بقلم نونا المصري
في الغرفة وقالت الهام قوليلي بقى يا ميمي... ايه اللي حصل
فنظرت مريم اليها وقالت وهيحصل ايه يعني محصلش حاجة.
الهام انتي فاهمة قصدي كويس يبقى متعمليش نفسك عبيطه.
فتنهدت مريم وقالت اطمني... ملمسنيش... اساسا هو نام على الكنبة وانا وابني في الاوضه.
رفعت الهام حاجبها وقالت بدهشة معقول ادهم عزام السيوفي ينام على الكنبة !
الهام بس انتي بتحبيه يا مريم.
فقالت مريم بنبرة حزينة بحبه اه بس مقدرش اسامحه على اللي عمله فيا ... هو جرحني اوي يا الهام .
الهام متزعليش مني يا مريم بس الحق عليكي انتي... يعني لو كنتي قولتي للراجل انك عايزه الفلوس علشان اختك الله يرحمها تعمل العملية جايز محصلش كل دا وكان من الممكن ان نظرته ليكي تبقى مختلفه بس انتي اللي اخترتي مصيرك بنفسك.
قالت ذلك وتذكرت كيف صفعها ادهم في قبل سنوات عندما تزوجته اول مرة اي عندما كانوا في الفيلا الخاصة به وقتها كانت تريد ان تخبره انها تريد النقود لأجل انقاذ اختها ولكنه صفعها في غرفة النوم قبل ان تتمكن من اكمال جملتها وذلك ما جرحها كثيرا .
هزت مريم رأسها نفيا ومسحت دموعها ثم قالت لأ .. خلاص مابقتش فارقة معايا لو كان فاكر اني بعت نفسي علشان الفلوس او علشان حاجة تانية... اساسا هو مش بيحبني وانما كان عايز يمتلكني وبس.
مريم متستغربيش لان هو اللي قال الكلام دا.
فتنهدت الهام وقالت انتي غلطانه يا مريم... يعني لو تفكري شوية تعرفي ان ادهم عزام السيوفي
بيعتبرك مميزة وغير عن كل الستات والدليل على كلامي انه جيه هنا من اربع سنين علشان انتي طلبتي تقابليه وجايز لو مكنتيش طلبتي الطلاق مكنش طلقك ابدا.
في تلك اللحظة اخذت مريم تفكر بكلام الهام وشعرت في اعماق قلبها ان ما تقوله صديقتها صحيح ولكنها لم تشاء ان تصدق الامر لان ادهم طلقها بالفعل وغادر بكل برود ولو كان يحبها حقا لما فعل ذلك او كان اتصل بها ولو لمرة واحدة على الاقل خلال السنوات الماضية ولكنه لم يفعل... فتنهدت وقالت خلاص... اقفلي على الموضوع دا دلوقتي وقوليلي هتعملي ايه بعد ما انا ارجع مصر
اتسعت عينا مريم عندما سمعت ذلك وسألتها بدهشة وتسيبكي كل حاجة هنا
الهام انتي عارفه اني مقدرش ابعد عنك انتي وادهم الصغير... وبعدين يعني لحد امتى هفضل متغربه عن اهلي بالشكل دا اظن ان جيه الوقت علشان ارجع بقى.
مريم طيب وخالد
يا الهام... عايزه تتخلي عنو بجد دا انتي بتحبيه اوي .
فتنهدت مريم وقالت فكري يا الهام... معقول تسيبي كل حاجة تعبتي علشانها وترجعي بالسهولة دي
ابتسمت الهام ابتسامة مريرة واجابت ما انا عملت كدا من زمان وسبت كل حاجة في مصر علشان اجي هنا وهقدر اعمل كدا مرة تانية علشان ارجع بلدي...اساسا بابا كلمني امبارح وحسيت من طريقة كلامه انه عايزني ارجع مصر وبصراحه انا زهقت من البلد دي.
فامسكت مريم بيدها وغمغمت طيب يا حبيبتي... انا مش هقولك غير اسمعي صوت قلبك لانه هيدلك على الصح دايما.
الهام وقلبي بيقولي اني لازم ارجع بلدي.
في تلك اللحظة سمعن صوت باب الشقة يفتح فابتسمت الهام واستطردت قائلة الظاهر ان جوزك رجع.
