الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية ساكن الضريح بقلم ميادة مأمون

انت في الصفحة 19 من 55 صفحات

موقع أيام نيوز


حاكم بنات اليومين دول يا اختي بيحبو يمشو على الموضه حتى في اللبس ده كمان.
ماجدة بتوجس 
هو البيت ساكت كده ليه يا مجيدة و البت مالهاش حس.
مجيدة و قد بدي عليها القلق ادخلي شوفيها في المطبخ و لا يمكن طلعت اوضتها نامت شوية.
جرت ماجدة على غرفة الطهي تبحث عنها بها و هي تناديها دون جدوى لتخرج سريعا لأختها و هي تصرخ.

البت مش موجودة يا مجيدة حضرت الاكل وخلصته لكن هي مش موجوده.
يووه انتي هاتقلقيني ليه يمكن جوزها رجع و طلعو يريحو شوية في اوضتهم.
ماجده بصړاخ
يريحو هما و يقلقو راحتي انا اوعي يا اختي كده اما اشوف بنتي و اطمن عليها الاول.
يبقى ابنك يرتاح براحته بعد كده و سريعا ما صعدت الدرج و جرت نحو غرفة ابن اختها تدق بابها ظانه انهم بالداخل و تناديهم
مالك يا شذى انتو جوه طب لو انتي جوه ردي عليا يا حبيبتي ماتفتحيش طمنيني عليكي بس
لم تتلقى اي اجابه لذلك التفتت الي اختها التي صعدت إليها و هي تلتقط أنفاسها بصعوبه و هتفت....
ماحدش بيرد عليا يا مجيدة شكلهم مش جوه.
الحجه مجيدة و هي تقبض بيدها على مقبض الباب 
شكلهم هو انتي لسه هتقولي شكلهم اوعي كده.
واذا بها تفتح
الباب على مصرعيه و تدلف داخل الغرفه الفارغه الا من ملابس ابنها الملقاه بأهمال فتمسك قميصه المبلل بيدها و تهتف..
مالك كان هنا و مبدل لبسه و قميصه مندي اهو قصاد عنيكي.
ماجده بحيره 
اومال راحو فين بس
تعالي نشوفهم في الاوضة التانيه.
اسرعو الخطى نحو الغرفه الاخري و دقو بابها وايضا لم يتلقو اجابه فتحو الباب عنوه ليجدو الغرفه على حالها.
المناشف المبللة ملقاه ارضا الفراش مبعثر بطريقة عشوائية و هناك أيضا سترة مالك الصوفية ملقاه بجانبه.
لينظرو الاختان الي بعضهم و هم يضحكون فرحا و يتغامزون لتهتف الحاجه مجيدة و هي تمسك سترة ابنها بيدها..
يا الف نهار ابيض يا فرحة قلبي بيهم.
ماجدة بضحك 
ههههههه شوفي يا اختي العيال طب اومال سابونا و راحو فين بقى انشاءالله.
جلست الحاجه مجيدة على الفراش و هي مازلت تضحك و تقبل سترة ابنها و هتفت..
تلاقيهم اتكسفو نقوم نسمعهم و لا حاجه استنى اما اتصل عليه من تليفوني اكيد اخدها و راحو على شقتهم بقي.
اسدلت هاتفها و بحثت فيه عن اسم ابنها لتتصل عليه و يصدح رنينه الي اذنيها و تنتظر الرد.
و على الجهه الاخري تفاجئ هو برنين هاتفه و هو يوقف السيارة أمام مبنى شاهق الارتفاع علي النيل مباشرة.
و قد رأي اسم والدته فافتح مجيب الاتصال قبل أن يترجلو خارج السيارة و هو يشير لها بعلامة الصمت.
الو السلام عليكم يا أمي.
و عليك السلام و الرحمه يا قلب امك انت فين يا عريسنا اخدت عروستك و روحتو علي فين.
مالك متعجبا من فرحة صوتها و مما تقوله
اخدت عروستي! و روحنا على شقتي يا أمي عشان افرجها عليها احنا لسه واصلين اصلا.
اتاه صوت خالته الفرحة أيضا من بعيد شذي كويسة يا مالك والنبي خلي بالك منها وخدها براحه يا حبيبي و طمني عليها.
ضم حاجبيه ناظرا اليها بغرابه
هي كويسة جدا ما تلقيقش عليها ثم انزلق خارج السيارة ليفهم معنى حديثهم هذا بعيدا عن صغيرته التي مازلت وجهها حزين مغلقا باب السيارة حتى لا تسمعه.
هو في ايه يا أمي أنا ليه حاسس في نبرة صوتكم كده بحاجه غريبة انا مش فاهمها.
مجيدة بصوت فارح وهادئ في نفس الوقت
