بقلم نونا المصري
أرسلت الشمس شعاعها الذهبي بعد أن غاصت في أغوار المحيط معلنة عن صباح يوم جديد فتسللت خيوطها الذهبية من نافذة غرفتة مريم وانعكست على وجهها واعطته لونا ذهبيا زادها جمالا شعرت بدفء لطيف يغزو بشرتها الصافية وجعلها تفحت عيونها ببطء ولكن سرعان ما اغمضتهما ورفعت يدها لتحجب ذلك الوهج الذهبي عن عيناها ثم التفتت الى جانبها ووجدت ابنها مايزال نائما بجانبها وهو كالحمل الوديع ابتسمت باشراقة وقبلت وجنته بكل حنان ولكن سرعان ما ادركت انها في غرفتها فهبت جالسة على السرير وقالت انا جيت هنا ازاي
تعرفه جيدا يقول لها كنتي كملي اللي بتعملي...انا مش همنعك.
فاتسعت ابتسامة ادهم وسمح ليده التي كانت تمسك بذراعها ان تصعد إلى كتفها فادارها ليصبح وجهها مقابلا لوجهه ولكنها احنت رأسها ولم تنظر إليه فلم يشاء ان يخجلها اكثر لذا ابتعد خطوتين للوراء وقال اكيد اتفجأتي لاني نمت هنا مش كدا يعني احنا قررنا اني هنام جنب ادهم بس شفتك نايمة على الكنبة فقلت مينفعش
اسيبك تنامي هنا وانا انام على السرير علشان كدا شلتك وسبتك تنامي جنب ابننا .
نظرت مريم اليه وقالت بدهشة ش.. شلتني !
فابتسم بخبث وقال ماتخفيش مكنتيش تقيله... بصراحه استغربت اوي لما شلتك لاني كنت فاكر ان وزنك اتقل من كدا .
فاشاحت بنظرها عنه واستطردت قائلة هروح اعمل شاور عن اذنك.
قالت ذلك ثم تحركت بخطوات سريعة نحو الحمام فدخلت واغلقت الباب خلفها ثم وضعت يدها على صدرها وشعرت بأن قلبها كان على وشك الفرار من بين ضلوعها اما هو فحاله لم يكن يختلف عن حالها ابدا.. بل حتى انه كان متوترا اكثر منها. رفع يده ومررها في شعره المشعث وتنفس بعمق وقال في سره انا اسف يا حبيبتي... عارف انك بقيتي تخافي مني بعد كل اللي حصل بينا زمان بس بوعدك اني هنسيكي كل حاجة وهحاول اخليكي تحبيني زي ما بحبك علشان نقدر نكمل حياتنا مع بعض ونربي ابننا احسن ربايه.
كانت مريم ما تزال جالسة على كرسي المرحاض تفكر
بأمر ادهم الذي صدمها بتصرفاته التي لم تستطيع ان تستوعبها ابدا.... فهي كانت تعتقد بأنه لا يحبها وانما تزوجها حتى يتحمل المسؤولية لانها ام طفله بالإضافة إلى الرغبة في تملكها فقالت في سرها طيب هو ليه اتغير كدا دا بقى لطيف اوي وكمان حسيت ان نظرته ليا اتغيرت معقول يكون ادهم الصغير هو السبب
قالت ذلك واخذت تفكر وسرعان ما اضافت معتقدش ... معقول بقى... بيحبني !
وبعد تفكير طويل هزت رأسها بنفي وقالت متوهميش نفسك يا مريم... دا اتجوزك علشان ابنه وبس وجايز بقى لطيف معاكي علشان يبان كويس قدام ادهم الصغير ولو افتكرتي انك بقيتي مهمة بالنسبة له تبقي مچنونة .
وبعد مدة زمنية محددة .....