أنكمش قلب مريم ونهضت من مكانها عندما سمعت ذلك ثم دخلت إلى غرفة المعيشة فوجدت ادهم قد عاد بالفعل اما هو فنظر اليها وقال
بدون مقدمات احنا هنرجع مصر بكرا.
اتسعت عيناها وسألته مش على اساسا هنحتاج اسبوع لغاية ما الاوراق تجهز
ادهم متشغليش بالك انتي في الحجات دي لاني زبطت كل حاجة وهنرجع بلدنا بكرا.
في تلك اللحظة دخلت الهام ايضا وسألته ازاي حضرتك يا ادهم بيه
فنظر إليها وقال الحمد لله.
ثم اضاف قائلا لمريم معندناش وقت كتير علشان كدا وضبي شنطتك وشنطة ادهم واعملي كل اللي انتي عايزه قبل ما نرجع .
فسألت الهام هترجعوا امتى !
نظرت إليها مريم وقالت حضرتوه عايزنا نرجع بكرا.
الهام يبقى انا هقدم استقالتي النهاردة علشان اقدر ارجع معاكي.
فنظر ادهم اليها بتعجب وسألها هترجعي انتي كمان
الهام ايوا يا فندم...اصلي بصراحة مقدرش ابعد عن مريم.
أعجب ادهم بالصداقة القوية التي تجمع بين مريم والهام وقال كويس.
ثم نظر إلى زوجته وسألها فين ادهم
فتنهدت وقالت نايم جوا.
ادهم هروح اطمن عليه.
قال ذلك ثم دخل إلى الغرفة اما الهام فنظرت إلى مريم وقالت وانا هروح الشركة بقى علشان اقول لخالد اننا هنرجع مصر بكرا وبعدها هرجع علشان اوضب شنطتي.
أومأت لها مريم برأسها قائلة اوك.
وبالفعل خرجت الهام من الشقة وذهبت إلى الشركة فكتبت استقالتها ثم توجهت نحوه مكتب خالد وقبل ان تدخل اخذت نفسا عميقا ثم طرقت الباب ودخلت فابتسم هو فورا عندما رأها ونهض قائلا والله انتي بنت حلال... من شوية كنت هتصلك.
ابتسمت الهام بحزن وقالت خير ..في حاجة
خالد اقعدي علشان نتكلم.
فجلست الهام مقابلا له وقال بصراحة عايز اكلمك في موضوع مهم.
قاطعته الهام من فضلك خليني اتكلم الاول.
فابتسم واردف اوي اوي.. اتفضلي.
وضعت استقالتها امامه وقالت دي الاستقالة بتاعتي.
في تلك اللحظة تغيرت ملامح وجه خالد وسألها بدهشة عايزه تستقيلي يا الهام طيب ليه !
الهام عايزه ارجع مصر مع مريم وهنسافر بكرا.
خالد ه.. هترجعي مصر !
الهام بصراحة جيه الوقت علشان ارجع عند اهلي واكمل حياتي معاهم .
خالد انتي متأكدة انك عايزه ترجعي
الهام ايوا...اساسا انا مقدرش ابعد عن مريم وابنها وبما انها هترجع فانا هرجع معاها لانها هي السبب اللي خلاني اجي هنا يعني لا مؤاخذة لولا مريم كنت رجعت مصر من زمان وكمان بابا عايزني ارجع وقال ان مش كويس افضل قاعدة لوحدي هنا بما اني بنت وانا لاقيت ان كلامه صح.
شعر خالد بخيبة أمل كبيرة عندما قالت له الهام ان سبب تواجدها في نيويورك هو مريم فحسب لذا تراجع عما كان سيقوله وابتسم ابتسامة مريرة ثم اردف برباطة جأش بما انك قررتي انك ترجعي فانا هحترم قرارك ومش هقولك غير اني بتمنالك كل خير في مصر .
فنظرت اليه بنظرة حزينة ولكنها ابتسمت وقالت متشكره... قولي بقى انت كنت عايز تقولي ايه
خالد متشغليش بالك.... كنت هسألك عن مريم لاني مشفتهاش بعد اخر مرة كنا فيها في
المستشفى.
الهام هي كويسه... ما انت عارف انها بتحب جوزها بس بتكابر وانا متأكدة انها هتبقى احسن بعد ما ترجع مصر.
خالد ان شاء الله.
وحملت الهام حقيبتها ثم نهضت قائلة يبقى انا همشي دلوقتي لان لازم اروح اجهز نفسي .
فنهض خالد ايضا ثم قال اوك.
