الأحد 01 ديسمبر 2024

رواية للقدر حكاية بقلم سهام صادق

انت في الصفحة 51 من 65 صفحات

موقع أيام نيوز

ايه ده اللي خلاك تنزل مصر عشان تيجي تشوفني 
واردفت وهي تزفر أنفاسها بقوه حانقه
انا شوفتك قبل كده يابتاع انت 
تجهم وجهه من سماعه لألفاظ لا يفهم معناها 
اصمتي قليلا انتي مثل الراديو
عندما وجدها تحرك اظافرها نحوه ارتفعت شفتيه ساخرا 
لقد أحببنا بعضنا عن طريق صفحات التواصل الاجتماعي 
أعطاها الاجابه على احد عباراتها فلم تشعر سماح بنفسها الا وهي تلتقط حجرا من الأرض ثم قذفته نحوه 
ليستدير سهيل بجسده بمهاره تليق به 
لم أود اختيار شنعاء مثلك ولكن حظك الأسود 
كادت ان تهتف بعبارات سبابها الا انها اتسعت عيناها وهي تسمع اخر شئ ظنت ان تسمعه 
سأعرض عليكي الزواج بمقابل مادي كبير وشهره يتمناها الكثير
نظرت صفا الي المرأة التي تشاركها الغرفه ثم سألتها وهي ترطب شفتيها بلسانها 
هو انا عملتلك حاجه عشان تكرهيني 
رمقتها المرأه بأستهزاء وهي تتذكر تحذير عنتر منها لا تعلم السبب ولكن تحذيره أقلقها 
ياريت كل واحد يخلي في حاله لا صباح الخير ولا مساء الخير سامعه 
اطرقت صفا عيناها وقد ظنت ان عنتر افش بسرها ثم عادت تنظر نحوها 
انا بس كنت عايزه 
وقبل تكمل صفا عبارتها هتفت المرأة التي تدعي صابرين 
استغفر الله العظيم ما قولنا كل واحد يخلي في حاله ده ايه الهم ده 
اتجهت المرأة نحو دورة المياه الخاصه بالغرفه فطالعتها
صفا بآلم لم تعد تقوى عليه فالسجن كان ارحم عليها 
سقطت دموعها وهي تتمنى العوده اليه
ياريتني كنت فضلت في السچن ليه سبتني
ياحمزة
هوت بجسدها على الفراش الصغير بأرهاق ولم تشعر بنفسها الا وهي تسقط في سبات عميق 
فقد ظن عنتر ان فرض الأعمال الشاقه عليها سيجعلها تعجز وتعترض ولكنه لا يعلم أن السچن علمها الكثير وأهم ما علمه لها 
ان بروده جدران السچن كانت اهون عليها من الحريه 
عادت مها من المدرسه التي تعمل بها بعدما اوصلتها إحدى العاملات لباب المنزل وودعتها حزينه انها لن تراها ثانيه فقد طردها مدير المدرسه بعد أن ضجر من السرقه المتكرره في آلات الموسيقى أخبرها انه تحمل وضعها كثيرا ولكن صبره قد نفذ فلن تتكفل الاداره دائما بالخسائر 
شهاده تقدير وشكر حصلت عليهم كمعلمه مثاليه وانتهى الأمر 
فتحت لها شقيقتها الباب وقد أتت من عملها مبكرا سعيده بعدما ذهب إليها سالم لمكان عملها وصالحها طالبا منها ان يسرعوا بأمر زواجهم فقد مل من كثرت المشاكل 
احتضنتها ماجده بقوه تخبرها بسعاده
انا وسالم رجعنا لبعض يامها 
تجمد جسدها بين ذراعي شقيقتها تتذكر حديث شقيقتها مع جارتهم ابتعدت عن شقيقتها تداري خلجات وجهها الحزين
انا فرحانه عشان انتي مبسوطه ياماجده اوعدك مش هضايقك تاني
مسحت ماجده على وجهها وقبلتها
حبيبت اختك انتي قوليلي عملتي ايه في المدرسه
اطرقت مها عيناها أرضا وهي لا تعرف كيف تخبرها بالأمر
ادوني جواب شكر وفصلوني لان ظروفي متسمحش للعمل
ورفعت عيناها وقد لمعت مقلتاها بالدموع التي تصارعها
الآلات بتتسرق وده عبئ على المدرسه
قطبت ماجده حاجبيها بحنق
لا انا مش هسكت انا لازم اعمل شكوى
تعلقت يد مها بذراع ماجده تسألها بأمل ان تنفي لها ما سمعته
أنا هروح فين لما تتجوزي انتي وسالم ياماجده
تنهدت ماجدة بثقل وهي تنظر إليها
مها متنفعيش تعيشي معايا بعد المشكله اللي حصلت مع سالم انا دورت علي حل والحمدلله لقيته ومش هتبعدي عني
أرتخت ملامح مها ونست حزنها ولكن كل شئ تلاشي سريعا
الاوضه اللي فوق السطوح فاضيه هكلم الست عدلات وأجرها منها وهي مش هترفض
واردفت بحماس وهي تحتوي وجهها بين كفيها
هنضفهالك وافرشهالك واه منبعدش عن بعض غير وقت النوم والوقت اللي يكون في سالم موجود ها ايه رأيك
