الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية ساكن الضريح بقلم ميادة مأمون

انت في الصفحة 22 من 55 صفحات

موقع أيام نيوز


في عيون شذي التي كانت تسكب سيلا وفير من الدموع.
خلاص يا أمي اطمني شذي كويسة و زي الفل.
الحاجة مجيدة بفرحة كبيرة
يا الف نهار ابيض الف مبروك يا حبيب قلب امك شوفت بقى امك مش هتختار ليك اي حد ازاي اومال ايه دي بنت خالتك مش جمال و بس لاء و أدب و تربية انا نظرتي فيها ماخيبتش ابدا.
فتح صوت المكالمه لتستمع معه إلى حديث والدتها الذي عوضا عن ان يفرحها و يبدل حالتها من الحزن الي الفرح اسأها اكثر!!

و كأنه يفتح لها چرح ملتئم منذ فترة لتزيد من شهقاتها و يبتعد هو عنها كاتما الصوت حتى لا يصل إلى والدته.
مالك منهيا الحديث
الله يبارك فيكي يا أمي ممكن بقى تقفلي قولتلك مش عايزين ازعاج.
حاضر يا حبيبي بس اديني شذي ابارك لها و متخافش هاقفل على طول.
دي في الحمام لما تخرج انا هابلغها يا ستي ها خدمه تاني.
تسلملي يا غالي.
طب اقفلي بقى يا مجيدة سلام و ماحدش يتصل تاني.
الحاجة مجيدة بضحك
طب يا اخويا ماتزوقش كده سلام يا عريس مع الف سلامه يا حبيبي.
اغلق الهاتف مع والدته والټفت إليها ساخرا
امي بتقولك الف مبروك يا عروسه.
أصبحت عليه شمس اليوم الثاني متسلله على وجهه بشعاعها عبر زجاج تلك النافذة المغلقه نائما على تلك الاريكة و حين ضايقه هذا الضوء بدء يتململ في رقدته يشعر پألم جسده أثر تلك النومه الغير مريحة.
اعتدل في جلسته ليجد ذلك الغطاء الثقيل مدثر حوله جيدا علم بأنها هي من دثرته بعد
لچحيم.
فلاش باك
ظل واقفا متمسكا بهاتفه ينتظر ردها على حديثه مع والدته او حتى ترد سخريته عليها بهجومها المعتاد و صياحها العالي.
لكنها خذلته بقيت على حالتها التي ازدادت سوء.
مالك و قد بدء يفقد السيطرة على اعصابه...
ممكن تتكلمي عشان الحاله اللي انتي فيها دي بتوترني و تخلي تفكيري يروح في حتة انا مش عايز افكر فيها يا شذى.
تكورت علي نفسها و ضمت ركبتيها الي صدرها ناظره للأمام دون أن تلتفت له.
شذي ساخرة من كلماته ايضا
مش خلاص طمنت مامتك و قولتلها ان كل حاجه تمام هيفرق معاك في ايه بقى.
بكل قوته اجتذبها بين يديه قد فقد كل السيطرة على اعصابه بالفعل و تملك منه شيطانه.
انتي فاكرة ان الكلمتين اللي قولتهم لأمي دول الموضوع كده انتهى خلاص المفروض بقى اني ارضى بالأمر الواقع مش كده
شذي محاولة الافلات من بين يديه دون جدوى..
ماقولتش ليك ارضى بحاجه بس انت كمان ماتجبرنيش اني اتكلم عن حاجة تخصني انا لوحدي.
ما زادت كلماتها الا افلات اعصابه و غرز اصابعه في لحم ذراعيها.
تخصك لوحدك دا على اساس انك مش متجوزة دا انتي لسه من شوية كنتي بتقولي انك عايزة نفضل مع بعض.
منين بتقولي كده و انتي جواكي سر مخبياه عني.
أخيرا ما فكت حصار يده و انتفضت مبتعدة عنه بصړاخ.
ااااه سيبني في حالي بقى قولتلك مش عايزة حاجة و لو عايز تطلقني دلوقتي طلقني.
رفع سبابته امام وجهها بتحذير.
انتي كده بتثبتي ليا ان تفكيري صح عارفة معنى كلامك ده ايه عارفه معنى انك تمنعيني أقرب منك ايه يا شذى.
شذي بكل ڠضب...
افهم اللي تفهمه انا ما يهمنيش
اومئ برأسه موافقا كلامها و عم الصمت المكان لدقيقة كامله.
ثم انحني بجزعه عليها همس لها وهو يجذب خصال شعرها بيده ليجبرها على النظر في عينه.
انتي مش بنت صح يا شذى.
تفاجئت بكلمته اللازعة و لم تجيبه ليكمل و هو يشد على شعرها بقوه.