انتهت من الاستحمام فارادت ان ترتدي ملابسها ولكنها لم تجدها فاتسعت عيناها عندما تذكرت انها دخلت إلى الحمام بسرعة دون ان تاخذ ملابسها فوضعت يدها على فمها وقالت يا نهار اسود.... ازاي نسيت الهدوم هعمل ايه دلوقتي ازاي هطلع من هنا وهو في البيت
فاخذت تتلفت حولها ووقع نظرها على منشفة كبيرة كانت معلقة بجانب الباب... اخذتها ولفت جسدها بها ولكن بالكاد اخفت قدميها وكتفيها بينما كانت قطرات الماء تتساقط من شعرها ووجهها فأمسكت بمقبض الباب ثم فتحته وعندما ارادت ان تخرج اصطدمت بصدر ادهم وتفاجأت بوجوده امامها مما جعل عيناها تتسع وسرعان ما عادت واغلقت الباب في وجهه فورا وصاحت به قائلة انت جيت هنا ليه متعرفش اني هنا !!
اما هو فرمش عدة مرات محاولا استيعاب ما حدث فقال انا.... جيت اطمن عليكي.... اصلك بقالك كتير في الحمام .
فابتلعت مريم ريقها وقالت بتلعثم ا... انا كويسه ومش محتاجة
حد يطمن عليا ...
ادهم طيب مادام انتي كويس يبقى اطلعي علشان انا كمان عايز اعمل
مريم انا كنت هطلع بس...
فعقد ادهم حاجبيه وقال من خلف الباب بس ايه
فاغمضت مريم عيناها بشده وقالت بأندفاع انا نسيت هدومي.
فتنهد ادهم وقال طيب ....تحبي اجيبلك الهدوم
فصړخت به من خلف الباب لاء... اوعى تعمل كدا.
ادهم امال عايزه تفضلي جوا يعني
فابتلعت مريم ريقها وقالت بتلعثم انا... انا .
فتنهد ادهم قائلا خلاص ... انا هروح اقف في البلكونة لغاية ما تطلعي.
قال ذلك ثم توجه نحو الشرفة بالفعل اما هي فلم تخرج فورا بل انتظرت قليلا حتى سمعت خطواته تبتعد ومن ثم فتحت باب الحمام قليلا فلم تجده فتنهدت وخرجت بسرعة متوجها إلى غرفتها... وعندما دخلت اغلقت الباب خلفها وتنفست الصعداء قائله الله ېخرب بيتك يا مريم... في حد عاقل يخش يستحمى من غير ما ياخد هدومه معاه لأ والألعن انك مش لوحدك في البيت !
قالت ذلك ثم فتحت خزانتها واخرجت ملابسها... اما ادهم فكان واقفا في الشرفة واضعا يديه في جيوب بنطاله وارتسمت على وجهه ابتسامة صغيرة عندما تذكر ذلك الموقف المحرج بالنسبة لكليهما فقال مچنونة قلقانه على ايه يعني ما انا شفت كل حاجة قبل كدا .
صرح بذلك بينه وبين نفسه وبعدها عاد إلى الداخل فتوجه نحو حقيبته التي كانت في غرفة المعيشة ومن ثم فتحها واخرج منها منشفة وبعض الملابس و الشامبو الخاص به ثم توجه نحو الحمام اما هي فانتهت من تسريح شعرها ونظرت الى ابنها النائم فتوجهت نحوه قبلت جبينه وذهبت الى المطبخ لتعد الفطور .
اما في مكان اخر من نيويورك......
فكان خالد يعد الفطور من اجل عمته سحر كالعادة فنزلت هي وتوجهت نحو المطبخ ثم ابتسمت قائلة صباح الخير يا حبيبي.
فالټفت خالد اليها وابتسم بدفء قائلا صباح الفل...ثواني والفطار هيجهز.
جلست سحر وقالت اخبار مريم وابنها ايه انا سمعت ان الواد اټعور .
فتغيرت ملامح وجه خالد وقال وهو يتابع تحضير الفطور مريم اتجوزت امبارح.