ابتلعت مها غصتها التي وقفت عالقه في حلقها
هترميني ياماجده فوق السطوح انتي عارفه اني بخاف
وكان لماجده تفسير لكل ما تفعله
هرميكي ايه ياعبيطه ده هما بس دورين بينا هو انا اقدر ابعد عنك
عانقتها ماجده حتى تشعر ضميرها بالراحه
ده انتي اختي حببتي
دلفت هناء حجرته كي ترتبها تقوم بمهامها الزوجيه بأكمل وجه وبقلب قد كسره حلم تشبثت به لسنون ليس لديها 
فضلتي بتدوري على الاجابه عرفتيها خلاص 
رفعت عيناها نحوه ومازالت ملامح الفتاه قابعه في مخيلتها 
مين ديه يامراد 
هتفت بأرتجاف فصمت وهو يتأمل ملامح وجهها وقد شعر بالشفقه عليها لما ستسمعه 
مراتي ياهناء 
عادت من منزل والدتها تجر خيبه جديدهتلك المره أصبح العريس مطلقا ولم يعد لديها حجه عبدالله ابن شقيق زوج والدتها شعرت وكأنه هو قدرها كما اسمعتها امها لتقنعها بالأمر
طرقت على باب منزل ابيها وهي تشعر بالضياع وإلحاح والدتها عليها ان تقبل حتي يصبح لها منزلا واطفالا
وجدت زوجه ابيها أمامها تحمل غداء والدها
كويس انك جيتي خدي الاكل ودي لابوكي عشان يتغدى
ألقت الكيس عليها لتتلقاه 
خلي اي حد غيري انا جايه تعبانه
طالعتها سناء بمقت
ما انتي لابسه اه وجايه من عند امكولا جيتي عند ابوكي التعب جالك
زفرت انفاسها وعادت أدراجها للخارج نحو محل الفاكهه الخاص بوالدها
وعلى مقربه من محل والدها كانت ترى اخر شخص توقعت رؤيته 
تعلقت عين حمزة بها من بدايه عبائتها السوداء المطرزه وحجابها الذي لم يعد مهندما فوق رأسها لذلك الكيس الذي تمسكه بيدها والضمادة التي تضعها فوق جبهتها
تجمدت في وقفتها وقد دب الړعب بقلبها وارتجف جسدها وهي لا تفكر الا انه هنا من أجل أن يدفعها ثمن خساره صفقته
أرادت ان تهرب ولكن والدها أشار إليها بالتقدم وهو مبتسم
ولم تكن ابتسامه والدها فقط إنما أيضا ابتسامه السيد مهاب والد هناء صديقتها
وأصبحت تبحث عن اجابه ولكن لم ترى تفسيرا حمزة الزهدي هنا في محل والدها والسيد مهاب اي سبب ستفكر فيه فلا سبب تجده ولولا ابتسامه والدها لظنت السوء بالتأكيد
تقدمت منهم بقلق لتجد والدها يقترب منها فرحا
كويس ان سناء بعتتك انتي بالأكل
ونظر نحو حمزة الذي مازالت عيناه متعلقه بها
حمزه بيه طلب ايدك للجواز يابنتي
يتبع بأذن الله 
الفصل الثامن والعشرون
جلست على فراشها بأعين شارده الي الان صدى عبارته تخترق قلبها اليوم علمت اپشع
حقيقه لم تتخيلها 
تحجرت دموعها في مقلتيها ولأول مره تأبى الهطول 
حلمها سرقته اخري من قبلها وسړقت
ما تمنته لسنوات ولم يكن لها قلبه الذي تمنت ان يحبها ولو قليلا اغمضت عيناها بقوه وصدي كلماته لا تتوقف في اقټحام اذنيها
مراتي ياهناء اتجوزتها قبل ما اتجوز 
شعرت بوجوده من صوت أنفاسه الهادره لم تصرخ كما ظن إنما انسحبت تداري كسرتها بعيدا عنه 
هناء انتي كويسه
سؤاله كان ليس له جواب لو اجابت لصړخت حتى تقطعت أنفاسها 
هناء ردي عليا انا مفكرتش ان ديه هتكون ردت فعلك 
واقترب منها يجلس أمامها فوق الفراش ينظر لعينيها الثابته نحو نقطه ما
هناء
طالعته پقهر لقد أعطاها اهتماما اخيرا واي اهتمام تلقته منه اهتمام المواساه كان متزوج من غيرها ولم يكن يريدها 
خرج صوتها اخيرا 
انا كويسه ياابن عمي بس هو يستاهل عشان بني حياته على احلام
واشارت نحو قلبها ټضرب عليه بضعف 
خليه يتوجع عشان يفوق كان محتاج الصدمه ديه لانه مكنش مصدق كان اهبل وغبي 
ولم تعد تتحمل كبت دموعها
فحررتها بضعف لينظر إليها بحزن وصړخت بۏجع 
ياريتني متمنيتك ياريتني سمعت كلام عقلي 
آلمه كسرتها لم يكن يظن انه سيشفق عليها يوما تنهد وهو يلعن تلك اللحظه التي قلبت حياته ولعڼ اللحظه التي جعلته يترك غربته ويعود لموطنه 
هناء انا اسف انتي تستحقي
50  51  52 

انت في الصفحة 51 من 65 صفحات