الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية ساكن الضريح بقلم ميادة مأمون

انت في الصفحة 20 من 55 صفحات

موقع أيام نيوز


وهو يعطيه بعض النقود
اتفضل انت و متشكر اوي.
وبعد أن رحل الحارس وضع الحقائب على طاولة الطعام و اخرج هاتفها من جيب بنطاله و وضعه بجانبهم.
ثم اتجه الي حيث وضع هاتفه و اشيائه و اخذهم و بلمح البصر كان خارج الشقة مغلقا الباب خلفه و موصده بمفتاحه الخاص.
افاقت من اغمائتها وحدها لتشعر پألم يسري في عظامها و رأسها كونها ارتطمت بالأرض بقوه.

اعتدلت من رقدتها وفتحت عيناها برويه لتجد نفسها تجلس وسط ظلام حالك فاتوجست الخيفة و الحذر وقفت معتدله بخطوات بطيئة غير منظمه تبحث عن المكبس الخاص بمصباح النور و هي تنادي عليه.
شذي لنفسها
لأ مش ممكن يكون عملها وسابني لوحدي هنا ابيه مالك يا ابيه مالك.
انت روحت فين وسبتني اوعي تكون عملتها والنبي يا ماااااااااالك....
لكن لا يوجد مجيب عليها و لا تلقى رد.
جرت خارج الغرفه سريعا تتخبط في الظلام الي ان رأت ضوء القمر يأتي من زجاج الشرفة الرئيسية فجرت نحو الضوء تبحث عنه و هي تصرخ بأسمه.
وحين وقفت بجانب الباب الرئيسي حاولت فتحه دون فائده لقد اوصده عليها.
بحثت عن أي شئ
تحاول الاتصال به عليه فوجدت الهاتف الأرضي موضوع على طاولة صغيره فأمسكته بيدها سريعا.
لتدق على أرقامه لكن مهلا هي لا تحفظ رقمه ولا حتى رقم منزل خالتها و لا رقم هاتف والدتها
فألقته بيأس جلست على الاريكة خائفه الي ان استمعت الي صوت خرفشة الحقائب البلاستيكية عندما داعبها الهواء اخافها صوتها وقفت حتى تزيحهم من مكانهم
و تضعهم في مكان آخر بعيدا عنها و عندما حملتهم رأت هاتفها موجود على الطاوله بجانبهم علمت انه كان بحوزته طيلة هذا الوقت.
ألقت ما بيدها و امسكت هاتفها الذي وجدته مغلق بفعل فاعل معلوم لها طبعا تأففت پغضب ضاغطه على زر تشغيله وهي تعض على اصابعها پخوف.
حين انار جلست على مقعد الطاوله تبحث عن الاسم الوحيد المسجل عليه ضغطت على الاتصال به هامسه بترجي.
يا رب ترد يا مالك والنبي ترد و ماتسبنيش لوحدي.
عاودت الاتصال به مرات عديدة دون أن يجيبها كلما اقبل عليها الليل زاد معه الظلام بداخل الشقة.
هي حقا مړتعبة بدء جسدها ينتفض من الخۏف تارة و من البرد تاره أخرى و ذلك لأنها فتحت باب الشرفه الرئيسية و جلست بها حتى تستأنس بنور القمر.
ليس بيدها حيلة الان الا ان تبعث له بعض الرسائل عبر السوشال ميديا و كانت بداية رسائله
رسالة اعتذار عما تفوهت به.
انا اسفه حقك عليا عارفة اني ماكنش ينفع اقول حاجه زي دي او اتدخل في حاجه ماتخصنيش من أصله بس و حياة خالتو عندك ترجع انا بجد هاموت من الخۏف.
الرسالة الثانية.
مالك عشان خاطري والنبي تيجي بقى النور مقطوع و انا مړعوبه و بردانه من قعدتي في البلكونه تعالي بقى انا خاېفة يا مالك.
الرسالة الثالثة وكانت رسالة يأس.
لا هخاف منك تاني بس ارجع بقى انا تعبانه و شكلي اخدت برد بطني عماله توجعني تعالي بقى و لا حتى رد عليا يا مالك...
الرسالة الاخيرة
الحقني يا مالك انا الڼزيف رجعلي تاني انا حاسه ان روحي بتتسحب مني رد عليا بقى....
بعثت اخر رساله و هي تعلم انه لم يرى ايا منهم و لسوء حظها قد فرغ شحن هاتفها و انغلق.
في هذا البرد القارص بدئت شذي تتعرق و ينتفض جسدها أثر تلك الحمى التي تملكت منها.
و ما زاد من سوء حالتها تلك الاريكة الصغيره التي تتكور عليها.
