رواية للقدر حكاية بقلم سهام صادق
ملامحها تتجمد فرفعت عيناها تتمنى ان لا يكون هو ولكن سوء حظها معه يجمعها به في اوقات عجيبه
حمزة بيه
وادركت وضعها سريعا لتعتدل في وقفتها
انا اصلكنت
متفحصا هيئتها المرتبكه
أنتي ايه
ثم اردف وهو يرمقها ساخرا
حتى مش عارفه تجمعي كلمتين على بعض
تهكمه جعلها تشيح عيناها عنه سريعا قبل تصرخ به ولكنها للحظه فكرت في وظيفتها ولم تجد الا الصمت
فهتفت حانقه
بس انا مش خارسه وبتكلم عادي
فضحك حمزة مستمتعا بزعرها منه
لا كده عرفنا ان ليكي صوت
وتركها وانصرف دون كلمه أخرى لتتعلق عيناها به وهي تستعجب من بغضه العجيب بها
ياقوت انتي مالك وقفه كده ليه ومين اللي كان واقف معاكي ده
فألتفت نحو سماح وكأنها وجدت نجدتها كي تغادر الحفل
فأبتمست سماح وهي وضحكت مازحه
ما لازم تتوقعي حضوره هو مش من صفوة المجتمع ولا ايه
واردفت بجوع وهي تتحسس على معدتها
يلا عشان البوفيه اتفتح وده احلى اكل يابنتي بدل اكل المعلبات والشارع اللي ۏجع بطننا
فرمقت سماح بأعين ضائقه
لا روحي انتي كلي وانا هستناكي هنا اكل المعلبات احسن عندي من الاكل اللي هنا
استنيني هنا اوعي تتحركي
تابع بعيناه مكان وقوفها بعيدا وابتعاد صديقتها عنها ثم اتجاهها نحو المكان المخصص للطعام وانهماكها في تذوق كل ما يقع تحت يدها ارتسمت السخرية على شفتيه وحرك رأسه وقد عرف سبب قدومها الحفل
ابتسم شريف وهو يجدها تجلس في مكانها وترجل من سيارته وقراره ان اليوم سيعتذر لها عن وقاحته فيما مضى
انت مين
وكادت ان تنهض من جانبه
اقعدي يامها مټخافيش من
عرفت صوته كما أن رائحة عطره لم تنساها
انت عايز مني ايه انا قاعده في حالي موقفتش قدام عربيتك وعطلتك
فأبتسم وهو يسمع صوتها واعتدل في جلسته ليصبح وجهه مقابل لوجهها
انا جاي اعتذر منك علي اول لقاء بينا
وتابع وهو يجدها صامته وعيناها التي ضاع نورها تقابل عيناه
فدارت بعيناها بعيدا عنه
انا مش خاېفه منك ممكن تقوم بقى من جانبي
فأرتسمت ابتسامه صادقه على شفتيه
ولو مقومتش
فنهضت وهي تسند يدها على ظهر المقعد الخشبي
هقوم انا
فنهض شريف وهو يعتذر
خلاص تعالي اقعدي مكانك انا كنت جاي اعتذر بي منك وماشي مع اني كنت جايبلك حاجه وقعت منك يوم ما وقعتي واختك اخدتك
انت لقيت الآله بتاعتي
رأي اللهفه في عينيهافأعطاها لها متعجبا فهو يعلم انها نوع من انواع الآلات الموسيقى القديمه
بتعرفي تعزفي عليها
فعادت تجلس علي المقعد وبدأت تعزف وكأنها وجدت نفسها معها ومع كل لحن يخرج من بين شفتيها كان يغمض عيناه مستمتعا
وقفت خلفه ت مسائله
الوقت بدء يمضي مراد
كان يعرف مغزى
سؤالهافرفر أنفاسه بقوة من المواجهة الحقيقيه التي سيواجه بها والده فوالده طلب ابنه عمه إليه وأصبح امر الخطبه علانيا حتى حمزة لم يستطع مساعدته
بعد عرض فؤاد على شقيقه الوحيد امر خطبه ابنتها
هناء اسمها بات في الأيام الاخيره يقتحم مخيلته ببغض ولا يعلم السبب يراها المذنبه فيما وصل اليه
وعندما شعر بلامسات جاكي العابثه على صدره من فتحتي قميصه اغمض عيناه بقوه لعله يطرد أفكاره وألتف نحوه مبتسما
جاكي انتي مراتي دلوقتي وجوازنا مش سر هخاف منه هننزل مصر سوا والكل هيعرف انك مراتي
فأتسعت ابتسامتها سعادة وألقت نفسها بين ذراعيه تخبره بحقيقه مشاعرها نحوه
انا احبك مراد ولم احب ان اكون مجرد رفيقه أردت أن أكون امرأتك انا في غاية السعاده الان حبيبي
وابعتدت عنه قليلا
اخفضت عيناها بحرج وهي تتناول من الطعام الشهي
العزيمه لم تأتي لها بالمقصد ولكن مهاتفه ناديه للسيده سميره وعزيمتها لها في وجودها جعل ناديه تخبر سميرة ان تجلبها معها