يا واد يا دكتور هاتعملهم عليا انا ما احنا شوفنا هدومك الي مرمية في كل حته والفوط المبلوله والسرير المتبهدل وخلاص بقى الف مبروك يا عين امك.
كاد ان يقطع شفتيه السفلي أثر ضغط أسنانه عليها لكن على كل حال هذا في صالحه لعلهم يهدؤ ويتركوهم لحالهم فترة دون سؤال ليستمع الي تكملة حديث والدته...
بقولك يا عريس قول لشذي ماتتعبش نفسها خالص وخليها مرتاحه يا حبيبي وماتشلوش هم الاكل انا و خالتك هانجيب ليكم بكره اكل يكفيكم لحد يوم الخميس بس لازم ترجعو بقى يوم الخميس عشان فرحكم ماشي يا مالك.
مالك سريعا
لالالاء بلاش تتعبو نفسكم ممكن ماحدش فيكم يجي لحد ما نرجع احنا الاتنين يا ريت تسيبونا لوحدنا اليومين دول يا أمي لو سمحتي.
ماجدة ممسكة منها الهاتف 
ماشي كلامك يا مالك بس ممكن تديني شذي اكلمها واطمن عليها.
مالك وهو يفتح باب السيارة ويجلس بجانبها 
انتي مش مصدقاني يا ماجده ولا ايه ولا تكوني مش مطمنه على بنتك معايا ثم فتح مكبر الصوت ليحثها على التحدث مع والدتها.
انا لو هخاف على بنتي من العالم كله هاطمن عليها معاك انت يا دكتور.
كلمات والدتها كانت كفيله بأن ترجعها عن خۏفها منه لتجيب عليها وهي تنظر في عينه بصوت متحشرج من أثر
البكاء.
ماااما
ماجدة بلهفه
حبيبة قلب ماما انتي كويسة يا شذي
ايوه يا ماما انا كويسة ماتخفيش عليا.
طب تليفونك مقفول ليه اابقي اشحنيه وخلي بالك من نفسك و خلي بالك من جوزك و اسمعي كلامه.
شذي بدموع وهي منحنية الرأس
حاضر يا ماما
سريعا ما سحب الهاتف و أغلق المكبر حتى لا تستمع والدتها الي صوت شهقاتها
تركها وحدها هذه المره و هو يشير بيده الي احد حراس العقار الآمنين..
مالك منهيا الحديث معهم 
اطمنتي بنفسك على بنتك يا ستي صدقتي اني لسه مأكلتهاش.
ربنا يطمن قلبك يا غالي ويريح بالك يارب.
مالك وهو يفتح للحارس حقيبة السيارة
طب سلام بقى عشان انتو اخدتو من وقتنا كتير اوي.
و على فكره انا مش عايز ازعاج خالص اليومين اللي قاعدينهم هنا يلا سلام بقى يا ماجده انتي و مجيدة.
ماجده ومجيدة معا بفرحه 
مع الف سلامه يا حبايبي.
وأخيرا ما أغلق الهاتف و تنفس الصعداء وهو يعطي الحارس الحقائب و يشير لأخر بأن يأتي اليه.
اخذ الحارس الحقائب واتجه بهم داخل المبنى وفتح هو بابها و انحني بجزعه نحو الصندوق الأمامي المقابل لها ثم فتحه وجلب منه دفتر ورقي وقلم و استدار اليها و هو يعتدل و همس لها.
يلا انزلي عشان نطلع بيتك يا عروسه..
وقف يدون بعض الطلبات وتركها جاحظة العينين تحاول أن تستوعب ما قاله لها.
خد يا بني الورقة دي و هاتلي كل الطلبات اللي فيها من السوبر ماركت.
اطاعه الحارس و اخذ تلك الورقة و ذهب.
و حينها شعرت بقبضة من حديد تضغط علي كفها الصغير و تجذبها للخارج.
يلا قولتلك انزلي و لا ناوية تباتي في العربية.
شعرت برجفة تسري في جسدها و هي تقف بجانبه.
حتى اغلق السيارة و سحبها خلفه بخطي سريعة لداخل البرج السكني.
تكاد ان تتعركل قدميها و هي تحاول أن تلحق بخطاه.
شذي بهمس 
بلاش يا ابيه انا مش عايزة اقعد هنا.
مالك و هو يزجها داخل المصعد بجمود 
من اللحظه دي مافيش حاجه هاتمشي بمزاجك يا شذى خلاص اللي انا هاعوزه هنا هو اللي هيحصل وانتي مش مطلوب منك غير الطاعه.
ادخليييي....
كانت عيناها معلقة بالشاشة الرقمية الماكنه في أعلى المصعد تعد الأرقام التي تنير بها.
كلما توقف المصعد في دور من الأدوار عيانها تنهمر بسيل الدموع بغزارة صوت انينها يقوي و يعلو
