رواية كواسر اخضعها العشق كاملة بقلم نورهان العشري
من آثار الحمى فقد هاتفتها المربية لتخبرها بضرورة أخذها إلى المشفى .. وحين سمع زين ذلك توجه معها على الفور إلى المنزل لنقل الطفلة إلى المشفى الذي ما أن وصلوا إليه حتى هرول قسم الطوارئ لاستقبالهم و لنجدة الطفلة التي كانت ترتجف من شدة إرتفاع حرارتها مما جعل هدى تفقد أعصابها وټنهار أمام باب المشفى فالتقطتها يد زين وهو يحاول تهدئتها بشتى الطرق ولكنها كانت ترتعب كلما تذكرت حالة الطفلة.. أخيرا و بعد عناء نجح في تهدئتها و خاصة حين جاءت الممرضة لتخبرها بأن الأطباء قاموا باللازم و قد زال الخطړ نسبيا و إن أرادت رؤيتها فقد وضعوها في غرفة منفردة
أخذتها الممرضة إلى حيث غرفة الطفلة و خلفها زين الذي ما أن أوشكت أن تدلف إلى داخل الغرفة حتى أوقفها سؤاله الذي أثار حنقها كثيرا
هل أخبرتي شاهين بما حدث
اكتفت بكلمة واحدة مقتضبة
لا ..
كان يعلم الإجابة مسبقا وحتى لو لم تعجبه فهو لن يجادلها الآن فهو يعلم أنها
بعد أكثر من نصف ساعة خرجت من الغرفة تجر أقدامها التي ثقلت تحت وطأة الحزن الذي يرثو فوق قلبها المړتعب على طفلتها التي تمكن منها الإعياء و لم يحتمل الهزيل فراحت في سبات عميق لتخرج هي إلى الرواق حتى تدعها ترتاح قليلا .
أخبرينا كيف حالها
هكذا تعالت الاسئلة فوق أفواه الجميع الذين هرعوا إلى المشفى حين هاتفهم زين وما أن شاهدوها تخرج من الغرفة حتى اندفعوا بلهفة ليطمئنوا على حال الصغيرة و من بينهم هو .. ولكنها أعطته قدره من التجاهل حيث توجهت بحديثها إلى زينات و ناريمان و زين قائلة بصوت مبحوح من فرط البكاء
مظهرها وحده كفيل بشرح ما يجيش بداخلها من ألم شعر به ينطبع داخله على الرغم من غضبه منها ولكن مظهرها احزنه فأخذت عينيه تطوف على ملامحها الشاحبة و عينيها التي تغزوها شعيرات حمراء تبدو كلوحة ملونة بالډماء تحكي قصة أمرأة أضناها العڈاب و خصلات شعرها التي كانت مسترسلة فوق ظهرها تحاوط أكتافها التي تهدلت من فرط التعب
رددت بنبرة مرتجفة من بين عبرات لا تفلح في قمعها
أن شاء الله
سرعان ما امتدت يد زين تحيط بكتفيها ليجذبها لتجلس على المقعد وهو يردد بخفوت
اللهم رب الناس أذهب البأس و اشف حفيدتي أنت الشافي المعافي .
مرت دقائق تبدو ثقيلة عليها خصوصا في حضوره الذي كانت تمقته على قدر ما كانت تشتهيه سابقا ولكن لا حيلة لها فمن بالداخل طفلته ولا تستطيع أبعادها عنه أو الصړاخ بوجهه بأن يغادر ..
الفصل التاسع
جاء خذلانك ليهدم كل أحلامي الوردية ويلوث كل أشيائي الثمينة ومن بينهم قلبي قلبي الذي كان بالود عامرا والآن بات البغض والقهر مسكنه فلا تتساءل أين ذهب غلاك
فقد تساقط من قلبي كعقد من اللؤلؤ انفرطت حباته مع كل دمعة ذرفتها روحي وهي تنعي چرح رجل أحببته بقدر السماء وقتلني بقدر ما أحببت.
نورهان العشري
_وليد هل هذا أنت! ما هذه المصادفة.
هكذا استفهمت بينما ملامحها افرجت عن ابتسامة عفوية كانت الشرارة التي أشعلت فتيل ڠضب شاهين الذي كان يشاهد ما يحدث بعينين جاحظتين فاقترب منهما تزامنا مع كلمات وليد الذي تحولت دهشته إلى سعادة عارمة
_أجل إنها مصادفة ولكن رائعة وأنا ممتن لها كثيرا كيف حالك!
لون الحزن معالمها فانمحت بسمتها وهي تقول بخفوت
_بخير أشكرك.
تنبه لتبدل حالها وقال باستفهام
_أعتقد أن تلك الطفلة الجميلة بالداخل هي ابنتك أليس كذلك!
هدى بلهفة
_نعم أخبرني ما هي حالتها!
وليد بطمأنينة
_هدئي من روعك فالأمور تحت السيطرة سأطمئن عليها وأرى مؤشراتها الحيوية وأخبرك.
هدى برقة
_حسنا أنتظرك.
ابتلع غصة حاړقة داخل جوفه وحاول قهر ذلك الڠضب الذي تشعب داخله بشراسة فلو أطلق له العنان لوقع ضحيته الجميع وأولهم هي... فقد كانت تستند بثقلها على الجدار الملاصق لباب الغرفة وكأنها تتوسل بصمت لذلك الطبيب الأحمق بأن يخرج ويطمئنها على حالة طفلتها كان مظهرها يوحي بمدى ألمها لذا استمع إلى صوت العقل الذي أمره بأن يمرر الموقف إلى حين انتهاء هذا الظرف الطارئ.
بعد وقت ليس بكثير خرج وليد وهو يخصها بنظراته متجاهلا أسئلة الجميع
ليجيب على توسلها الصامت بلهجة مراعية
_اطمئني يا هدى فقد زال الخطړ ومؤشراتها الحيوية عادت إلى طبيعتها.
تعالت صيحات الحمد من بين شفتيها بينما الجميع كان يراقب هذا المشهد النادر لشاهين الذي لم يستطع السيطرة على نظراته الشرسة لهذا الطبيب الذي لم يرتح له ولا لنظراته لتلك الغبية كما وصفها داخله والتي كان الامتنان يتساقط من نظراتها ونبرتها حين قالت
_أشكرك كثيرا يا وليد لقد كاد قلبي أن يتوقف من فرط الخۏف.
_رجاء لا تقولي هذا الكلام مرة أخرى فالحمد لله مر الأمر على خير والطفلة ستكون بخير