وانتهى العشاء الهادئ فأخذت ناديه سميره جانبا يحتسون القهوة معا ونظرت لياقوت التي جلست تضم يداها بحرج وتخفض عيناها
تقى حببتي سيبي التليفون شويه واتكلمي مع ياقوت انا وطنط سميره هنقعد مع بعض نتكلم شويه
من ابنتها بحب فأبتمست تقي برقه لوالدتها
حاضر ياماما
عين ياقوت إليهم ولمعت عيناها وهي تتخيل نفسها مع والدتها في مشهد هكذا
لتنتبه لصوت تقي بعدما انصرفت ناديه نحو سميره
احنا شوفنا بعض كتير بس متعرفناش ولا مره علي بعض
فأبتمست لها ياقوت وقد شعرت بلطافتها وقد ظنت انها لا تحب الحديث معها
انا عارفه عنك حاجات كتير من هناء
تقي بحماس
هناء بقى حكتلك ايه عني قوليلي وانا هقولك هي حكتلي ايه كمان
ضحكت ياقوت على حديثها كما ضحكت تقي
هتحسي اني طفوليه شويه بس انا مش كده إطلاقا
وعادت ضحكتهم تتعالا ثانية وفي نفس اللحظه كان يدلف فؤاد المنزل وخلفه حمزه
اختك النهارده مش هتصدق اني جبتك معايا
خالو وحشتني
حمزة اليه ثم انتبه لياقوت التي فؤاد مرحبا بها فهو يعلم بهويتها وصداقتها من ابنه شقيقه
اهلا يابنتي
ونظر فؤاد نحو حمزة
اكيد عارف ياقوت ياحمزة موظفه عندك
واردف مبتسما
موصكاش عليها بقى
فضاقت عين حمزة ورمقها ببطئ فأشاحت عيناها عنه
لتأتي ناديه بلهفة نحو شقيقها
حبيبي وحشتني عاش من شافك
ف شقيقته وهمس بأذنها وقد ضغط علي شفتيه حانقا
ليلتك سوده ياناديه
فأبتعدت عنه ناديه بأرتباك وادركت انه عرف مخططها مع سيلين
تعالا اعرفك على سميره صديقتي
فرحب حمزة ب سميره متجاوزا شقيقته تلك اللحظه ثم أشارت ناديه نحو ياقوت التي وقف فؤاد يحادثها قليلا
تعالي يا ياقوت اوصي اعرفك على حمزة اخويا صاحب الشركه اللي انتي شغاله فيها
أرادت ناديه ان تلطف الجو بأي شكل وانصرف فؤاد مستأذنا منهم كي يبدل ملابسه واتبعت تقي والدها كي تخبره برحلتها الجامعيه مع زملائها
فتقدمت ياقوت منهم بأرتباك من نظرات حمزة فأماء برأسه قائلا بلامبالاه
مش ديه سكرتيرة شهاب
شعرت انها يقصد تقليلها ناديه ياقوت إليها
مردتش اطلب منك انت تعينها اصل عارفاك
فحدق بها حمزة وقد وقفت تتلاعب بيداها
كويس انك عارفاني اني مبوظفش اي حد عندي غير مؤهل
شحب وجهها من عبارته العدوانيه ورفعت عيناها نحوه فوجدته يطالعها بنظرات غامضه مستمتعه
الفصل العاشر
جلست بهدوء تستمع الي توبيخه بشأن فعلتها واتفاقها مع سيلين وعندما تعلقت عيناه بملامح وجهها الهادئه
مش هتردي لأنك عارفه نفسك غلطانه ياناديه
هتف عباراته حانقا فألتقطت ناديه هاتفها تعبث به قليلا حتى تجعله يخرج كل ما بجبعته نحوها دون جدال تعرف نهايته
ناديه انا مش بكلمك ما بتردي
فطالعته ناديه بهدوء جعل صدره يضيق منها
انت ليه جرحت البنت كده ياحمزة مهما كان كانت ضيفه عندي
لتتسع عيناه ثم ضړب على فخذيه من تغيرها لموضوعهما
بنت مين
ديه انا بتكلم في ايه دلوقتي موضوعنا تدخلك في حياتي ياناديه وبلاش تلعبي من ورايا
وأبتمست وكأنها تلاعبه
ياقوت ياحمزة انت لحقت تنساها
فأنتفض من جلسته ورمقها بغيظ قبل أن يغادر
انا ماشي قبل ما اټشل بسببك
واردف بمقت يخرج فيه حنقه منها
ياقوت ديه مرفوده عشان ترتاحي
وغادر لټنفجر ناديه ضاحكه فوقف فؤاد خلفها يعقد ساعديه بقله حيله من أفعالها
انا لو مكانه اتبري منك ياناديه
لتلتف ناديه نحو زوجها بوداعه
كده يافؤاد ياحبيبي
فؤاد مبتسما
عمرك ما هتتغيري بس هفضل احبك لآخر يوم في عمري
وانتهت عبارته و يطبع
فمعها ينسى فؤاد أفكاره المعقدة وكيانه
بكاء متواصل بكته مجبرة هي على هذا العالم بكل قسوته
ولكنها ضعيفه هشهدوما حياتها