كلما زاد عدد الارتفاع شعرت بالابتعاد عن الارض بمسافة كبيرة.
ليصيح بها بعين كالجمر.
كفاية بقى صوتك العالي ده عايزه ټعيطي عيطي براحتك بس مش لازم ټصرخي كده.
شذي بصړاخ باكي 
انا بخاف من الأدوار العالية و مش حابه اقعد هنا لو سمحت رجعني بقى وكفاية لحد كده.
توقف المصعد في الدور الخامس عشر انفتح بابه أخيرا ليفعل كالسابق و يجذبها خارجه بقوه مثلما ادخلها وهو يسحبها خلفه مثل الشاه.
مالك معنفا اياها 
خلاص يا شذي لقد سبق السيف العزل.
توقف عند باب معين فتح بابه بمفتاحه الخاص و اذا به يدفعها بداخله برعونه و ينفض يدها من يده بقوه.
حمل هو الحقائب المتروكه بالخارج دلف مغلقا الباب من خلفه متجها للداخل متخطيها بلا مبالاه و هو يستهزء بها و يلقي عليها بعض الكلمات اللازعة.
يلا اتفضلي قومي مش عايزة تاخدي حريتك اظن مافيش مكان احسن من كده تاخدي حريتك فيه!
يلا مستنية ايه قدامك شقة طويله عريضه مساحتها ١٥٠ متر 
علي الاقل هنا مافيش حد غريب عنك ممكن يشوفك
حتى جوزك اللي هو انا مش هاكون معاكي هانزل و اسيبك تاخدي حريتك اللي انتي عايزاها يا شذى....
انت مش جوزي!! ولا يمكن اقعد معاك أو في
بيتك ده زي ما انت مش عاوزني انا كمان مش عايزاك.
صړخت بها شذي وقفت من علي آلأرض و اسرعت الخطى بصړاخ مستمر لا ينقطع و اتجهت نحو الباب.
انا مش هفضل هنا ثانية واحدة انا مش مجبرة اني اسمع كلام واحد مش معترف اني مراته اصلا
غير في الاوامر اللي كل شوية يأمرني بيها انا هامشي من هنا يعني هامشي.
و لكنها توقفت أمام هذا الباب المصفح المزود بقاعدة الكترونية ذات ازرار عديدة تقبض بيدها الصغيرة على مقبضه و لكنه لا ينفتح.
و فجأه شعرت بأن قدميها لا تلمس الأرض و يديه مكبلاها بالكامل.
يحملها بين يديه و يتجه به نحو الداخل بأتجاه الغرف.
لتعاود الصړاخ مره اخرى.
انا لا بكرهك و لا بحبك.
و موضوع انك تتكلمي و تتعاملي معايا ده مش بمزاجك انتي مراتي ڠصب عنك لما اكلمك ترضى عليا.
ثم حتة راضي بجوازنا او لاء دي مش بتاعتك انتي خالص.
شذي بصړاخ و قد تلفظت بما لا يحمد عقباه.
انت معقد يا ابيه!.
ايوه انت معقد و بطلع عقدك عليا انا مش عايزة اقعد هنا
الشقة دي لا يمكن تكون شقتي دي شقه انت كنت جايبها لغيري و غيري دي سابتك و راحت اتجوزت غيرك.
مشيني من هنا بقولك...
و أخيرا صمت صړاخها و صمت الكون كله من حولهم حين غافلها بصفعه مدوية
من كفه الذي هوي على وجنتها بكل قوته لتسقط علي آلأرض فاقدة للوعي.
تركها بالغرفه وحدها ليسرع في خطاه للخارج.
جلس وحده على الاريكة الموضعه في ساحة
الاستقبال الواسعه بوجه محتقن من أثر الډماء النافرة في عروقه.
يفكر من أين علمت بكل هذا الحديث لابد أن والدته هي التي حكت لها.
ما الذي اتي بهذه الذكري المؤلمة الوحيدة بالنسبة له على زهن والدته.
حتى تضعف كفته امامها بهذه الصوره على كل سيكون له معها حديث طويل حتى يعرف لماذا تحكي سره القديم للفتاة الوحيدة التي أصرت هي بنفسها ان تزوجها له.
آفاق من شروده هذا على صوت رنين الانتركام الخاص بالباب ليرفع سماعته و يتحدث بكلمه واحده.
مين.
اتاه من الخارج صوت الحارس الأمني.
الطلبات اللي حضرتك طلبتها وصلت يا دكتور.
فتح الباب و اخذ من يده الحقائب و املي عليه اوامره.
انا نازل دلوقتي و رايح المستشفى مش عايز اي ازعاج للهانم و لا اي حد يجي ناحية الباب ده.
الحارس بطاعة 
تحت امر حضرتك طبعا عن اذن حضرتك يا فندم.
مالك
 

18  19  20 

انت في الصفحة 19 من 55 صفحات