في تلك اللحظة دهشت سحر للغاية وسألت بتعجب اتجوزت...اتجوزت مين وازاي !
الټفت خالد اليها واجاب رجعت لجوزها... قصدي الراجل اللي خلفت منه
ابنها.
سحر هو هنا طب يطلع مين دا
ابتسم بسخرية واردف لو قلتلك مش هتصدقي.
سحر قلقتني يا خالد...مين الراجل دا
خالد ادهم عزام السيوفي.
اتسعت عينا سحر وسألته بدهشة قصدك امبراطور التجارة الإلكترونية !
فتنهد خالد قائلا ايوا... هو.
سحر معقول... ادهم عزام السيوفي يبقى جوز مريم اللي منعرفش عنه حاجة !
جلس خالد وقال ايوا هو...وباين عليه راجل خطېر اوي ومش سهل ابدا .
سحر والله دي مفاجأة كبيرة... يعني هي كانت متجوزه مليونير مشهور جدا في مصر وثروته متتقدرش ابدا بس سابت كل حاجة وجت تعيش هنا !
خالد اهو دا اللي حصل بقى.
فنظرت سحر بشك اليه وسألته لسه بتحبها يا خالد
اجابها بصدق الموضوع دا اتقفل من زمان اوي يا عمتي يعني انا بقيت اعتبرها اختي الصغيرة وبس وكمان انا بحب وحده تانية .
فابتسمت سحر وقالت الهام مش كدا
ارتبك خالد وسألها وانتي عرفتي ازاي انها هي
امسكت سحر بيده وقالت عيب يلاه... انا سوسو اللي تعرفك اكتر ما انت تعرف نفسك.
فابتسم
خالد وقال ايوا...انا بحبها هي... بصراحة انا بحبها من زمان يعني بعد ما قررت اني ابقى اخ مريم حسيت ان الهام هي البنت المناسبة ليا واللي حببني فيها اكتر تضحيتها يعني هي سابت اهلها وكل حاجة علشان مريم ودي تعتبر صاحبه مخلصة وانا بحب الناس المخلصين.
سحر طيب ومستني ايه ليه ما تتقدم لها
فتنهد خالد وقال بصراحة مش عارف...يعني انا حاسس انها كمان بتحبني بس خاېف يبقى احساسي غلط وكمان مش عايز افرض نفسي عليها لانها بتعتبرني زي اخوها .
سحر لا يا حبيبي...انا متأكدة انها بتحبك انا شفت دا في عينيها.
خالد قصدك ايه
سحر انا ست كمان واقدر افرق بين نظرة الحب عند الستتات من النظرة العادية... والهام بتبصلك بنظرة حب يابني ومش من دلوقتي وانما من زمان اوي.
شرد خالد بتفكيره واخذ يتذكر المواقف التي جمعته مع الهام خلال السنوات التي عرفها بها وكيف كانت تنزعج كلما رأته يقترب من فتاة اخرى في الشركة وكيف كانت تقلق عليه عندما يمرض و تشعر بالخجل كلما اثنى على جمالها او عندما كانت تصطدم به عن غير قصد فابتسم وقال عندك حق يا سوسو... انا دلوقتي اكتشفت انها بتحبني كمان.
فابتسمت سحر وقالت يبقى اسمع كلامي يا خلوده وروح اتقدم لها قبل ما اهلها يجوزوها لواحد تاني.
خالد خلاص... انا هعمل
كدا في اقرب فرصة.
تسارع في الاحداث..........
مر نصف النهار وكانت مريم برفقة ابنها في الشقة بينما عادت الهام ايضا لتطمئن عليهما اما ادهم فخرج منذ الصباح ولم يعد بعد ذلك مما جعل زوجته تتساءل عن سبب تأخره بالعودة فكانت جالسة هي وصديقتها في الشرفة بينما كان الصغير يحظى بقيلوله صغيرة