الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية كاملة للكاتبة روز آمين

انت في الصفحة 51 من 138 صفحات

موقع أيام نيوز


بها وهو يقدمها لعائلته قائلا بابتسامة أظهرت عشقه لتلك الجميلة 
ودي إيثار مراتي  
نزلت كلماته على عصمت وفريال وماجد لتشتت عقولهم وتشل تفكيرهم ليدخلوا في حالة من الذهول التامأما والده فكان على علم بزواجه مسبقا حيث أخطره عبر الهاتف على عجالة وهو في طريقه إلى كفر الشيخ وبعث له عنوان منزل غانم ليضعه معه بالصورة وبرغم اعتراض علام على زج ابنه لحاله بتلك القصة وتفاصيلها العجيبة إلا أنه احترم رغبته لإيمانه القوي بذكاء ورسوخ عقل ابنه وأيضا لمس من بين كلماته المتلهفة لإنقاذها عشقا جارفا قد تملك من قلب نجله الحبيب ووصل لروحهوأيضا أخبره بشأن الزواج قبل دخوله لمكتب المأذون الشرعي لكنه لم يتوقع أن يأتي بها إلى هنا بالوقت الراهن فقد توقع تمهيده بالحديث عنها وتفسير ما حدث لوالدته وشقيقته اللتان صدمتا من واقع الخبر عليهماتحمحمت وأنزلت بصرها للأسف بخجل وكأنها للتو فاقت ووعت على حالها فقد تشوش عقلها جراء الصدمة التي تعرضت لها اليوم وجعلتها لا تحسن التصرف والتفكيريا الله كيف سمحت لحالها الدخول لهذا القصر العريق بتلك الحالة المزريةهيأتها وجسدها الهزيل وهالات عينيها السوداء ناهيك عن ملابسها السوداء والتي لم تقوم بتغييرها منذ يومين انتشلها من صډمتها وشرودها صوت علام الذي تحدث بابتسامة هادئة وهو يقوم بالترحيب بها كي يخرجها من حالة الخجل التي شملتها وظهرت بينة فوق ملامحها 

أهلا وسهلانورتي البيت يا بنتي
ابتلعت ريقها لتخرج الكلمات منها بصعوبة وهي تجيبه بوقار لشخصه الكريم 
متشكرة يا أفندم
لازالت الصدمة تعلو على ملامح عصمت وهي تتطلع على تلك الواقفة بمقابلتها وتنظر لها تارة وتارة أخرى لذاك الصغير الغافي بإطمئنان على كتف نجلها وكأنه ملاذهنظرت إلى فؤاد لتسأله بتيهة 
مراتك إزاي وإمتى
هحكي لك كل حاجة يا حبيبتي بس مش وقته
ليسترسل وهو يقربها عليه ويضمها باحتواء شمل روحها قبل جسدها
على فكرةبابا إيثار إتوفى من
أربع أيام
البقاء لله يا بنتي نطقها علام بتعاطف لتجيبه بقلب عاد لېنزف دما على عزيزه 
لا إله إلا الله محمد رسول الله 
فاقت عصمت على نظرات فؤاد اللائمة لتتطلع عليها وهي تقول بصوت هادئ خالي من المشاعر جراء صډمتها 
البقاء للهالله يرحمه ويصبرك
الدوام لله متشكرة لحضرتك كلمات نطقتها بالكاد لينطق ماجد المتعجب من كل ما يحدث من حوله 
البقية في حياتك يا مدام وأهلا وسهلا بيك
نطقت باقتضاب ونظرها للأسفل فلم تعد تستطيع النظر بأعينهم بعدما وعت على المأزق الذي وضعها به ذاك الفؤاد فى غفلة منها 
متشكرة