ومد يده لكي يصافحها قائلا بتمنى انك اتخذتي القرار الصحيح يا الهام.
صافحته قائلة انا متأكدة ان اللي بعمله هو الصح.
فابتسم حتى يخفي حزنه وقال يبقى خلاص بتمنالك التوفيق والنجاح في حياتك.
فبادلته الهام الابتسامة وقالت متشكره... ودلوقتي عن اذنك.
قالت ذلك ثم غادرت مكتبه وهي تشعر پألم كبير في قلبها كما كان حال خالد كذلك حيث انه شعر بقلبه ېتمزق ولكنه قرر ان يحترم قرارها الذي اتخذته .
تسارع في الاحداث.......
مر الوقت سريعا واخيرا عادوا إلى مصر ...فنزلوا من الطائرة وكانت مشاعر مريم مضطربة للغاية حيث انها شعرت بالحزن الشديد فورا عندما تذكرت كيف هاجرت
هذه البلد منذ ما يقارب الخمس سنوات وكيف انها هربت إلى الجهة الأخرى من العالم فقط لتتخلص من حزنها ذرفت الدموع بصمت وهي تحمل ابنها الذي كان مستمتعا بعد نزوله من الطائرة التي استقلها لأول مرة بينما كان والده ينظر إليها بتمعن وشعر بحزنها وادرك انها تذكرت اختها التي ماټت وهي برعم صغير لم يشبع من الحياة اما الهام فكانت سعيدة برجعتها وفي نفس الوقت كانت حزينة لانها تخلت عن خالد وقررت بدأ حياة جديدة في بلدها .
وعندما خرجوا من المطار كانت سيارة ليموزين سوداء بأنتظارهم وكان سائقها سمير ابن العم محمود واقفا والبسمة ظاهرة على وجهه فركض نحوهم بسرعة وقال حمد لله على السلامه يا ادهم بيه.
ثم الټفت إلى مريم التي كانت تحدق به وعرف انها هي زوجة ادهم
التي حدثهم كمال عنها لانها كانت تحمل طفلا فقال بنبرة سعيدة نورتي يا ست هانم.
مريم متشكره.
سأله ادهم اهلي عاملين ايه يا سمير
فابتسم سمير قائلا دول هيطيروا من الفرح يا فندم خصوصا بعد ما كمال بيه قال لهم ان حضرتك عندك ابن.
فلاش باك.......
عندما عاد كمال الى مصر توجه فورا إلى منزل عائلة السيوفي فرحبت به زوجته رغد بسعادة حيث عانقته قائلة نورت يا حبيبي.
ابتسم وعانقها بدوره قائلا بوجودك يا روح قلبي... عامله ايه
فابتسمت رغد وابتعدت عنه قائلة بغنج بقيت كويسه بعد ما شفتك.
فامسك يدها وطبع عليها قبله ثم لمس بطنها المنتفخ قليلا وسألها اميرتي الصغيرة اخبارها ايه
ابتسمت واجابت هي كمان كويسه بس بقت شقية شوية وبتعذبني.
قبلها على جبينها واردف معلش يا روحي استحملي مفضلش غير خمس شهور وهتنورنا بنتنا الحلوة.
رغد ان شاء الله.
كمال قوليلي بقى فين طنت كوثر ومعاذ
فاحاطت رغد يديها حول ذراعه وقالت جوا... تعالى خلينا ندخل.
وعندما دخلوا المنزل حيث كان افراد العائلة جالسين قال كمال مساء الخير.
فابتسمت السيدة كوثر وقالت كمال ارجعت امتى يا حبيبي وفين ادهم !
فجلس كمال قائلا ادهم فضل في نيويورك يا طنت وانا رجعت النهاردة.
عقد معاذ حاجبيه وسأله وهو فضل هناك ليه
كمال يا جماعة في حاجة حصلت وانا رجعت علشان اقولكوا عليها.
فقالت السيدة كوثر بقلق خير ان شاء الله...
فابتسم كمال قائلا متخفيش يا طنت خير .
فقالت سلوى شوقتنا يا كمال.
رغد ايه اللي حصل يا روحي
كمال يا جماعة ادهم اتجوز.
فقال الجميع في آن واحد ايه !
ثم انهالوا عليه بالاسئلة فضحك قائلا اهدوا وانا هحكيلكوا على كل حاجة.
ثم اخبرهم ان ادهم