رواية كواسر اخضعها العشق كاملة بقلم نورهان العشري
جفاءه وذلك القيد الذي يحكمه حولها لذا صاحت دون احتراز
_شاهين لا تفعل ذلك أرجوك... لا خروج ولا دخول ولا نقود ولا مجوهرات لقد مللت.
قالت جملتها الأخيرة بصوت أشبه بالصړاخ فلم يستطع الصمت أكثر خاصة وهو يحمل كل هذا الڠضب بداخله فهتف بجفاء
_ألا تملي من طلب النقود ومشاوير السهر هذه!
فطنت لفداحة ما تفوهت به وخاصة بعد أن فوجئت من لهجته وملامحه التي كانت ممتعضة كثيرا فحاولت التبرير بلهجة أهدأ
_عزيزتي هناء لم بكل مرة نتحدث بها بأمر حيوي تفعلين ذلك وينتهي الأمر بنا هكذا!
صاعقة قوية ضړبتها فزلزلت ثباتها وخاصة حين أكمل بقسۏة
_لمعلوماتك لم أتزوجك لأن علاقاتي الخاصة بزوجتي ليست على ما يرام ولكني تزوجتك لأنني أردت زوجة حقيقية أتشارك معها كل شيء.
صمت لثوان قبل أن يردف بفظاظة
تحدثت بنبرة فاقدة لكل معاني الصبر
_ما الذي تريده من هذا الحديث!
_أريد المشاركة والسکينة أريد الهدوء يكفي ذلك الصخب الذي يسيطر على حياتنا.
امتقع وجهها وشعرت برغبة قوية في الصړاخ بوجهه ولكنها اكتفت قائلة
لم يتوان عن مصارحتها قائلا باختصار
_نعم ولهذا أردت تنبيهك.
بدأت بفقدان أعصابها تدريجيا فتحدثت بانفعال
_هل تفكر بالزواج علي!
لم يستطع تحمل نظرتها السطحية للأمور وأسلوبها الغبي في التفكير.. فصاح متأففا
_يا إلهي كيف يصل الحديث إلى عقلك!
تساقطت عبراتها التي بدت حقيقية فلم يتأثر إنما تحدث بجفاء قائلا
استفهمت بانفعال
_ إذن أخبرني بصراحة ما الذي تريده!
شاهين بخشونة
_أريد الراحة أريد زوجة محبة تشاركني هواياتي تنتظرني عندما أعود من العمل تهدهدني كطفل صغير حين أغضب أستطيع أن أخبرها بمشادة قمت بها مع سائق تاكسي لعين قام بالكسر علي أثناء القيادة دون أن تمل من حديثي بل تستمع إلي وكأنها تملك كل الوقت لفعل ذلك.
_أريد دفء وسکينة أن أشعر أنني مهم في حياة زوجتي لا حافظة نقود متنقلة.
لم يعجبها حديثه فلم يكن يشبهها ولا يشبه تطلعاتها فصاحت بانفعال
_ألم تخبرني أنك تريد أن تعيش حياتك كما يحلو لك تفعل كل شيء چنوني بعيد عن قيود عائلتك! لقد كنت تريد ذلك الصخب الذي تشكو منه الآن ألم تقل هذا نصا أريد امرأة شغوفة تمتلك روح ثائرة لتجعل حياتي مبهجة!
_نعم قلت هذا ولكنني كنت مخطئا فلم يكن ذلك ما أحتاجه من امرأتي لقد أردت امرأة حنونة تسكب بقلبي الطمأنينة وتروي تربته بحنانها الذي لم أتذوقه مع أقرب الناس لي.
كان يقصد والدته.. بينما هي ظنت أنه يقصد هدى فاهتاجت أعصابها وجن چنونها... فصاحت بانفعال
_لا تأتي على ذكر تلك المرأة أمامي مرة أخرى فلتذهب إلى الچحيم ونرتاح منها فأنا لم أعد أحتمل.
قطعت جملتها تلك الضړبة القوية التي سقطت فوق وجهها فأدارته للجهة الأخرى تزامنا مع صوته القاسې حين قال
_إياك أن تتحدثي عنها بهذا السوء مرة أخرى وإلا اقتلعت لسانك من مكانه.
مر من الزمن سبعة أيام خارجيا لم يحدث بها ما يذكر ولكن كان الجميع ېحترق بصمت أما فراس
كان يعاند كبريائه ويحاول قمع مشاعره العاتية نحوها
فقد وضعتها الحياة أمام مطرقة الاختيار ما بين واجبها تجاه والدها ومشاعرها القوية تجاهه والذي رفضت هي الأخرى تسميتها وتركتها تحت طائلة الرغبة الحسية فقط.
جاء الصباح مشرقا كملامحها التي تأسره للحد الذي يجعل عيناه تنتشي برؤيتها وتتملكه رغبة قوية في إخفائها عن جميع الأعين فهي الوحيدة القادرة على إنهاء تلك الصراعات المحتدمة بقلبه وتلك الحيرة التي تلازمه وضجيج تساؤلاته هل يسحبها إلى عالمه المظلم كما فعل هاديس مع برسيفوني ويخفيها عن الأعين! أم يتركها ويترك نفسه لها تسحبه بنورها إلى عالمها الوردي!
أم يخبرها كل شيء ويترك لها حرية الاختيار طافت عيناه على تقاسيم وجهها التي لا يمل من تأملها أبدا وخاصة عيناها التي كانت كنافذة تطل على الجنة جنته التي اشتاقها كثيرا فتحركت أنامله بخفة على قسماتها لتستيقظ وتشرق بشمسها على عالمه المظلم
س
_إذن هل غير هاديس نشاطه الليلي وأصبح يأتي في
الصباح الباكر!
غمرت ملامحه بسمة جميلة زينتها لهجته الشغوفة حين قال
_ما رأيك لو أسحبك إلى عالمي كما فعل هاديس مع بريسفوني!
همست تداعبه
_تتفوق على هاديس بنقطة فهو فقد خدعها أما الآن أنت تخيرني أم أنني مخطئة!
ظاهريا كانت تمازحه ولكن هناك استفهاما يطل من عينيها اللتين لا يستطيعا إلا الامتثال أمام طغيانهم وقد كان ذلك هو الخضوع الأول له في الحياة لذا قال بخشونة
_لم يخدعها هاديس فقد أحبته.
قاطعته مصححة
_لم يخبرها ماذا ينتظرها في عالمه وإلى أي درجة يمتد ظلامه.
_وإن أخبرها هل كان ليشكل فارقا في مشاعرها نحوه!
_على الأقل كانت ستشعر بأنها