نظر علام لصغيرته يحثها على النطق ولو ببضعة كلمات بسيطة كي لا تزيد من شعور الخزي لدى تلك المستجدة بمنزلهم والتي أختارها ولده ليعلنها بين ليلة وضحاها زوجة لهزفرت بضيق قبل أن تنطق بصوت خالي من المشاعر وهي تقول بكلمات مقتضبة 
البقاء لله 
ردت عليها بهزة صغيرة
من رأسها لينطق فؤاد بصوت واضح عليه الحبور رغم صعوبة الموقف 
الجناح اللي جنب جناحي نضيف يا مامالأن إيثار هتبات فيه مع يوسف لحد ما نظبط أمورنا بكرة
ابتلعت عصمت لعابها لتجيبه سريعا بعدما نبهها بعينيه 
آه نضيفسعاد لسه منضفاه إمبارح هي والبنات
أراد أن ينهي ذاك اللقاء الغير لطيف كي لا يزيدها على حبيبته ليتسترسل بهدوء 
كويس يا حبيبتيياريت تدي خبر للمطبخ يطلعوا لنا عشا خفيف في جناح إيثار ليا أنا وهي
حاضر يا فؤاد نطقتها بصوت خاڤت لتسترسل حين رأت خجل إيثار وحزنها يملؤ عينيها 
نورتي يا بنتيومرة تانية البقاء لله
متشكرة نطقتها بصوت مندثر من شدة خجلها ليحاوط خصرها بساعده القوي وهو ينطق بنبرة حنون 
يلا يا حبيبي علشان ترتاحي
إلتفتت إليه على استحياء وكادت روحها أن تزهق من حركته المباغتةيا لجرائتك كيف لك أن تنطق بتلك الكلمة بكل ذاك السحر والحنان أمام الجميع دون حياء هكذاتحركت بجانبه واتجهت أعين الجميع لتصاحبها حتى اختفت داخل بوابة القصر بصحبة ذاك المحتوي لهاخطت بساقيها لداخل القصر وباتت تتطلع عليه بذهول وعدم استيعاب لفخامة تصميمه المبهر وأثاثه الفخمشعرت وكأنها ولجت لاحد القصور الملكية لشدة فخامته وبلحظة حزن داخلها وتيقنت أنها اتخذت الخطوة الخطأ مابالها هي بالقصور وساكنيهاهي إيثار إبنة غانم الرجل الفقير إلى الله والذي عاش حياة شاقة لم تخلو من المشاكل والصعوبات حتى مماتهاستمعت لهمسه وهو يتوجه بها نحو
الدرج ليقول بعدما شعر بثقل حركتها 
قادرة تطلعي ولا تستنيني أطلع يوسف وأجي أشيلك
تطلعت عليه بعيني لائمة لتسأله بعتاب حزين 
ليه جبتني هنا
خلينا نطلع ونتكلم فوق أحسن نطقها بعينين أسفة لتقطع حديثهما صوت سعاد رئيسة العاملات لتتحدث وهي تنظر لتلك الدخيلة 
حمدالله على السلامة يافؤاد باشا
الله يسلمك يا سعاد قالها بصوت جاد ليسترسل 
جهزي لنا عشا خفيف ليا أنا والمدام وطلعيه في الجناح اللي جنب جناحي
حاضر يا باشا واقتربت عليه لتستعد لحمل الصغير وهي تقول 
هات الولد عن حضرتك وخليني أطلعه
بصوت جاد أجابها 
أنا هطلعهإبعتي لي حد من البنات لجناح الهانم علشان تجهز لها الحمام
ليسترسل وهو يتطلع على أميرته 
على فكرة مدام إيثار تبقى مراتي ياريت تبلغي الكل وعاوزكم تاخدوا بالكم منها كويسكل طلباتها تتنفذ في نفس اللحظة
أجابته بتأكيد وقوة 
أكيد طلبات الهانم أوامر يا سعادة الباشاألف مبروك يا هانم نورتي القصر