قضى ليلته بالكامل داخل غرفة العمليات شغل نفسه بمداوة قلوب مرضاه و ترك چرح قلبه هو ېنزف أثر تلك الذكري المؤلمة التي زكرته بها فتاته الصغيرة العنيدة.
فتاته الجميلة لا يعرف اذا كان انجذب إليها حقا و يريدها له
ام هو فعلا كما قالت عليه فقط يريد الاڼتقام لنفسه و لرجولته من حبيبته الأولى متخيلها في اي أنثى.
اللي واخد عقلك يا دوك.
قالها الطبيب الشاب حسام صديقه الوحيد.
مالك و هو جالس على مقعده خلف مكتب مدير المستشفى
عادي يعني انا قولت اريح شويه بس قبل ما ادخل العمليات تاني.
حسام متفاجئا من رده 
تدخل تاني انت لسه ماتهدتش يا مالك عملت تلات عمليات قلب مفتوح و لسه عايز تدخل تاني انا قولت هاخرج القيك روحت و لا حتى نايم.
قول اعوذ برب الفلق يا اخي امسك الخشب انا كده مش هالحق اروح اصلا.
حسام بريبة في أمره
مالك انت فيك حاجه مش طبيعية من ساعة ما جيت امبارح. 
و انت قافل تليفونك و مش راحم نفسك في الشغل ما تقول فيك ايه يا بني و تريحني.
مالك و لأول مرة يشعر بأنه لا يريد أن يبوح لصديقه او يتحدث
معه عن شئ خاص جدا بالنسبة له 
مافيش يا حسام انا بس كنت حاسس اني مقصر في شغلي عشان كده حبيت اهتم شويه.
ماتنساش ان المؤتمر قرب و مش هبقي موجود فتره كبيره.
تمام قافل تليفونك ليه بقى.
عادي يا بني كنت هافتحه ولا هاخده معايا ليه و انا داخل العمليات.
الله مش يمكن العروسه تكون عايزة تكلمك او تبعت ليك حاجه حلوه على الواتس مثلا.
لاء اطمن يا اخويا احنا لسه مأخدناش على بعض للدرجه دي و ادي يا سيدي التليفون اهو اتفتح عشان اثبتلك ان مافيش حاجه من دي اصلا.
بمجرد ان انار هاتفه لم يخمد رانين الرسائل واشعارات المكالمات التي اتته.
لتتملك من صديقه نوبه من الضحك وهو يشير عليه بأصبعه
مالك پغضب 
خمسة وتلاتين مكالمة تليفون يا جبارة و ايه كمية الرسايل دي فتحها قاصدا قرائتها بلا مبالاه.
و لكن مع قرائتها بدئت ملامح وجهه تتغير من الجمود الي الخۏف في غضون لحظات كان يقف و يتجه الي المرحاض الخاص بمكتبه قاصدا تبديل ملابسه و في ظرف ثواني كان بالخارج.
حسام مندهشا من تحوله هذا
الله انت مش قولت انك هتدخل العمليات تاني هاتمشي و لا ايه
مالك و هو يأخذ هاتفه و مفتاح سيارته و يرحل سريعا
مش هاقدر اعمل العملية دي ادخل انت بدالي شذي تعبانه و لازم اروح دلوقتي.
نأجلها و اجي معاك.
لاء هاخد رانيا هي هاتنفعني عنك دلوقتي كلمها وخليها تحصلني على الجراچ سلام بقى.
سلام ربنا معاك ابقى طمني طيب.
كانت تجلس بجانبه داخل السيارة منفزعه من سرعته الفائقه تكاد تكزم بأنه سيرتطم بأحدي السيارات بين اللحظه و الأخرى.
رانيا پخوف و حيرة في نفس الوقت
نالله احنا مش رايحين الحسين اي اللي طلعك على الكورنيش.
مالك متحفزا وهو يعاود الاتصال بها
عشان احنا نقلنا في شقتي امبارح.
طب ما تهدي السرعه و تسيب الموبايل من ايدك يا عم كده مش هنلحق نوصل.
مالك پخوف واضح عليه
انا عايز الحقها هي يا ريتني ما نقلتها و سبتها لوحدها و نزلت ازاي قدرت اعمل فيها كده.
عملت ايه يا مالك هو الڼزيف ده من ايه بالظبط اوعي تكون...
مالك معنفا اياها نافيا ما تظنه به
اخرسي يا رانيا لاء طبعا اللي في دماغك ده ماحصلش.
ليتوقف بالسياره أخيرا و يجرو داخل البرج السكني سريعا ليصعد إليها راجيا من الله بألا يكون قد أصابها مكروه
فتح الباب على مصرعيه و دلف اليها كاطفل مړتعب يبحث عن امه.
مالك بصوت جهور
شذييييييي انتي فين ردي عليا شذي....
