رواية كواسر اخضعها العشق كاملة بقلم نورهان العشري
يريد وإن تماديت أو فكرت بخداعه سيلقي بك عند أول مفترق طرق ولن يتلفت إلى الوراء أبدا.
كانت تجلس في شرفة غرفتها تنظر بشرود حولها وعقلها يعمل كالآلة تريد الخلاص ولا تدرك أين تاه دربه تقف عند مفترق طرق أن خطت قدماها بأيا منهما لن تستطيع التراجع أبدا... ناهيك أن خطوتها القادمة ستحدد مسار حياتها القادمة إن كانت جنة برفقته أو چحيما من دونه وللحظة تمنت أن تراه الآن لتستند
باغتها حين قال بلهجة خشنة
_كنت تفكرين بي أليس كذلك!
عاندت شوقها واحتياجها إليه وهي تحتال عليه قائلة
_لا من أخبرك ذلك!
كان يتوقع إجابتها لذا قال بتخابث
_إذن لما خداك محمران بتلك الطريقة المغوية
هبت من مكانها وهي تقول باندفاع
_هل تراني! أين أنت! هل أتيت!
وصلها صوت قهقهاته الرجولية التي أثارت زوبعة من المشاعر داخل قلبها وخاصة حين قال يعري شوقها الضاري له
تعاظم الحنق بداخلها كونه فطن إلى كذبها فهدرت پغضب
_لأنك مغرور لعين.
ابتسم على ڠضبها وقال محذرا
_ لسانك يا فتاة أعدك بأن ثاني شيء سأفعله
ما إن أراك هو معاقبة ذلك اللسان السليط.
تراقصت دقات قلبها على أنغام كلماته وهمست بخجل
_وما هو أول شيء ستفعله إذن!
أجابها فراس بنبرة موقدة تحمل الشغف واللوعة
أجابها صوته الرجولي الخاڤت
_لا بل مشتاق.
تراقصت أضلعها بداخلها من فرط السعادة فقد كانت تشبه أرضا قاحلة تتعطش لقطرات المطر حتى تلتئم صدوعها وشروخ قلبها لذا حاولت أن تغترف من عشقه المزيد... فتظاهرت بأنها لم تسمع حين قالت
_ لم أسمع جيدا ماذا قلت!
شعر بحاجتها إليه التي كنقطة في بحر احتياجه لها فقال بهمس محترق
باغتها حين قال بلهجة خشنة مستعرة بلهيب الصبوة
_وذلك المفترس يريد رؤيتك الآن.
لم تكد تجيبه حتى فوجئت بسيارته التي دخلت من بوابة القصر فقالت بلهفة
_هل أتيت!
_لا بل سيارتي هي من أتت لتجلبك إلي فاليوم سأتأخر وهناك بعض الأوراق الهامة التي أريدك أن تجلبيها إلي.
ما إن أنهى جملته الأخيرة حتى تولد شعورا بالقلق داخلها أدى إلى ارتجاف صوتها حين قالت
فراس بعجالة
_هل تذكرين الملف الذي أعطاني إياه شاهين ذلك اليوم الخاص بشحنة الأسلحة!
هوى قلبها بين ضلوعها وتلاحقت الأنفاس بصدرها وهي تجيبه
_نعم أذكره.
_أحتاج إلى هذا الملف الآن ولا أثق بشخص آخر غيرك حتى يجلبه لي هل تستطيعين ذلك!
لم تعد أقدامها قادرة على حملها فهوت على الأريكة خلفها فها هو القدر يضعها وجها لوجه أمام مطرقة الاختيار بل ويجبرها على المواجهة التي كانت تحاول بكل الطرق الهروب منها.
هكذا صاح فراس بنبرة مرتفعة فأجابته بارتباك
_نعم أنا اسمعك أجل أستطيع.
فراس بعجالة
حسنا في غرفة الملابس تحديدا في الرف الثالث ستجدين مفتاح الخزانة اجلبيه وقومي بفتحها وجلب الملف ثم اغلقيها جيدا وأعيدي المفتاح إلى مكانه وسيأتي بك السائق إلي.
اكتفت بقول كلمة واحدة
_حسنا.
أغلقت الهاتف وهي تغمض عينيها پألم شعرت به يغزو سائر ... فقد وصلت إلى نقطة اللا رجوع وعليها الاختيار الآن على أي الجانبين عليها أن تقف.
تشعر وكأنها مکبلة من عنقها بأصفاد قويه تجذبها تجاه حق والدها و الأخذ بثأره علما بأنه هناك شيء داخلها يخبرها بأن الأمر ليس كما تصفه والدتها... وأصفاد أخرى منبعها قلبها الذي يتعلق بعشقه ولا يريد التفريط به بل ويتمسك به بكل ما أوتي من قوة ولا ينفك أن يردد على مسامعها بأن فراس ليس ذلك الشخص السيئ كما تحاول والدتها أن تصفه وكلما أحكم أحد الطرفين على موقفه تشعر بأنها تختنق حتى كادت أن تصرخ بملء صوتها قائلة
_ كفى فلم يعد بمقدورها التحمل أكثر.
توجهت إلى حيث أخبرها عن مكان المفتاح ووجدته في مكانه فأخذته والتقطت حقيبة يدها لتتوجه إلى الأسفل وهي تحاول أن تصم أذنيها إلى الاستماع لأي من تلك الأصوات التي تزأر بداخلها ونفذت ما أمرها به وحين أمسكت بالملف توقفت للحظات تنظر إليه وإلى الهاتف في يدها الأخرى تنازع رغبة تحثها على نسخه وأخرى تنهاها عن ذلك وتذكرها بأنه يثق بها للحد الذي يجعله يضع ملفا بهذه الخطۏرة بين يديها... بينما أخذت كلماته تنخر بقلبها وهو يقول
_ لا أثق بشخص آخر غيرك حتى يجلبه لي.
حسمت أمرها وقامت بمسح عبراتها التي كانت تتدحرج على خديها حتى سقطت
على الملف في يدها وتوجهت
إلى حيث ينتظرها السائق واستقلت السيارة تحاول أن لا تفكر فيما فعلته وماهي عواقبه بعد نصف ساعة كانت تترجل من السيارة أمام الشركة لتشق طريقها بين الموظفين قاصدة الطابق التاسع حيث مكتبه الذي ما إن وصلته حتى سحبت نفسا قويا بداخلها عله يهدئ من توترها قليلا قبل أن تقوم بطرق الباب ليأتيها صوته يأمرها بالدخول وما إن أطلت برأسها من الباب حتى وجدته يترك كل شيء
_ أي سحر تمتلكين بين ضفتي التوت خاصتك !
أخفضت رأسها خجلا فقام برفعها وهو يقول بصوت أجش
_لا تخفضي عينيك عني فلو تعلمين إلى أي درجة أشتاقهم.
همست بخفوت
_