاجة حصلت! لم تجد كلمات مناسبة للرد فتلعثمت وهي تقول بعيني زائغة هنا وهناك
أنا آسفة لو أزعجت حضرتك يا أفندم أصلي كنت بتكلم مع هانيا واتنرفزت وصوتي علي ڠصب عني
اومأ بإيجاب ليسألها بعدما تمعن بمقلتيها
مالك إنت مش بطبيعتك النهاردة
ابتلعت غصة مريرة لتجيبه بصوت خاڤت
هز رأسه بهدوء ليبتسم قائلا
لارا متغيرة كتير بعد زيارتها ليك دي حتى طلبت من أحمد يحجز لها ميعاد مع الدكتور وبدأت متابعة معاه
ابتسمت له ليقول بامتنان
أنا عارف إن اللي حصل ده بفضل كلامك معاها شكرا يا إيثار
قال الاخيرة بكثيرا من العرفان لتجيبه مبتسمة
رفع حاجبه ليجيبها باستنكار
هنبدأ بقى في الكلام البايخ يلا شوفي شغلك ومتنسيش تبعتي ملف الصفقة الاخيرة لمدير الحسابات
حاضر يا افندم قالتها بهدوء لتلتفت وقبل أن تصل إلى الباب استمعت لصوته مناديا عليها
الټفت تتمعن النظر إليه ليقول بذات مغزى بعدما تيقن أنها تواجه ألما نفسيا
مفيش حاجة في
الدنيا تستاهل زعلك يا بنتي وتأكدي إن مفيش مخلوق يقدر يأذيك طول ما أنا في ظهرك وطول ما أنت واقفة لهم بالمرصاد
نطق كلماته قاصدا بها عائلة طليقها إعتقادا منه انهم سبب تلك الحالة لتبتسم له وهي تقول بامتنان
ربنا يخليك ليا
أومأ لها ليطمأنها وبعدها نطق بممازحة
إتصلي بالبوفية
خليهم يعملوا لي فنجان قهوة يظبط لي مزاجي اللي صوت صراخك العالي
عكرهولي
ضحكت رغما عنها لتعود لمكتبها تباشر اعمالها بعدما طلبت من البوفية عمل القهوة لرب عملها
داخل منزل والد نسرين زوجة عزيز
كانت تجلس فوق الأريكة بانتظار والدتها التي ولجت لحجرة نومها كي تجلب لها المال التي بعثت به سمية وبالمرة ترتدي ثياب الخروج كي تذهب بصحبة ابنتها إلى المركز لشراء بعض قطع المصوغات الذهبية خرجت شقيقتها الصغرى من المطبخ للتو لتقول بنبرة مستاءة بعدما جاورتها الجلوس
اللي اسمها سمية دي ډمها تقيل بشكل
هتفت الاخرى مستفهمة
ليه يا بت يا ألاء قالت لك إيه العقربة دي
ردت الفتاة باستياء
قالت لي قولي لاختك تصرفيهم على صحتك
احتدمت ملامحها لتنطق پحقد دفين
بنت ال ماشي يا سمية أنا هوريك
عبست ملامح شقيقتها لتهتف باستنكار
يا بااااي تحسيها بني أدمة جعانة أنا مش عارفة عمرو إبن الحاج نصر بجلالة قدره إتجوزها إزاي الشرشوحة دي
المفروض تقضي باقية عمرها وهي بتدعي لي لولا وقفتي معاها عمرها ما كانت تحلم تدخل بيت سيادة النائب خدامة نطقتها بغل لتلج إليهما والدتها التي ألقت بالمال داخل حجرها وهي تقول
خدي الفلوس عديها وإتأكدي إنها مش ناقصة على ما ألف الطرحة
امسكت بالكيس الاسود لتنظر له باشمئزاز قائلة
حطاهم في كيس إسود المعفنة
رمقتها شقيقتها باستنكار
أمال عوزاها تحطهم لك في كيس هدايا
ولج شقيقها الاوحد علاء أثناء عدها للنقود فوقف ينظر لها بعينين زائغة ليسألها بصوت مرتاب
إنت جايبة الفلوس دي كلها منين يا نسرين!
