رواية كواسر اخضعها العشق كاملة بقلم نورهان العشري
في غضون أيام.
هكذا تحدث وليد بلهفة رجل وقع بالعشق في الماضي واصطدم بصخرة القدر الذي جعل حبيبته لرجل آخر ومن سوء حظه أن يكن هذا الرجل خلفه الآن مباشرة ينوي الفتك به... لولا تدخل زين الذي كان يراقب ما يحدث بصمت ولكن ما إن شعر بأن الأمور على وشك الخروج عن السيطرة حتى تدخل في الحال.
_شكرا لك أيها الطبيب هل يمكن أن تدخل هدى لتطمئن على الطفلة!
_أجل بالطبع يمكنها ذلك ولكن يجب أن ترتاح هي أيضا حتى لا تسقط فيبدو أنها تعاني الإرهاق والتعب.
كان هذا أكثر من قدرته على التحمل فحين أوشك على الحديث أوقفته نظرات والده المحذرة وكلماته التي جعلته يتراجع عن لكمه
_لا تقلق أيها الطبيب و نشكرك على اهتمامك فنحن لا نفرط بهدى فهي ابنتي وزوجة ابني.
شعر وليد بالحرج و قد تغضن وجهه قبل أن يلتفت ليناظر شاهين شذرا ثم نقل نظراته إلى هدى قائلا
كانت ترى ما يحدث واختارت برضا أن تتجاهله وتتجاهلهم وهي تتوجه إلى طفلتها داخل الغرفة مغلقة الباب خلفها... لتخرج ضحكة ساخرة من فم ناريمان التي اتبعتها قائلة بسخرية
_أتذكر أنني رأيت هذا المشهد في فيلم هندي وغالبا انتهى بأن أتى الفارس المغوار لينقذ البطلة من بين براثن الۏحش.
كانت تظن أنها مجرد كلمات عابرة
_ الحمد لله على سلامتها يا شاهين سنغادر إلى المنزل ونرسل إلى هدى بعض الثياب فهي لم تبدل فستانها بعد.
وكأنه بحاجة لأن تذكره بهذا الفستان اللعېن اأطلق زفرة قوية وهو يتوجه إلى داخل الغرفة مغلقا الباب خلفه بهدوء يتنافى مع چحيم غضبه المشتعل ليخطو عدة خطوات متجاهلا وجودها وهو يقترب ليضع قبلة دافئة على جبين طفلته وسط أنظارها الجامدة والتي تتحاشى الاصطدام به تتمنى لو يغادر حتى تستطيع استرداد أنفاسها ولو قليلا... ولكنه أطال الوقوف مم ضاعف شعورها بالڠضب منه فحاولت أن تكظمه قدر الإمكان وعم الهدوء المكان حولهم إلا من صدى أنفاسهم ورائحة الكبرياء التي تسيطر على الأجواء حولهم.
_ تفضلي أرسله دكتور وليد إليك وهو يتمنى أن تتناوليه حتى تتحسن حالتك فأنت تبدين مرهقة ووو
قاطعها ذلك الۏحش الغاضب وهو ينتزع كوب اللبن من يدها ويتوجه إلى إبريق المياه الموضوع بجانب السرير وقام بإفراغ كوب اللبن به ثم توجه بعينين تلونتا بلون الچحيم الذي بث الذعر إلى قلب الفتاة وخاصة حين زمجر بشراسة
هكذا صاحت هدى بانفعال حين سمعت كلماته الهوجاء إلى الفتاة التي هرولت إلى الخارج مذعورة... فتفاجأت به يلتفت وهو يناظرها بعينين أعماهما الڠضب الذي تجلى في نبرته وهو يقول بشراسة
_أقسم لك إن تفوهت بحرف واحد سأريك كيف يكون الجنون وسأقوم بسڤك دماء ذلك الوغد أمام عينيك الآن.
شهقة مذعورة خرجت من جوفها حين رأت مظهره المرعب وكلماته المروعة التي كانت أكثر من كافية لجعل أعصابها ټنهار فقد كان يوما عصيبا... ولم تعد تحتمل لذا همست بنبرة مخټنقة بفعل محاولاتها لقمع انفجارها في البكاء أمامه
نفذت كلماتها إلى منتصف قلبه الذي ارتج من فرط الألم الذي أتقن تجاهله وهو يرتدي ثوب الڠضب الذي تجلى بعروقه التي نفرت بصورة مرعبة لم تؤثر فيها بل احتدت لهجتها أكثر وهي تصيح
_لا أنا ولا ابنتي بحاجة إليك لذا ليس مسموحا لك بالتواجد هنا.
كان رجلا باردا لا يغضب بسهولة ولكن اليوم استنفذ مخزون صبره لسنوات قادمة فقد بلغ غضبه الذروة.
_لا أنتظر الإذن منك لأتواجد هنا فهذه هي ابنتي وأنت زوجتي وعليك تقبل ذلك أو أقحمه في عقلك الغبي هذا!
قال جملته الأخيرة بصړاخ انتفض له الصغيرة التي أفزعها صراخه فأخذت تبكي بذعروهرولت تحتوي الصغيرة بين يديها وهي تهدهدها بحنو يتنافى مع نظراتها المستاءة نحوه فتجاهله متسلحا بالجمود في مواجهتها.
_شاهين هيا استيقظ فأنت نائم منذ ثلاث ساعات.
تململ شاهين في نومته حتى فتح
عينيه اللتين وقعتا على هناء ليجدها ترتدي ملابس سهرة فجعد ما بين حاجبيه وهو يقول
_ لم هذه الثياب الآن!
هناء بغنج
_لقد وعدتني أن تعوضني عن شهر عسلي و هذان اليومان اللذان امضيتهم مع الصغيرة في المشفي وانا هنا وحيدة وأيضا لقد مللت من الجلوس بالمنزل لنخرج للسهر قليلا اه .. و لتجلب لي العقد الخاص بتلك الإسورة فأنا سأموت لأكمل الطقم.
امتعضت ملامحه وزفر حانقا وهو يقول بجفاء
_لا يوجد لا عقد ولا
خروج هيا بدلي هذه الثياب فغدا لدي مرافعة وأريد أن أنام جيدا حتى أستطيع الاستيقاظ مبكرا.
لم تحتمل