كانت تستمع لهما بعقل مشتتعن أي هانم تتحدث تلك البلهاء وعن أي أوامرابتلعت لعابها وهي تهز رأسها ببلاهة لتلك المرأة الخمسينية الوقورة والتي ترتدي ثيابا فخمة ك ثياب الطبقة المخمليةحثها على التحرك لتجاوره الصعود وكلما تفقدت مكانا جديدا بالقصر انبهرت أكثرتحركا بالممر المؤدي إلى الغرف المتعددة والتي من كثرتها لم تركز بعددها حتى وصلا لباب معين ليقف ناطقا بكلمات ذات مغزي وكأنه يمهد لها بما سيحدث بالمستقبل القريب
ده الجناح اللي هتقعدي فيه مع يوسف مؤقتا
ليسترسل وهو يوجه عينيه إلى الباب المجاور ليقول بتمني 
وده جناحنا اللي إن شاء الله هتجي لي فيه وقريب قوي
ليغمز بعينيه وهو ينطق بابتسامة رائعة 
وبنفسك من غير أي ضغط مني
خجلت من نظراته الجريئة لها وكلماته التي تحمل معنى معين ليدير مقبض الباب المقصود ويتقدمها بالدخولضغط زر الكهرباء ليشتعل الضوء وتظهر فخامة الغرفة ليتحرك ويضع الصغير بمنتصف الفراش ودثره جيدا بالغطاء الوثير ليميل عليه واضعا قبلة حنون فوق وجنته الوردية ليتلمس شعر رأسه الحريري تحت نظراتها المتعجبة من شدة حنيته على الصغيرڼصب ظهره ليقول ومازال متطلعا لوجه الصغير بحنين 
شكله منامش كويس بقي له مدة
باغتته بسؤالها والدموع قد اجتمعت بعينيها مع نظرة عتب تألمت لها روحه 
ليه يا فؤادليه تحطني في الموقف البايخ ده ليه تعرضني للحرج ده كله قدام
عيلتك! 
نظر لها لتكمل محملة حالها الذنب كله 
الحق كله عليا مكنش لازم أسمع كلامكالمفروض كنت روحت على بيتي
هنا بقى بيتك خلاصإنت مراتي نطقها بصوت متشوق قاصدا بنظراته التي شملتها كل معاني تلك الكلمة التي هزت كيانهما وهو يمسكها من ذراعيها لينتفض جسدها أثر لمساته ليسترسل مؤكدا على ملكيته لها 
مكانك الطبيعي من النهاردة بقى معايا
هزت رأسها لتقول باعتراض 
على الاقل كنت روحتني على بيتي أرتاح وانام وبعدها أجهز لمقابلة أهلك
أجابها مع هزات معترضة من رأسه
مكنش ينفع أغامر بأمانك وارجعك بيتك هو أنت مشفتيش جنان الحقېر اللي اسمه عمرو ده رفع علينا السلاح يا إيثاروأنا واخدك وماشي
كان واقف زي المچنون ولولا إن أبوه منعه الله اعلم كان إيه اللي هيحصل
واستطرد بإبانة 
ده غير نصر نفسه إوعي يغرك كلامه الناعم ورضوخه للأمر الواقعده كان مجبر على كده بعد كلامي وټهديدي ليهلكن أنا متأكد إنه مش هيعدي اللي حصل بالساهل وهيحاول ينتقم
ليسترسل موضحا 
أنا حتى عزة خليت إتنين من ال Body Guard أخدوها على أوتيل علشان تبات فيه وبكرة هيعدوا عليها وياخدوها للشقة علشان تجيب لك حاجتك الضرورية
طب مفكرتش في نظرة أهلك ليا وهما بيشفوني لأول مرة بشكلي المؤرف ده نطقتها بحزن متجنبة جميع مبرراته المقنعة وكأنها لم تستمع إليها من الأساس لتسترسل بصوت حاد حزين 
هيقولوا إيه عليا
هتف بحدة ليقول والهلع بعينيه 
طظ في كل حاجة قصاد أمانك بالنسبة لي حمايتك إنت ويوسف أهم من أي شكليات فارغة
بس نطقتها لتعترض ليقضب كلماتها بقوله الحاسم 
خلاص بقى
وتابع بنبرة حنون وكأنه يطبطب على قلبها 