و يا تري بقى كان مين فيهم.
اصلي أشك بصراحة ان الحكاية دي تكون تمت ڠصب عنك.
شكلك كنتي راضية و مرحبة كمان عشان كده بتداري و مش عايزة تتكلمي.
و أخيرا ما نفض يده من علي شعرها ليرتطم رأسها على يد المقعد الخشبي بقوه و تسيل الډماء من حاجبها الأيمن بغزارة.
نظرت اليه و الډماء تسيل على عيناها نزولا الي وجنتها.
شذي وهي تقف وتهرب من أمامه واضعة يدها على جرحها.
تصدق انا مش هالومك اشمعني يعني انت اللي مش هتسيئ الظن فيا منك لله يا شيخ.
جرت للداخل سريعا و وقف هو ېصرخ بصوت جاهور.
ماتفتكريش انك هتصعبي عليا المرة دي كمان
لاء يا هانم دا انتي هاتشوفي ايام سوده.
يا ريت بس ترحمي نفسك مني و تعترفي بسرعة.
ولجت الي غرفة نومها سريعا و جلست على الفراش ساحبة من علي الكمود بجوارها انينة الكوحل و علبة المحارم الورقية محاولة تطهير 
جرحها و كتم الډماء.
الا انها وجدته يدلف الي الغرفه خلفها و رنين هاتفه يصدح بيده لم يجيب المتصل الا و هو يجلس بجوارها.
كتم شهقاتها داخل صدره شدد على شعرها مره اخرى معنفها ومحاولا كبت شهقاتها
عارفة ده مين!!
ده الظابط اللي ماسك قضية ابوكي يا هانم اخرسي خالص و اسمعي بنفسك هيقول ايه.
ليضغط على الهاتف مجيب
الاتصال بينهم...
الو السلام عليكم يا مصطفى باشا.
الظابط و عليكم السلام ازاي حضرتك يا دكتور.
بخير و الحمد لله خير يا حضرة الظابط في جديد في القضية.
اه طبعا انا بتصل بيك دلوقتي عشان ابلغك ان اشرف اتقبض عليه.
بس الآنسة شذي لازم تحضر عشان تسجل اقوالها قصاد النيابة لأن طبعا اي اخطار بالحضور بيتبعت على عنوانها هنا.
و بيتثبت انها مش موجوده ودا مش في صالحها و لا في صالح القضية.
مالك و هو يثبت رأسها التي بدئت تهتز بالنفي
حاضر طبعا انا هاجيب مدام شذي بنفسي و نيجي بس يا ريت حضرتك تبلغني بالميعاد قبلها.
اه طبعا هابلغك بس معلش عندي سؤال هي شذي انسه و لا مدام اللي اعرفه انها مش متجوزة.
مالك ناظرا في عينيها بقوه
لاء يا حضرة الظابط انا و شذي اتجوزنا من كام يوم بس.
كده الف مبروك خلاص يا دكتور انشاء الله لينا اتصال مع بعض ابلغك فيه بالميعاد.
مالك ضاممها اليه بقوه و عڼف محاولا التملك من رجفة جسدها و السيطرة عليها مغلقا الحديث عبر الهاتف.
الله يبارك فيك و في انتظار مكالمتك في اي وقت مع الف سلامه.
اغلق الهاتف و قذفه من يده و قڈفها هي الاخري على الوسادة بجانبه وصاح فيها بصوت جاهور.
بطلي خوف و رعشه بقى خلاص واحد ماټ و التاني اتحبس خاېفة من ايه و بتخبي ليه
بتداري على مين تاني يا شذى
شذي بشعور بالوهن.
ابعد عني بقى قولتلك ماعنديش حاجه اقولها و مش هاروح معاك في حته مش هسافر فاهم مش هسافر.
مالك و هو يعدلها پعنف لتجلس امامه و يضمد لها چرح حاجبها بعين كالجمر.
مش بمزاجك يا هانم هتسافري و اللي بتحاولي تخبيه عني هاتقوليه قصاد الناس كلها.
باك
كانت تقف امام الطاهي تضع عليه اناء اللبن حتى يغلو و لكنها في حقيقة الوضع...
لم تكن منتبهه الي اي شئ فقط شاردة حزينة تفكر في ذلك الحال الذي لم تتمنى ابدا ان يصلوا اليه.
هي بالفعل احبته و لا تنكر هذا بل و تتمني ان يبادلها نفس شعورها.
تريد هذا الذي احتمت في ضلعه من عيون كل الرجال.
تريد هذا الذي دائما ما يحارب شيطانه باللجوء الي ربه و السجود له في إحدى بيوت اوليائه الصالحين.
لا تريد هذا العڼيف المتعصب الذي قهرها و امساها ليلة مبكية مدمية.
