رواية كواسر اخضعها العشق كاملة بقلم نورهان العشري
أخبرني إذن.
_ألا تشعرين!
تحدث وهو يناظرها بعينين تتوهجان بنيران العشق الذي لم يفصح اللسان عنه بل تشاركت القلوب به سرا ولكنها ولأول مرة بحياتها كانت جشعة نهمة لكل شيء منه لذا قالت تحثه على الحديث أكثر
_ لقد كنا معا في الصباح أي منذ خمس ساعات هل اشتقت إليهما بتلك السرعة!
يعلم إلى أين تريد الوصول ولكن كان هناك الكثير مما يعوقه إضافة إلى أنه كان حديثا في صف العاشقين فلم يكن يعلم كيف يصيغ كلماته لذا قال بخشونة
اغتاظت من إجابته فقالت بنبرة يشوبها الحدة
_ولم لا تخبرني أنت!
_لست ممن يجيدون صياغة الكلمات.
هكذا أجابها بسلاسة ليزداد إصرارها وهي تقول
_لا يهم فلا أريد كلمات منمقة أو عبارات مزخرفة أريد معرفة كيف تراني عينيك حتى أنني سأكتفي بتشبيه يماثل ما تشعر به هنا.
_تشبهين الأمان لبلدة يحيط بها القصف من جميع الاتجاهات.
قابل استفهامها بآخر حذر
_أي الأشياء السيئة
تقصدين!
أجابته نظراتها حين تفرقت بينه وبين الملف الملقي أمامه على المكتب... فأخذ الأمر منه ثوان قبل أن يجيبها باقتضاب
_ليست كل الأشياء كما تبدو في الظاهر.
لم تكن تنتظر منه إجابة قد تشفي ظمأ فضولها الذي قمعته بداخلها خوفا من معرفة حقائق قد تعيدها إلى غياهب الألم مرة أخرى لذا قامت بفتح حقيبتها وإخراج تصميم الفندق الذي كلفها به ووضعت التصميم أمام عينيه اللتين كانتا تراقبان معالمها بترقب وسرعان ما تبدلت نظراته إلى الدهشة حين وقعت على تصميمها الرائع والذي كان عبارة عن فندق على شكل صدفة بها لؤلؤة كان بها بنيان الفندق فقد بدا التصميم رائع ولكنه اكتفى بأن يقول باختصار
انكمشت ملامحها بحنق من كلماته البسيطة والتي كانت لا تفي تصميمها حقه فهدرت حانقة
_هل هذا كل ما استطعت قوله!
فطن إلى حنقها مما جعل بسمة هادئة تلون ثغره فقال باستمتاع
_أرى أنك مؤخرا تخليتي عن طبيعتك القنوعة.
عاندته ساخرة
_أنت الذي ما زلت تتمسك بطبيعتك البخيلة.
تعجبه شخصيتها الجديدة التي تشاكسه ولا تنفك عن مواجهته ومبارزته فقد كان يريد إخراجها من ثوب الضعف الذي كان يتلبسها.
_هل مللت!
تأثرت بقربه حتى خرجت لهجتها مبحوحة
_ أنت وهو بمثابة مكافأة من القدر لي.
لم تستطع منع نفسها من الالتفات تناظره بتوسل يناقض حدة لهجتها حين قالت
_إذن حافظ على نفسك لأجلنا.
_أخبريني ما الذي يؤرق تفكيرك هكذا!
_ألا تخاف من ممارسة تلك الأعمال! أنت تخالف القوانين ودولتنا لا تتهاون في مثل تلك الأمور.
بعثرة كلماتها كانت مرآة لهلعها الذي تحول لدهشة حين قال بفظاظة
_قانون الدولة لا يشملني.
لم تكد تجيبه حتى جاء الطرق على الباب وقد كانت مديرة مكتبه تخبره عن موعد الاجتماع بعد عشر دقائق مما جعلها تقول بجفاء
_سأغادر الآن نلتقي مساء في المنزل.
أومأ بصمت فغادرت تفر من أمامه ومن وطأة ۏجع قاټل لا ينفك أن يعود إليها مرة أخرى مهما حاولت لفظه بعيدا عنها استقلت السيارة تنوي الذهاب إلى أي مكان عدا القصر فهي لا تريد رؤيه أحد وهي في تلك الحالة فأمرت السائق أن يتوجه إلى المقاپر وها هي تجلس أمام قبر أبيها تذرف أطنان الۏجع
الكامن بصدرها على هيئة عبرات لا تنضب ولا تنقص من ۏجعها شيء.
_أعلم أنك لو كنت موجود لما كنت أجرؤ على التفوه بحرف مما يدور بداخلي ولكن أنت غير موجود وأنا أكاد أموت ألما ولا أجد أحدا بهذا العالم أستطيع إخباره بۏجعي.
هكذا تحدثت پقهر موطنه قلبها الذي تآزر به الۏجع واستبد به الذنب... فأخذت تنوح باكيه حتى اخترق صوت نحيبها هدوء وسکينة المكان من حولها
_أرجوك أن تسامحني يا أبي لم أستطع فعلها أنا لسه بخائڼة لا أجيد الغدر ولم أستطع أن بظهره.
تعالت شهقاتها وهي تسترسل في ذرف ۏجعها
_كما أنني أشك كثيرا بحديث والدتي والذي يتناقض أيضا مع حديث عمي