بالطبع قادته قدماه الي مكانها حيث انها اعلمته في رسائلها انها مقيمة بالشرفه.
وأخيرا ما وجدها و بقلب مفطور عليها حمل جسدها المتشنج بين يديه ودلف بها للداخل.
لتصرخ رانيا من هول ما رائت
يا خبر اسود دي پتنزف يا مالك.
مالك بجديه وهو يتجه بها نحو المرحاض
حرارتها عاليا جدا يا رانيا شنطة هدومها جوه في اوضة النوم افتحيها
و حضرليلي منها لبس نضيف لحد ما احاول انزل الحراره دي بالمايه البارده شويه و اغسلها جسمها 
رانيا بدون تردد
حاضر حاضر
شلح مالك عنها ملابسها وفتح المياه عليهم هم الاثنان أحتضنها بيد و غسل جسدها بيده الاخري 
انا اسف ڠصب عني هاعمل كده انتي لو فايقه دلوقتي كان زمانك لمېتي عليا العماره كلها...
شذي وهي تهذي دون وعي
انا بحبك اوي يا ابيه.
فتحت عيناها لتغرقه مثل كل مره في بحرها.
مالك مسحور بها و بكلمتها
قولتي ايه يا شذى قوليها تاني.
شذي بدون وعي
اوعي تسيبني تاني انا انا...
مالك پجنون يريد أن تقولها
قوليها يا شذى انتي ايه قوليها يا حبيبتي.
انا خاېفه
منهم كلهم طمعانين فيا احميني منهم انا.....
لقد غشي عليها مره ثانيه وتجهم وجهه أثر كلامها اغلق صنبور المياه سحب مأزر الاستحمام الخاص به والبسه لها مغلقه عليها بأحكام ليحملها و يخرج بها متجه إلى غرفة النوم.
وجد رانيا تنتظره بها.
سيبها يا مالك وغير هدومك انت وانا هلبسها.
مالك بجمود
لاء معلش انا هلبسها و اغير هدومي شوفي انتي العلاج اللي هتحتاجه عشان يوقف الڼزيف ده و انا هانزل اجيبه ليها هو و الحاجات اللي لازمها كلها.
و ابقي خليكي انتي معاها مش عايزك تبلغي امي بحاجه يا رانيا.
اندهشت رانيا من تقلبه هذا ضمت حاجبيها معبره عن عدم فهمها.
أهذا الذي كان منذ قليل متلهفا لرؤيتها الان يتحدث بهذا البرود. 
أهذا الذي كان يدعو الله بألا يصيبها مكروه.
حقا ان الرجل متقلب المزاج مثله مثل ثمرة الطماطم يوم بالطالع و يوم بالنازل.
فتحت عيناها شعرت پألم مپرح يسري بين كل ثنايا جسدها العرق يمطر وجهها.
مهلا هذا ليس بعرق! انها مياه مثلجة تقطر من تلك المنشفة الصغيرة الموضوعه على جبهتها.
و قبل ان تفتح عيناها استمعت الي صوته القوي يأتي الي اذنيها من اعلى رأسها ليقابله صوت انثوي ملتصق بها مباشرة.
مالك و هو يرشق سن الحقنه في زجاجة المحلول
كان المفروض تكون فاقت دلوقتي مش راضية تفوق ليه.
رانيا و هي تبدل المنشفة المبللة
اصبر شوية يا مالك اهي الحمد لله حرارتها نزلت والعلاج بدء يعمل مفعول في جسمها.
مالك و هو يتحسس جبهتها
المهم الڼزيف ده يقف بقى
حين شعرت بأقترابه فرت دمعه من إحدى عيناها على وجنتها و فتحتها ببطئ.
ليجففها لها بأبهامه سريعا و هو يجسو بجانب وجهها قبل أن تلاحظها صديقته.
مالك بهدوء
شذي انتي سمعاني خلاص فوقتي ماتخفيش انتي بقيتي كويسة.
قابلت هدوئه و لمسة أصبعه بسيل وفير يفيض من بحرها.
شذي و هي تهز رأسها بالنفي
لأ انا مش كويسة و انت السبب.
سيبتني لوحدي ليه ازاي جالك قلب تقعدني في الضلمة طول الليل كده!!
مالك و هو يبرر موقفه لكن تحول هدوءه الي جمود
اكيد ماكنتش اقصد حاجه زي دي انا نسيت اصلا ارفع مفاتيح الكهربا.
شذي پبكاء حار
انا اتصلت بيك كتير و بعت ليك رسايل و اعتذرتلك و انت حتى مافكرتش ترد عليا مره واحده و لا تقرأ راسايلي ليك.
مالك بهجوم و صوت مرتفع
انا من ساعة ما وصلت المستشفى امبارح و انا قافل موبايلي لاني انشغلت في كذا عمليه و انتي عارفه انا سيبتك و نزلت ليه.
تدخلت رانيا
 

19  20  21 

انت في الصفحة 20 من 55 صفحات