لتفيق من شرودها على صوت رنين الطاهي حين ارتفع فوارن اللبن وانسكب عليه.
و بعفوية منها دون أن تنتبه أمسكت الإناء الساخن جدا بيديها لترفعه بعيدا عن الڼار.
فېحترقو اصابعها أثر سخونة الإناء و تتركه لينسكب بالكامل على الأرض الرخامية و هي تصرخ بشده.
انفزع هو حين استمع لصړاخها جرى بأتجاه الصوت ليجدها تجلس بجانب اناء اللبن المسكوب تحني رأسها و تبكي بشده.
مالك بلهفه
شذي فيكي ايه انتي قاعدة في الأرض كده ليه.
رفعت وجهها اليه متشوقه لتلك اللهفة التي تراها في عينه.
و بوجه تملئه الدموع رفعت له كفيها لتريه ما حدث لهم و بشهقات متقطعة اجابته.
اللبن غلي و انا مش واخدة بالي و مسكت اللبانة بأيدي.
سماء عيناها الصافية.
لكن ليس بيده حيلة أخرى ربما بهذه الطريقة تبوح عن ما بداخلها له.
مالك معنفا اياها
حتى شوية لبن مش عارفة تنتبهي ليهم يا...
قومي نضفي ال... اللي عملتيه دا و اعملي ليا فنجان قهوة مظبوط لحد ما اصلي و البس عشان اروح شغلي يلااااااا.
ذهب من امامها
و تركها وسط بكائها الحار و قلبها المنكسر.
ولج الي غرفة نومه و جلس على الفراش هي تظنه قد كرهها و هو قلبه يتألم على المها.
يشعر بضعفها وحسرة قلبها لكن يريدها الا تخفي عنه شئ.
سيضغط عليها بكل قوته لتأتي له خاشعة تبوح له بما في داخلها.
ليهدئ قلبه و يسكنها بداخله مره اخرى.
مهلا كيف ستفعل ما أمرها به و يديها بهذا المنظر.
هل انتزعت من قلبه الرحمه الي هذا الحد لابد أن يداوي جرحها حتى و ان ظل على عناده هذا.
دلف إليها مره اخرى وجدها تحاول أن تمسك بأطراف اصابعها المحارم الورقيه لتنظف ما فعلته و الدموع تنهمر على وجنتيها كسيل المطر.
وقف خلفها تماما ملصقها بصدره و امسك معصميها لينفض ما بيدها و ينزع تلك الكالون التي مازلت ملتصقة بوريدها.
ثم فتح صنبور المياه ليضع كفيها تحته.
و اه من لمستك يا فتاتي اه من رحيق شعرك الجميل اشتقت لعبيرك وشذاكي يا شذى.
شعرت به و بلين قلبه برأسه المائل على كتفها.
بنفسه المنتظم على عنقها فمالت عليه أكثر و كأنها تقولها له انا ملكك انت و ليس لغيرك.
لفها بين يديه تشابكت 
اوعي سيبيني.
هزت رأسها يمينا و يسارا بالنفي و همست له...
شذي بدموع
لاءه مش عايزة اسيبك ابدا.
مالك بحب
مش قولتي انك مش عايزانى فكراني لعبة في ايدك كل شويه برأي.
وريني ايدك عشان اعالجها ليكي مانا تقريبا اتجوزتك عشان اعالج جروحك بس يا هانم.
بدموع غزيرة حلت يدها من حول عنقه ضمهم هو بين كفيه وشرع في تضميدهم.
لتهمس له وهي منحنية الراس.
انا مش مخبية عنك حاجة يا مالك ااانا ب....
قطع كلمتها أنزلها من علي البساط بصياحه العالي.
انتي كدابة يا شذى اوعي تقوليها لاني مش هصدقها منك طول مانتي مخبية عني حاجه عمري ما هاصدقك يا شذى.
اطلعي برة المطبخ دلوقتي حالا مش عايز اشوفك قدامي.
جرت من أمامه واختفت عن نظره ليطيح هو
بصف الكؤس الموضوع على البساط و يتهشم بأكمله.
كان يظن انه سيهدئ برحيله عنها وتركها وحدها.
و كعادته يهرب من أحزانه و مشاكله بالعمل بجد و اجتهاد.
و لأول مره بتاريخه المشرف في جراحة القلب يشرد أثناء إجراء عملية لمريض وتكون هي سبب شروده و ارتباكه.
لينبهه صديقه و يزجه للخارج حتى يترك له ساحة العمل ذهب هو الي غرفة مكتبه الخاص.
جلس خلف مكتبه بوجه تكسوه علامات الدهشه و الڠضب و يده موصودة امام عينه.
الي ان فتح صديقه الباب عنوه واذا به
 

21  22  23 

انت في الصفحة 22 من 55 صفحات