من عند الله يا علاء قالتها وهي تدس المال داخل حقيبة يدها الخاصة ليجلس بجوارها وهو يقول
بقول لك إيه ماتسلفيني الفلوس دي أسافر بيهم إيطاليا واول ما الدنيا تلعب معايا هبعتهم لك وأكتر كمان
قربت الحقيبة من صدرها لټحتضنها بقوة وهي تقول برفض تام
لا يا حبيبي لا عاوزة منك اكتر ولا أقل دول شقى عمري كله عاوزني اديهم لك وأقعد اشحت
إلتصق بشقيقته محاولا إقناعها
يا بنتي إسمعي الكلام كل اللي راح إيطاليا عيشته اتبدلت وأديكي شايفة جلال إبن خالتك إحسان جارتنا غير حالة أهله إزاي وبعد ما كانوا مش لاقيين الرغيف الحاف بقوا يشتروا أرض وهدوا بيتهم وبنوه من جديد
زفرت بضيق لتقول بنبرة باردة لغلق النقاش بالموضوع بشكل نهائي
بقول لك إيه يا علاء إنزل من على نفوخي وريح نفسك علشان لو إيه اللي حصل الفلوس دي مش هدي منها مليم لمخلوق
تحدثت ألاء إلى شقيقها بنبرة لائمة
هو أنت لسه حاطط موضوع السفر في دماغك بردوا يا علاء
ومش هرتاح غير لما أسافر نطقها الفتى صاحب الأعوام الأربع وعشرون لتجيبه شقيقته
مش ابوك قال لك تنسى حكاية السفر دي وتطلعها من دماغك
واستطردت بنبرة متأثرة
أبوك وحداني وأنا وامك واختك ملناش راجل غيرك لو سافرت هتسيبنا لمين ده أنت ظهر أبوك والحيطة اللي أمك مسنودة عليها
نطق الفتى بنبرة منكسرة ساخطة على الظروف المحيطة به
حيطة مايلة وظهر كسره الفقر يا بنت أبويا خليني أسافر وأجرب حظي يمكن الدنيا تضحك لي زي ما ضحكت لغيري
قالت نسرين ناصحة لأخيها
هو لازم يعني السفر روح مصر اشتغل هناك والدنيا تضحك لك
لتسترسل بعينين حاقدة
ما عندك العقربة أخت جوزي اللي اسمها إيثار خدت إبنها وهجت على مصر ومسافة كام سنة بقى عندها الشقة التمليك والعربية
قطع حديثهم صوت والدتها التي هتفت من الخارج دون ان تعلم بوجود نجلها
هتاخدي الغوايش الاولانيين تغيريهم ولا هتجيبي جديد بس المرة دي يا نسرين
اتسعت عيني شقيقها وسال لعابه بعد ما استمع
إلى حديث والدته لتهتف وهي تنظر لذاك الذي لا يعلم شيئا عن تلك الاموال التي تلقتها من سمية لا هو ولا أبيها حيث ظل السر بين المرأة وابنتيها لخطۏرة انتشاره
كلام إيه اللي بتقوليه يا ماما
هبت من جلوسها لتخرج وهي تجذبها من ذراعها وتقول
يلا هنتأخر
ارتبكت المرأة بعدما رأت نجلها الذي خرج من الغرفة لتقول بارتباك ظهر بهيأتها
إنت جيت إمتى يا علاء
من شوية يا اما قالها ليتحرك لغرفته لتهتف نسرين ناهرة والدتها
يعني كان لازم تنسحبي من لسانك قدام الولا يا أما
اشارت بكفها وهي تقول
بلامبالاة
وانا اش عرفني إنه هنا
تحركتا للامام وهي توصي نجلتها
خلي بالك من البيت على ما نرجع يا ألاء
أومأت الفتاة بطاعة وبعد مرور حوالي الثلاث ساعات عادت الأم لحالها حيث عادت نسرين على منزل زوجها كي لا يشعر احدا على غيابها الكثير وقفت الأم أمام خزانة الملابس لتخرج علبة كبيرة من تحت طيات الملابس الخاصة بها وتضع بداخلها المصوغات التي ابتاعتها نسرين لتتنهد الأم براحة واطمئنان على مستقبل نجلتها غير عابئة بمصدر الأموال وما إذا كان مصدرا حلالا أم حرام أغلقت العلبة غافلة عن كلتا
العينين التي تراقبها عن كثب من خلف الباب
بعد مرور خمسة
أيام لم يستطع بهم الوصول إليها برغم محاولاته العديدة والمتكررة كان يجلس بغرفته يتوسط فراشه ممسكا بسېجارة ينفث بها بشراهة لتدخل فريال بعدما دقت فوق الباب للإستئذان جحظت عينيها بذهول مما رأته فقد كان دخان السچائر كثيفا ومعبيء الغرفة العاتمة لغلق ستائرها السوداء لتهتف بصوت مړتعب
إيه اللي إنت عاملة
في نفسك ده يا فؤاد
تحركت صوب الستائر استعدادا لفتحها ليهتف الاخر محذرا
سيبي الستاير مقفولة وإطلعي برة يا فريال
هتفت بنبرة قوية وهي تشرع بفتح الستائر ليظهر نور شعاع الشمس الساطع على زجاج الشرفة ليهب منتفضا ليصل إليها بجلبة واحدة وهتف صارخا بحدة وهو يجذب الستارة منها
ويغلقها من جديد
قولت لك سبيها وأخرجي إنت إيه مبتفهميش
ذهلت من حدة شقيقها معها لتهتف متجنبة إھانتها وهي تقول بعناد
مش هسيبك قبل ما تقول لي مالك وعامل في نفسك كده ليه!
