كيف يكون هناك ملائكة يعلمون الناس السحر
هؤلاء تركوا الوحي وتركوا التوراة والعمل بها فكان جزاؤهم أن اشتغلوا بضد ذلك تماماً وهو غاية الكفر والباطل وهو السحر، ليس الحديث عن هذا إنما الحديث عن موطن الإشكال في الآية، فهذه الآية إذا نظرتم في كتب التفسير تجدون فيها عشرات الروايات، وتجدون أن كثيراً من المفسرين يملأ الصفحات الطويلة بمرويات إسرائيلية، وأحاديث ضعيفة لا يُبنى عليها حكم في مسائل يسيرة، فكيف بمسألة عظيمة كهذه؟!.
فالله يقول عن اليهود: وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ [البقرة:102]، أي: اتبع اليهود ما تتلو الشياطين، أي: ما تبثه وتقرؤه على ملك سليمان، أي: على عهد سليمان، وعلى زمان سليمان، فـ"ما تتلو" مضمن معنى ما تكذب وتفتري، والفعل يُضمن معنى الفعل، ويُعدى تعديته، فالمقصود: اتبع اليهود ما تتلوه وتقرؤه وتفتريه وتبثه الشياطين على زمن سليمان وعهد سليمان، إبان ملكه ﷺ.
ثم قال: وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا [البقرة:102]، سليمان كان نبيًّا من أنبياء الله، وقد أعطاه الله الملك مع ذلك، فلم يكفر، ولم يتعامل بالسحر، وإنما الذي كفر هم الشياطين، ماذا صنع الشياطين؟ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ [البقرة:102]، فهذا يدل على أن تعليم وتعلم السحر أمر محرم، يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ [البقرة:102].