رواية بين الحقيقه والسراب بقلم الكاتبة فاطيما يوسف
انسى حاجه زي دي انا راجل شرقي جدا وما اقبلش ان مراتي اللي اتجوزتها عملت علاقات قبل كده مع راجل قبلي في حدود غير شرعية.
ذهبت ووقفت قبالته وتحدثت باستفسار
طيب ممكن اعرف ايه الحل دلوقتي لمشكلتنا دي
ضيق نظرة عينيه ثم رمقها بنبرة هادئة
مفيش غير حل واحد ياجوليا انتي طالق .
اتسع بؤبؤ عينيها وابتلعت لسانها من أثر الصدمة ولم تعد قادره علي التفوه
عندما رأي حالتها احتضن كتفيها وتحدث شارحا بنبرة حنونة
عايزك تعرفي ان العيب مش فيك انت للاسف المجتمع اللي انت اتربيتي فيه هو اللي وصلك للدرجه دي
العيب في انا ان في كل مره هبص جوه عينيكي هشوف الحاجه اللي عمري ما اقبلها وهيبقى في حاجز كبير قوي ما
وتابع حديثه بحزن
انا مش هقدر اقبل حاجه زي دي لو كنتي صارحتيني بيها من الاول كنت على طول انسحبت وفضلنا اصدقاء وبنا شغل وخلاص .
علت شهقاتها ومن بينها هتفت بأمل
طب ما انت كنت متجوز قبل كده اعتبرني كنت متجوزه وصدقني عمري ما هعمل حاجه تضايقك وكل حاجه كنت بتقول لي عليها بتضايقك ما كنتش بكررها ارجوك يا مالك اتراجع عن قرارك انا ما اقدرش اعيش من غيرك .
وأجابها بهدوء
للأسف الشديد مش هقدر هظلمك معايا وهظلم نفسي وخلي بالك اننا نتواصل مع بعض كاصدقاء
وتفضل علاقتنا محاوطها الاحترام ولا اننا نعيش في مكان واحد وعلاقتنا هتفتقد الثقه والامانه واللي معاهم هياخدوا
واسترسل وهو ينظر إلي المكان
انا هسيب لك الجناح وهاخد حاجتي وهنقل جناح تاني مش هبلغ حد بطلاقنا الا بعد شهرين على الاقل وما تقلقيش هقول ان دي رغبتك انتي لأنك ما قدرتيش تتاقلمي على طباعي .
جوليا تعشقه وتحبه پجنون ومن يعيش العشق الحقيقي لن يكره ولن ينتقم فتنهدت بحزن وتحدثت باقتضاب
تمام يا مالك اللي
عنك .
هتف لها بنظرات حزينه
أرجوكي متزعليش مني يمكن أنا فكري معيوب في وجهة نظرك بس أنا بحب الصراحة والوضوح جدا ومحبش أعيش بوشين ارجوكي سامحيني.
نظرت له نظرة مطولة وفجأة وهي تردد بدموع
سامحتك ياحبيبي ومقدرش غير إني أسامح .
اهتز جسده وأحس أنه ظلمها ولكن رحم الله امرئ عرف قدر نفسه
أما هي خارت قواها واڼهارت بكاءا فهي لم تتهني بقربه ولا أن تتنعم في ه ولا أن تمتلكه ولو ليلة وتحطمت أمالها وظلت تبكي سويعات إلي أن غفت مكانها .
أما هو ذهب إلي
غرفة منفصلة له وحده وضع فيها حقيبته وكالعادة ذهب إلي البحر كي يلقي مايؤرج صدره إليه ويشكو له ندبة جديدة من ندوب قلبه
جلس ينظر أمامه وكأنه ينظر في اللاشئ مهموما حزينا شاردا كعادته وكأن الدنيا حرمت عليه الاستقرار
كان قلبه يحثه أن يسامح ويتخطي وعقله ينهاه أن لايفعل ويبتعد فهو أدري به من قلبه لن يستطيع وحدث حاله ناطقا بۏجع
أما يادنيا أستحق أن أحيا سويا ويستقر طريقي المؤلم !
أما يازمان تهديني الأمان الذي أتمناه ولو قليلا وتمنحني ونيسا يسعى لقربي ملهم !
فأنا الحائر الشريد الضائع المتمني لشريك يحتضن قلبي المعذب في ظلامه القاتم .
وتذكر المقولة التي أيدت قراره بشدة
عندما تركب القطار الخطأ حاول أن تنزل في أول محطة فكلما زادت المسافة زادت تكلفة العودة.
انقضت الأيام علي أبطالنا مايقرب من أسبوعين أنهت فيهم مريم اختبارتها التي أفقدتها من وزنها كثيرا بسبب تركيزها الشديد في
المذاكرة وأن لديها حلم لابد أن تصل إليه
وإيهاب غادر مصر وعاد إلى الكويت كي يكمل الستة أشهر المتبقية في عقد عمله ولن يرمي اليمين
علي راندا تاركها تستشيط ڠضبا من عدم تطليقه لها مما أثار حفيظتها
ومهاب وسما انخرطا في طريق الضياع وعلي مشارف فقدان الحياة السوية التي عاشت والدتهم طيلة حياتها تبنيها فيهم وهي منخرطة في
ۏجعها الذي يبني جسورا من الغل في قلبها ولم تعد ترعى أبنائها كذي قبل
ورحيم ومريم فقط يمنحان بعضهم نظرات من بعيد لكي يطمئن كل منهما على الأخر وأنه بخير
ومالك عاد إلي مصنعه وعمله ينغرس فيهم بشدة كي ينسي تجربته الأخيرة وجوليا غادرت مصر ولم تعد تتحمل البقاء فيها دونه وأبلغ والدته فقط بانفصالهما دون الإفصاح عن السبب بعد أسبوعين من الانفصال مما أسعدها كثيرا وطمأن قلبها
واليوم تجلس ريم تمسك في يدها كتاب الله تقرأه بتدبر
أنهت قرائتها ونظرت إلى السماء داعية
اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس يا أرحم الراحمين !