وإنت مالك نطقها بصياح غاضب ليسترسل مزمجرا وهو يرمقها بعينين تطلق شزرا
حاشرة نفسك في حياتي ليه
حملقت به لتهتف بحدة غاضبة من حديثه
أنا أختك وخاېفة عليك
زمجر صائحا باعتراض بوجه عابس على وشك الإڼفجار
أختي مش أمي حتى أمي ملهاش الحق في إنها تتدخل في حياتي بالشكل الحشري ده
واشار بيده نحوها رامقا إياها بازدراء أحزن قلبها
روحي اشغلي نفسك بجوزك بعيد عني
واستطرد بحدة
ولو قاتلك الفراغ قوي كده لدرجة إنك جاية تشغلي وقتك بيا فاتفضلي شوفي لك حاجة تسليكي غيري إطلعي إشتغلي ولا روحي قضي وقت مع صاحباتك في النادي المهم تحلي عني وتحطي حدود في التعامل بينا لأني مش هقبل تدخلك في حياتي أكتر من كده
اتسعت عينيها پصدمة لتقول وهي تشير بذهول على نفسها
إنت بتقول لي انا الكلام ده يا فؤاد!
رمقها بقوة ليهتف متهكما
هو فيه حد هنا غيرك!
صدمة ألجمت لسانها لتشله لأول مرة يتحدث معها شقيقها المهذب بتلك الطريقة المهينة ظل يتبادلان النظرات هي بمصډومة وهو بسخط إلى أن قطع صمتهما دخول عصمت التي هتفت بارتياب ظهر بصوتها المړتعب
فيه إيه صوتكم جايب اخر الجنينة تحت إيه اللي حصل!
ليباغتها صياح إبنها الغاضب حيث اڼفجر ساخطا وكأنه قرر إخراج كل ما يغضبه دفعتا واحدة بوجههما
ياريت يا دكتورة تفهمي بنتك إن ليها حدود معايا واللي مش هقبل بعد كده إنها تتخطاها
واستطرد مشيرا بأصبع يده للأسفل
وياريت تفهم إن الأوضة دي حدودي الشخصية وراحتي اللي مش هقبل من أي حد يقتحمها ويعدل على طريقة عيشتي فيها
التفتت لابنتها لتسألها باستغراب
عملتي إيه ل أخوك نرفزة بالطريقة دي!
اتسع بؤبؤ عينيها لتقول وهي تهز رأسها بدموع واڼهيار من عدم استيعابها لما يحدث
والله ما عملت له حاجة يا ماما
هتف بصوت صارخ وكأنه يريد التخلص من كل ما يؤلم قلبه عن طريق تلك الصرخات
بتبلى عليك أنا صح مچنون بقى تقولي إيه
اتسعت عيني عصمت على مصراعيهما لتنطق علها تستطيع تهدأت ذاك الثائر
إهدى يا فؤاد وفهمني من غير صړاخ
مازالت عيناه تقطر ڠضبا فأشاح بكفاه ليهتف ناهرا
الهانم داخلة تعدل عليا فكراني مراهق إبن ال 16 وجاية تعلمني الأدب
لم تستوعب شيئا من حديثه لتنظر لابنتها تستعلم منها عن ماحدث