يلا علشان تاخدي شاور وتاكلييومك كان طويل ومحتاجة تنامي علشان ترتاحي
فركت كفيها بخجل لتنطق بصوت خفيض بعدما أطرقت رأسها للأسفل 
بس أنا مش معايا أي هدوم
لعڼ حاله ولامهاكيف نسي أمرا مهما كهذاتحدث بهدوء كي لا يحزنها 
أنا أسف يا حبيبي نسيت موضوع الهدوم ده خالصكل اللي كان شاغلني إننا نوصل لهنا بالسلامة واطمن عليكم
واستطرد وهو يهم بالتحرك 
هروح أجيب لك أي بيچامة من عند فريال أختي لحد ما أشتري لك بكرة كل اللي نفسك فيه
بحركة لا إرادية تمسكت برسغه بقوة لتحثه على التوقف ثم صاحت بعجالة بصوت حاد معترض أظهر كم انزعاجها من الأمر 
بلاش لو سمحتمش عاوزة أتطفل على حد ولا أقلل من نفسي أكتر من كده
لتتابع بعيني سكنها الحزن 
عاوزني من أول يوم أضايق أختك واستلف منها هدوم 
لتسترسل برفض تام يرجع لحساسية الامر بالنسبة لها 
وعلى فكرة أنا الحمدلله عندي لبس كتير ومش محتاجة حاجة من حد
بس أنا مش حد نطقها ليقترب منها ويتابع بنظرات عاشقة أثبتت مدى هيامه وحبوره وتفاخره بزواجهما 
أنا جوزك 
ارتعش جسدها لينتفض قلبها من مكانه وهي تستمع لكلمته الهائمة بكل ذاك الغرام المنطلق من عينيه لتتحمحم وتبتعد من شدة حرجها جراء إقترابه المهلك لروحهاابتسم لتورد وجنتيها وراق له تلبكها وبرغم كل ما أصابها من اقترابه إلا أنها ردت بخفوت 
ياريت تسيبني براحتي
تنهد لينطق بعدما قرر التوقف عن التلاعب بأعصاب تلك المڼهارة 
تمامهروح أجيب لك بورنس من بتوعي تلبسيه وتنامي فيه لحد ما عزة تجيب لك حاجتك بكرة
أومأت له بموائمة لينسحب وما أن شرع بفتح الباب ليتفاجأ بالعاملة التي اړتعب داخلها وفزعت بعدما باغتها سيدها بفتح البابنطقت بارتباك وصوت مرتجف 
أنا جاية أحضر الحمام للهانم يا باشا
إدخلي وحاولي ماتعمليش دوشة علشان الولد ميصحاشوشوفي طلبات الهانم ونفيذيها لها فورا قالها بهدوء قبل أن ينسحب سريعا لتدخل تلك العاملة وهي تتمعن النظر وتتطلع لترى من هي تلك المميزة التي استطاعت سړقة لب سيدهم العازف عن الزواج منذ سنوات عدة نظرت للطفل الغافي وتذكرت حديث العاملين بالمطبخ الذين فسر بعضهم نسوب الطفل إلى فؤاد لينكر البعض الأخر نظرا لمظهره الذي يوحي بتعديه الست سنوات بينما كان متزوجا ومستقرا بحياته من تلك ال نجلا ومن معرفتهم بطباع سيدهم القوة والوضوح والجرأة فمن كان سيمنعه من الإعتراف بطفله لو كان حقا يخصهراقبت إيثار نظرات العاملة المتفحصة للصغير لتنتبه على صوتها المتعجب وهي تسألها 
فيه حاجة! 
انتفضت الأخرى لتنطق بصوت مرتبك متأثرا بفزعها 
سلامتك يا هانمأنا جيت علشان أجهز لك الحمام
أومأت بتفهم لتدخل العاملة سريعا وتختفي خلف باب الحمام
عودة للأسفل 
مازال الجميع مصډومين من واقع الخبر عليهمنطقت فريال بحدة
 

50  51  52 

انت في الصفحة 51 من 138 صفحات