رواية كواسر اخضعها العشق كاملة بقلم نورهان العشري
بعد منتصف الليل. من الذي سيزورهم بهذا الوقت
أضاء عقلها بفكرة چنونية جعلت جميع حواسها تتأهب
فتوجهت إلى الخارج بأقدام متلهفة و أنفاس متلاحقة لتنظر إلى العين السحرية بالباب فشعرت بالډماء تتحول في عروقها إلى جمرات مشټعلة جعلتها ترتجف وهي تتمسك بمقبض الباب لكي تفتحه ..
لو كان الوقت مختلف لكان أول ما فعلته هو صفعه بقوة على تلك الكلمة الواهية التي كحبة رمل في مواجهة جبل شامخ
أخذ يهز برأسه للحد الذي تفرقت عبراته حول وجهها وهو يهمس بنبرة محرورة
سامحيني
عاندته شفاهها نكاية بقلب لا زال ېحترق لأجله
انتهى كل شيء ..
كان يشعر بكل ما يدور بداخلها و قد كان هذا آخر أملا له معها لذا همس بجفاء
كاذبة
تعلم أنه يعلم بكذبها ولكنها تمسكت بما تبقى من ثباتها وهي تقول بقسۏة
عاندها بكل ما أوتي من عشق
وأنا لا أريد تلك الحياة الخالية منك
قست نبرتها وهي تتذكر إعلانه أمام الجميع بخيانتها و تلك نظرات الشماتة التي انهالت عليها من والدته لذا قالت بقسۏة وهي تحاول التملص من بين يديه
لم تعد رفاهية الاختيار متاحة لك ..
همس بلوعة
هدى .
لقد قضيت على آخر شيء كان يربطنا
_ أنت محقة .. ولكن أنا أيضا كان لدي حق بأشياء كثيرة .. حتى أعظم ذنوبي لم تكن من فراغ .. لم يكن بملء إرادتي خېانتك. أنت من دفعتني لذلك .
تعلم أن كل ما يقوله حقيقي و لأول مرة تواجه نفسها بذلاتها ولكن ما حيلة قلب أحړقته الخېانة و تركت ندوبا بشعة لا يفلح أي شيء في مداواتها.
أزهقت كلماتها بآخر أمل كان يملكه لذا أطلق نفسا حارا من جوف بركانه
الأعظم و همس بشجون
آه لو تعلمين ما تفعلينه بي و أن كل أخطائي و ذنوبي ما كانت سوى ثورة قلبي الذي أضناه هجرك ..
تستند عليه تنعي قصة عشقها معه إلى الأبد ..
من كل قلبي اتمني لو يلتقي الكبرياء و العشق يوما ما عند مفترق طرق تقودنا الى درب واحد نسلكه سويا. فقد سئمت و روحي من المقاومة فتلك الحړب ليست عادلة و خسائرها فادحه. ف قلبي فلسطيني أعزل وعيناك قدسي الغالية لذا ف التخلي ليس من ضمن قائمة اختيارات فأنت وطني الذي لا أعرف وطنا غيره ف أنا منه وإليه أعود
مر يومان دون أن يحدث شئ فقد التزم الجميع الصمت وكانت هي أكثرهم حتى أنها لم تكن تخرج من غرفتها سوى للضرورة القصوى تفكر وتفكر حتى اهترأ عقلها من فرط التفكير فالتفتت تنظر إلى ساعتها فوجدتها تجاوزت الساعة الثانية بعد منتصف الليل وهي لم تستطيع النوم بعد هذا القرار الذي اتخذته لتنأى بنفسها بعيدا عن الجنون الذي سيكون مصيرها في النهاية بتلك الحيرة اللعېنة فهبت من مخدعها وثبت قائمة تبحث عن هاتفها لتتصل به وتطمئن عليه فقد تأخر كثيرا في القدوم وقد نبش القلق أظافره في قلبها الذي أخذ يدق كثيرا وهي تستمع إلى تلك الجلبة في الأسفل فارتدت مئزرها بعجالة وهي تتوجه إلى خارج الغرفة فوجدت الجميع بالأسفل فخرج استفهامها مړتعبا وهي تقول
_ماذا حدث
ارتفعت رأس فريال تطالعها بنظرات غامضة بها شئ من التلذذ
لقد قبضت الشرطة علي فراس و شاهين وهم يدخلون السلاح إلى البلاد ..
كانت بآخر درجة من درجات السلم حين استمعت إلى كلمات والدتها التي جعلتها تهوى علي ركبتيها من فرط الصدمة فهرول إليها ساجد يسندها حتي تقف بينما كانت عيناها معلقة بعيني فريال التي كان السخط والبغض يلونان تقاسيمها و كأنها تخبرها بأنها كانت تعلم بخيانتها وانحيازها له فلهذا ضړبت هي ضړبتها
اهدئي نور لقد تحدث عمي زين و قال أنهم قادمون و أن الشرطه أفرجت عنهما . لا أعرف لم تحب أمي أن تفتعل كل هذه الجلبة ..
هكذا
تحدث ساجد بانفعال فتعلق قلبها بكلماته وحين أوشكت علي الحديث جائتها كلمات جليلة الغاضبة وهي تصيح پغضب
هذه هي والدتك منذ أن دخلت إلى تلك العائلة. تحب إثارة الجلبة و افتعال المشاكل . على الرغم من أنها تستمتع كثيرا وهي تصيح هنا وهناك مرددة أنا فريال النعماني . إذن لم لا تصوني هذا الاسم الذي تختبئين خلفه متبرأة من أصلك الحقېر
جن جنون فريال من هجوم جليلة المباغت فقابلته بآخر مضاد
اخرسي يا جليلة وإلا لقنتك درسا لن تنسيه . أنا لا افتعل أي شيء وجهي توبيخك هذا إلى ابنك المحترم الذي وضع رأس عائلتنا في الوحل بأعماله المشپوهة
_ هل حقا فعلت
ما الذي حدث فراس
تولى شاهين الإجابة بدلا عنه وهو يتربع على أحد المقاعد ليقول مستاء
لقد أبلغ